استخدام المشاة البحرية الأمريكية في عمليات الاقتحام البرمائية تستند المشاة البحرية على استراتيجية استباقية تعتمد على سرعة الوصول إلى الأراضي والأهداف المطلوبة ،
وإتباع عقيدة حرب المناورات التي تقوم على تدمير التماسك الحيوي للعدو وتفكيكه دون التدمير المادي (( الهدف عقل العدو وليس جسده )) ويرى الخبراء الأمريكان إن المناورة ستكون أكثر فاعلية ضد جيوش العالم الثالث عنها ضد عدو كروسيا أو الصين مثلا ً، وذلك لأن جيوش العالم الثالث تكون كبيرة ومجهزة بالتسليح الكافي إلا أنها تفتقر إلى المرونة على المستوى التعبوي والعملياتي الميدانية وبذلك فإن حرب المناورة تكون مدمرة بفضل السرعة والمفاجئة وخلق المواقف الصعبة الغير متوقعة وهذا ما اثبتته إسرائيل في حربها مع الجيوش العربية بفضل المرونة الميدانية وسرعة اتخاذ القرار و ردة الفعل للقادة الميدانيين على مستوى السرية والكتيبة بحسب الرؤية الأمريكية وحرب المناورة تتيح لقوة اصغر هزيمة قوة أكبر وأثقل .وبالتالي لتبني أي عقيدة يجب التزاوج بين والوسائل والعقيدة والاعتماد على العربات المدرعة الخفيفة والتي سوف تسمح لقوة التدخل السريع بأن تكون خفيفة الحركة بحيث تصل في الوقت المناسب إلى الأهداف وتكون ثقيلة التسليح بالقدر الذي يمكنها من إحراز النصر .ولنقل فرقة مشاة بحرية مثلا تحتاج إلى حوالي من 46 إلى 56 سفينة أبرار ونقل وحوالي 4 سفن قيادة وحاملات المروحيات وسفن إبرار متعددة الأغراض ، كذلك يحتاج نقل اللواء حوالي من 12 إلى 20 سفينة إبرار متعددة الأغراض أما الكتيبة فتنتشر في العادة على حوالي 5 سفن أبرار منها سفينة واحدة متعددة الأغراض مستخدمة طريق الإركاب القتالي وذلك بتحميل الأسلحة والمعدات بشكل يؤمن خروج الوحدات والأسلحة من السفينة بسرعة وحسب الأسبقية مطلوبة لدخول المعركة فوراً وبذلك يتم فقد حوالي 50% من السعة الكاملة للسفينة . وتستغرق فترة التحميل والإركاب حوالي ستة أيام للفرقة ويومان للواء ويوم واحد للكتيبة .وعند الوصول إلى الساحة المطلوبة تحتل السفن بعد وصولها إلى منطقة الإنزالمناطق الوقوف والمناورة والتي تكون مؤمنة بالتغطية الجوية والبحرية من قبل المقاتلات المتمركزة على الحاملات والتي تتواجد على حوالي 100 ميل بحري ( 185 كم ) ، وقبل إبرار القوات على الساحل تقوم سفن الدعم الناري بتدمير الدفاعات المعادية بواسطة المدفعية والصواريخ والطائرات وتتم أعمال الإبرار عادة في ساعات الفجر من خلال إنزال الثلث من ناحية البحر والثلثين من خلال الإسقاط الجوي بواسطة المروحيات أو العكس ، يبلغ عرض منطقة الإبرار للفرقة 20 - 30 كم وبعمق 40 كم وعرض منطقة اللواء 7-10 كم وبعمق 15 كم والكتيبة بعرض 2 كم وبعمق 5 كم ويبلغ عرض الفاصل بين القطاعات المتجاورة حوالي 5 كم.
تقوم سفن الإبرار بالاقتراب من الساحل على مسافة 2 - 5 ميل وإنزال قوارب الإنزال والتوجه إلى مناطق تشكيل أمواج الإنزال التي تضم المدرعات البرمائية والقوارب التي تحمل الأفراد .تتدفق الموجات وعلى مسافة 50 -100 متر بين الموجة والأخرى وبفاصل زمني بين كل منهما 5 -10 دقائق .فإنزال الكتيبة مثلا يحتاج إلى حوالي ساعة في شكل 6 - 9 أمواج ،ويستغرق إبرار اللواء حوالي ساعتين ، وتحتاج الفرقة لحوالي 6 ساعات .يتم إبرار مقر القيادة المتقدم مع الموجهالثانيه أو الثالثه وبعد احتلال رأس الجسر ينزل آمر الفرقة مع أركانه إلى الساحة وينشئ مقر القيادة الرئيسي في المكان الملائم وبذلك تنتهي التبعية العملياتية لقائد قوات الأبرار البحري .
