تجنبت إيران إسقاط الطائرة “بوسيدون 8” المعروفة باللاتينية “ب P 8″، وهي طائرة أهم من “بلاك هاوك” التي جرى إسقاطها الخميس الماضي ورصد هذه الطائرة يفضح الصناعة الأمريكية أمام نظيرتها الروسية وتعد طائرة “بلاك هاوك” من أهم طائرات التجسس
لدى سلاح الجو والبحرية الأمريكية، وتمتلك منها أعداد محدودة للغاية، ولهذا يعتبر إسقاطها ضربة موجعة للقوات الأمريكية وضربة مضاعفة للصناعة الحربية الأمريكية ايضا.
ولكن المفاجأة الحقيقية هي ما كشفته إيران اليوم بأنها تجنبت إسقاط طائرة “بوسيدون 8″، وأكد قائد قوات الجو ـ فضاء التابعة لحرس الثورة الاسلامية العميد امير علي حاجي زادة، أمس الجمعة، ان الدفاع الجوي الايراني امتنع عن إسقاط طائرة استطلاع أمريكية ثانية من طراز “P8” كان على متنها 35 جنديا أمريكيا.
وتعد “بوسيدون 8” أحد أعمدة سلاح الجو الأمريكي، فهي متخصصة في الحرب الالكترونية والتشويش ومضادة للغواصات وضرب السفن الحربية، ودخلت الخدمة في الجيش الأمريكي منذ ست سنوات فقط، وهي مخصصة لمواجهة الغواصات الروسية والصينية والحرب الالكترونية.
وإذا كان إسقاط “بلاك هاوك” مفاجأة من العيار الثقيل، فرصد وتجنب إسقاط “بوسيدون 8” مفاجأة ربما مضاعفة، فهذه الطائرة تحمي نفسها ضد الرادارات وتحمي نفسها من الصواريخ المضادة. وبعدما نجحت إيران في رصدها وتجنبت إسقاطها لبوسيدون بعدما نبهتها وانسحبت من المجال الجوي الإيراني، تكون قد عرت الصناعة الأمريكية أمام روسيا، وتكون قد أكدت وصول التكنولوجيا الإيرانية مستوى غير مرتقب.
وتعتبر هذه الطائرة مكلفة ماليا، فهي تساوي قرابة 300 مليون دولار للواحدة، وتستعملها القوات الأمريكية ورخصت بها للدول التي تعتقد أنها مهددة من طرف الأسطول العسكري الروسي وهي بريطانيا وأستراليا والنرويج.
وتعتبر من أهم خمس معدات حربية أساسية للحلف الأطلسي في مواجهة روسيا، فهذه الأخيرة تعتمد كقوة ردع على الغواصات النووية. وصممت الولايات المتحدة بوسيدون لمواجهة الغواصات، وكانت النسخة القديمة تحمل رقم “P3” والآن تطورت الى “P8” التي دخلت الخدمة سنة 2013.
وتعتبر طائرة ” Global Hawk” ثان أغلى طائرة عسكرية لدى القوات الأمريكية، ويعد نجاح إيران في أسقاطها منعطفا خطيرا على سمعة الصناعة الأمريكية، فهي طائرة مخصصة للخدمة للعقود المقبلة.
واستفاق العالم أمس الخميس 20 يونيو على خبر إسقاط إيران لطائرة مسيرة، واعتقد في البدء أن الأمر يتعلق بطائرة عادية من تلك الطائرات المسيرة الصغيرة السهلة الرصد والإسقاط، لكن المعلومات التالية تشكل مفاجأة وصدمة لدى صناع القرار الأمريكي، يتعلق بطائرة تمثل أحد اهم تكنولوجيا الصناعة الأمريكية التي تجمع بين الصناعة الفضائية والصناعة العسكرية المحضة، وتستعمل هذه الطائرة كل من وكالة الفضاء ناسا والبنتاغون.
وهذه الطائرة التي صنعتها نورثون غرومان كلفت سنة 2011، ما يناهز 211 مليون دولار، والآن تبلغ قيمتها 270 مليون دولار بسبب تحسينات كبيرة أدخلت عليها خاصة بالرصد والعمل في مختلف الظروف الجوية ومن علو يقارب 20 كلم، وتعد ضمن ثلاث أغلى طائرات توجد الآن في الخدمة رفقة المقنبلة “سبريت” والمقاتلة “اف 22 رابتور”.
وتمتلك الولايات المتحدة طائرات محدودة من هذا النوع، ولا يتعدى في المجموع العشرة موزعة على القوات الجوية ووكالة ناسا والبحرية الأمريكية. وتتمركز الطائرة التي أسقطتها إيران في ملكية البحرية وكانت تنطلق من الإمارات العربية المتحدة لمراقبة منطقة الخليج بالكامل، خاصة وأنها تحلق على علو يصل الى 20 كلم، وهو علو كافي لتصوير مساحة هائلة من الخليج العربي.
وتقوم هذه الطائرة التي لها مهام القمر الاصطناعي ولكن بعامل مساعد وهو قدرتها على التحليق على مستويات منخفضة وعليا وتغيير في السرعة، مما يؤهلها لرصد قوي، تقوم بمراقبة قوات العدو وتأمين سلامة القوات العسكرية الأمريكية من أي هجوم مباغت خاصة من الجو، كما تساعد على توجيه القوات الجوية والبرية لتحديد الأهداف خلال عمليات استهداف العدو.