تضع الهيئة العربية للتصنيع في مصر نفسها كلاعب محوري في الساحة الجوية العالمية، مع خطط طموحة لإنشاء خط إنتاج محلي للطائرات القتالية والتدريبية الخفيفة الحديثة. وقد سلط اللواء مختار عبد اللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع
الضوء مؤخرًا على هذه التطلعات خلال سلسلة من التصريحات الصحفية.
تتعاون الهيئة العربية للتصنيع بشكل وثيق مع القوات المسلحة المصرية والشركاء الدوليين لتصميم وإنتاج طائرات تدريب عسكرية متقدمة محليًا. إن نجاح الهيئة العربية للتصنيع يرجع إلى مصنع حلوان للطائرات، وهو منشأة أساسية في تسليم نماذج طائرات مختلفة مصممة لتلبية احتياجات الدفاع في مصر. وقد أنتج المصنع طائرة التدريب العسكرية K-8E، مع إنتاج مذهل بلغ 120 طائرة للقوات المسلحة المصرية. وتتمركز هذه الطائرات في قاعدة المنيا الجوية ومخصصة لجناح التدريب 201 مع أسراب تدريب الطائرات النفاثة السريعة بمساحة 28 و29 متر مربع. كما يضم المنيا فريق العرض Silver Stars المجهز بطائرة K-8E.
ومع ذلك، فإن طموحات مصر تمتد إلى ما هو أبعد من K-8E. فقد أصدرت وزارة الدفاع المصرية مؤخرًا مناقصة دولية لشراء 36 طائرة تدريب متقدمة، بهدف استبدال أسطول طائرات Alpha Jets المتقادم، الذي يخدم القوات الجوية المصرية منذ عام 1982. وقد اجتذبت جهود التحديث المهمة هذه شركات تصنيع طيران عالمية كبرى. وقد عرضت شركة كوريا للصناعات الفضائية (KAI) من كوريا الجنوبية طائرات التدريب F-50 Golden Eagle و T-50، بينما تتنافس ليوناردو الإيطالية بمنصاتها M-345 و M-346. ودخلت شركة كاتيك الصينية المنافسة بطائراتها L-15، وقد تنضم شركات أخرى مثل TAI التركية والشركة التشيكية Aero بعروضها الخاصة.
في ديسمبر 2022، دخلت AOI في اتفاقية تعاون مع شركة Korean Aerospace Industries (KAI) لتوطين تكنولوجيا تصنيع طائرة التدريب المتقدمة T-50 / FA-50 Golden Eagle والطائرات القتالية الخفيفة. تهدف هذه الاتفاقية إلى استبدال طائرات التدريب Alpha Jet و K-8 القديمة في مصر بـ 100 طائرة جديدة، سيتم تصنيع 70 منها محليًا. تسعى KAI لبيع طائرتها FA-50 / T-50 Golden Eagle إلى مصر، مع خطط لتصدير الطائرة إلى أطراف ثالثة.
وفقًا للواء طارق عبد الفتاح، رئيس مجلس إدارة مصنع حلوان للطائرات، فإن الهيئة العربية للتصنيع حريصة على ضمان أن تتضمن أي صفقة نقلًا قويًا لتكنولوجيا الإنتاج. وفي حديثه في معرض مصر الدولي للطيران والفضاء، أكد أن الهيئة العربية للتصنيع تهدف إلى إنشاء خط إنتاج محلي للطائرات التدريبية المختارة، مما يضمن استفادة مصر من التصنيع المحلي والاكتفاء الذاتي الأكبر في الدفاع.
إن إنشاء خط إنتاج محلي للطائرات القتالية الخفيفة والتدريبية من شأنه أن يوفر مزايا استراتيجية واقتصادية وصناعية كبيرة لمصر والمنطقة الأفريقية الأوسع. ومن منظور الدفاع الوطني، فإن هذا من شأنه أن يعزز اعتماد مصر على نفسها في صيانة وتطوير قوتها الجوية. ومن خلال إنتاج هذه الطائرات محليًا، يمكن لمصر تقليل اعتمادها على الموردين الأجانب، مما يضمن إمدادًا ثابتًا ومنتظمًا من هياكل الطائرات وقطع الغيار والدعم الفني.