ومن هذه اللحظة يقوم آمر الفرقة بقيادة القوات على الأرض وتنسيق المسائل الخاصة بالدعم الناري ونقل المعدات من السفن إلى الساحل مع قوات الأسطول. يتم الإنزال الجوي بواسطة المروحيات وعلى مسافة 40 كم داخل الأراضي المعادية وفي نفس الوقت مع بداية الأبرار البحري على محاور تحليق معينة وتخصيص مناطق للإنزال رئيسيه واحتياطيه بحيث الا يزيد عددها عن 8 -10 مناطق وبفاصل 2 كم بين منطقة وأخرى .تضم الموجه الأولى العدد الأكبر من المروحيات ،أما الأمواج اللاحقة فتتكون من 5 - 8 مروحيات والتي تحلق على إرتفاعات مابين 100 - 500 متر وبفاصل رمي 5 - 10 دقيقة .وبعد الإنزال ترجع المروحيات إلى سفن الإبرار وعلى نفس محاور التحليق وعلى إرتفاع 500 - 1000 متر لإعادة التحميل، ولنقل كتيبة بكامل معداتها وأسلحتها يتطلب حوالي 200 طلعة مروحية.
تتشابه الأعمال القتالية على الساحل بالأعمال الهجومية للقوات البريــة إلا أنـهاتتميز ببعض الخصائص حيث تعمل الكتائب في المرحلة الأولى بصورة غير موحدة لذا لايمكن احتلال رأس الجسر من خلال هجمة واحدة وبهذا يتم تقسيم راس الجسر للفرقة إلى ثلاثة خطوط متتالية وهي :الخط الأول وبعمق 3 - 5 كم من الساحل ويجب إحتلاله من قبل الكتائب قبل نهاية اليوم الأول وذلك لمنع العدو من إطلاق النار على مناطق الإنزال . الخط الثاني وبعمق 10 - 15 كم من الساحل ويجب إحتلاله قبل نهاية اليوم الثاني لتوحيد روؤس الجسور للكتائب وتكوين رأس الجسـر للفـوج ومنـع العـدو من توجيه ضربات المدفعية من المواقع المستورة .الخط الثالث وبعمق 30 - 40 كم من الساحل ويجب إحتلاله قبل نهاية اليوم الرابع لتوحيد روؤس الجسور للأفواج وتكوين رأس الجسر للفرقة والأنضمام للإنزال الجوى وتوفير الظروف المناسبة للأنساق اللاحقة . ينفذ الدعم الناري المدفعي والجوي والصاروخي قبل نزول قوات الإبرار على الساحل بمدة تتراوح من ساعة إلى عشرة ساعات وتنفذ الضربات الجوية التمهيدية قبل بداية العملية من يوم إلى خمسة أيام كتمهيد من منطقة الإبرار والدعم الجوى المباشر الذى يبداء في نفس اليوم للإبرار ويستمر طول مرحلة الأعمال القتالية بعمق ما بين 50 - 185كم .
تستخدم المروحيات بشكل واسع لتدمير الأهداف المموهة والمخفية وتحويلها من إتجاه إلى أخر أثناء سير المعركة لتدميرالدبابات وتدمير القوة الحية للعدو. تستخدم كتيبة الإقتحام البرمائي لإحتلال رؤوس الجسور على الشواطئ الى حين ان تحل محلها بقية الوحدات الأخر ى منكتائب المشاة والدبابات والمدفعية .
كما تستخدم كتيبة الإقتحام المدرعة الخفيفة كستاره أمامية وحماية الأجنحة والإلتفاف حول العدو .تقوم كتيبة الهندسة بفتح الممرات وتجهيز الموانع الهندسية والنسفوالتدمير وتطهير الألغام وإقامة الجسور . كتيبة الإستطلاع وتقوم بالإستطلاع على خطوط التماس مع العدو وخلف خطوط التماس مستخدمة طائرات صغيرة بدون طيار مثل "البيونر وداغون اى " على شكل طواقم رباعية .وتقوم كتيبة الخدمات بمهام الإمداد والتموين من ذخائر ووقود ومياه وقطع غيار والصيانة وذلك وفق برنامج محدد أو حسب الطلب .وعموما ً وفي ختام القول فإن الهدف في حـرب المنـاورة هـو التركيـز على المستوى العملياتي وليس التعبوي والأداء الرئيسية لبلوغه هو تحريك القوات إلى أماكن غير متوقعة وبسرعة فائقة .