ثلاث سنين بفرحها وحزنها انقضت، وأحداث دهر للإدبار ولّت، وضلّت راسخة بصمات الأوفياء وصيحات المخلصين والشرفاء، وتداخل الليبيون في تجربة مريرة أظهرت للسطح ما كان غائرا، وازددنا معرفة وعشنا المحن بأنواعها،
وتجرّعنا مرارة التحوّل، ولمسنا عن كثب كل العراقيل، فقد تسيّسنا وأطلقنا العنان لألسنتنا، وبُحّت حناجرنا ، وتسابقنا مزايدة واستئثارا، وتعرّفنا على حقيقة ذواتنا ، وأنشدنا متناغمين تراتيل ، ليبيا الحلم .
ولكن ... مع الألم والإحباط ودموعنا ، لا يزال الأمل والتفاؤل يضيء شموعنا ، ورغم المحن والأزمات التي تجمعنا ، لايزال الليبيون يحترقون ويتحرّقون للنهوض والبناء والتعمير . وهاهو جيشنا بشرفائه لا زال يناضل ، ويوما عن يوم يرابط الشرفاء فيه سداً منيعاً ليثبتوا مكانته ، لينال ولو القليل من التقدير والإحترام ، حتى يستطيع استكمال بناءه وإعادة زخرفته بما يبهر ويتمناه كل الليبيين ، ليكسب الدولة هيبةً وفخرًا ، والثورة سندًا وداعمًا لطموحاتها ، بالرغم من الأشواك والمطبّات التي تعترض طريقه والقوافل من أبطاله التي درجنا على توديعها فقط بالدموع ...