من جغرافيا متناثرة لوطن مُمزّق.. بعدما دبّ اليأس في النفوس وانحسرت المقاومة باستشهاد رمزها، واستباحة البلد مسرحًا للصراعات وتقطع السبل.. حينها وُلدت بالشتات إرادة صلبة رسمت حلم الخلاص، بناها رجال شرفاء آمنوا بالتاريخ وصمّموا على مواصلة طريق الكفاح، فتنادوا مغامرين ومقامرين لنسج كساء لمولود بكر شاء له
المولى والنصير أن يرى النور في مرحلة مصيرية، ويشب يافعًا فتيًّا ويثأر للوطن ويطارد فلول المغتصب من شرق البلاد حتى أقصى غربها بمسمّى الجيش، والذي ما لبث معزّزًا للحرية ومؤكّدًا الإستقلال، حاملا المشعل مواصلا المسيرة، مُستكملًا بنيانه، مُستوفًى دعائمه مرسّخًا انحيازه الأبدي للوطن في مختلف المراحل بشهادة الأوفياء.
واليوم وقد مضي 82 عامًا من نشأته، وقد عايشنا وشاهدنا ما تعرّض إليه من محاولات إقصاء وتهميش إلى تشكيك وإحلال تجذّرت حتى بلغت حدّ التنكر والتخوين، ما يستوجب منا هبّة موحّدة صونًا للأمانة وحفاظًا على ما سنورثه للأجيال التي تلينا.. فالتاريخ لا يرحم..
الإخوة الأعزّاء والسادة الموقرون
إن مجد الشعوب وعزّتها وحصانة الأوطان وسيادتها لا يتأتّى إلا بمساندة جيوشها والوفاء بحقوق رجالها الذين لا تجارة لهم مع الوطن، إلّا الذّود بأرواحهم الزكية فداءً له.. فهلمّوا لنصرة الوطن ومُؤازرة الجيش، لا سيما أنه يزخر بكفاءاته الفذّة المتحفّزة للعطاء، وذلك بدعمه وتطويره وتسييل ميزانيته وإيفاء حقوق رجاله العاملين ووحقوق المتقاعدين منهم، حتى يتحقق المُراد، وينعم وطننا بالأمن والأمان وبمستقبل واعد ملؤه الإستقرار والإزدهار.
ودمتم