مجلة ليبية متخصصة في الشؤون الدفاعية

الولايات المتحدة | الجيش الأمريكي يعزز الاستخبارات مع تجاوز طائرة التجسس ARES 5000 ساعة طيران.

الولايات المتحدة | الجيش الأمريكي يعزز الاستخبارات مع تجاوز طائرة التجسس ARES 5000 ساعة طيران.

يواصل الجيش الأمريكي تعزيز قدراته في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) باستخدام نظام الاستطلاع المحمول جواً والحرب الإلكترونية (ARES)، وهي طائرة تجسس متطورة طورتها وتشغلها شركة L3Harris Technologies. استنادًا إلى طائرة

للمزيد

روسيا | موسكو تخصص ميزانية ضخمة لتطوير جيشها بنسبة زيادة 30%، في خضمّ تصاعد النزاع في أوكرانيا.

روسيا | موسكو تخصص ميزانية ضخمة لتطوير جيشها بنسبة زيادة 30%، في خضمّ تصاعد النزاع في أوكرانيا.

صادق النواب الروس، يوم أمس الخميس، في قراءة ثالثة وأخيرة على مشروع قانون موازنة 2025-2027، الذي ينص على زيادة الإنفاق العسكري العام المقبل بنسبة 30%، في خضمّ تصاعد النزاع في…

للمزيد

كوريا الشمالية | قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يثير الشكوك حول قدرات كوريا الشمالية على توجيه ضربة نووية.

كوريا الشمالية | قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يثير الشكوك حول قدرات كوريا الشمالية على توجيه ضربة نووية.

صرح الأميرال صامويل بابارو، قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن الاختبارات العديدة التي أجرتها كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات لم تثبت بعد قدرتها على توصيل رأس…

للمزيد

البرازيل | إختبار العربة القتالية المطورة M-113 BR المجهزة بنظام السلاح Ares' SARC Remax4 لتعزيز قدرات الجيش البرازيلي.

البرازيل | إختبار العربة القتالية المطورة M-113 BR المجهزة بنظام السلاح Ares' SARC Remax4 لتعزيز قدرات الجيش البرازيلي.

أجرى مركز التقييم التابع للجيش البرازيلي (CAEx) سلسلة من الاختبارات الهندسية على نموذج تكنولوجي لمفهوم M-113 BR، مزود بمحطة الأسلحة التي يتم تشغيلها عن بعد Remax4. يتماشى هذا المشروع، الذي…

للمزيد

يتساءل كثيرون عن سبب تباطؤ المجتمع الدولي في القيام بدور مؤثر وحاسم لإنهاء الصراع في سوريا، والذي دخل مع منتصف شهر فبراير 2013م عامه الثالث على التوالي، وعلى الرغم من إقرار الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة بعدم شرعية الرئيس السوري ومطالبته بالرحيل؛ إلا أن الجميع لم يتخذ قراراً حاسماً بإنهاء حكمه حتى اللحظة!.

تتضارب الرؤى والأفكار التي تحاول تعليل التقاعس المُريب الذي تبديه الأطراف الفاعلة حيال الأزمة السورية، وما أفرزته من استقطاب طائفي، وتدمير للبنية التحتية للدولة السورية، ناهيك عن تهجيرٍ لمئات الآلاف من السوريين عن ديارهم، وقبل كل ذلك سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشوهين ..يسوق العديد من المراقبين للشأن السوري - وكلٌ من زاويته - عدة تفسيرات لما يجري، ويمكن إجمال هذه التفسيرات في ما يلي:

  1. النظام السوري قوي ومتماسك وليس من السهل إسقاطه بواسطة الاحتجاجات السلمية أو حتى التمرد المسلح.
  2. النظام السوري يمتلك تحالفات إقليمية ودولية توفر له المساندة المعنوية واللوجستية التي تجعله قادراً على الاستمرار والصمود.
  3. النظام السوري من الناحية الواقعية يعتبر من ضمانات أمن إسرائيل التي تحتل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967م، ولم يطلق الجيش السوري ولو طلقة واحدة باتجاه إسرائيل منذ ذلك الوقت، وبالتالي فإن إسرائيل لا يمكن أن تفرط في النظام السوري وتمضي إلى المجهول.
  4. سوريا دولة ليست ذات موارد نفطية هامة، وبالتالي فهي لا تمثل أولوية للغرب لكي يتدخل عسكرياً على غرار ما حدث في ليبيا.
  5. طبيعة الصراع المسلح في سوريا باتت تأخذ بُعداً طائفياً، كما أن للحركات المتطرفة دينياً حضوراً حقيقياً على الأرض الأمر الذي يجعل من القيام بعمل عسكري مجازفة محفوفة بالمخاطر.

هكذا تتعدد الآراء التي تحاول تفسير أسباب التأخر في حسم الأزمة السورية، إلا أنه وبالرغم من وجاهة بعض الآراء فإن المسألة تبدو أعقد من ذلك بكثير، وبالعودة إلى عنوان هذا المقال (حزب الله اللبناني ..هل وقع في الفخ؟) فإننا نشير إلى التطور الأخير الذي حدث على الصعيد السياسي والعسكري المتمثل في مشاركة عناصر من حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب قوات بشار الأسد، خصوصا بعد تصريحات أمينه العام السيد (حسن نصر الله) في خطابه الذي ألقاه من بلدة (مشغرة) بسهل البقاع اللبناني، في2013/5/25م بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام2000م، وهو ما يُطلق عليه اللبنانيون (عيد المقاومة).
حيث تحدث (نصر الله) قائلاً بأن (سوريا هي ظهر المقاومة وسندها، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويُكشف ظهرها ويُكسر سندها.. أقولها بصراحة ولن نكون أغبياء، الغبي هو من يتفرج على المؤامرة تزحف إليه ولا يتحرك).
واستناداً إلى هذه التصريحات الصادرة عن الرجل الأول في قيادة المقاومة اللبنانية، يبدو جلياً وبما لا يدع مجالاً للشك بأن حزب الله قد اتخذ قراراً إستراتيجياً خطيراً بالتدخل العسكري المباشر في الصراع الدائر في سوريا، وهو ما لم تُجاهر به قيادة الحزب منذ نشوب القتال الذي اندلع في أعقاب قيام القوات الموالية لبشار الأسد بقمع الاحتجاجات المناهضة للنظام في مناطق متفرقة من البلاد، ومن الجدير بالذكر أن حزب الله كان إلى حدٍ ما -وعلى لسان مسئوليه- متفهماً للمطالب المُحقة للشعب السوري ولكن عبر الوسائل السلمية والحوار، كما أنه لم يتردد لحظة في مساندته للنظام في كل ما يراه من وسائل لمعالجة الأزمة، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة لإنهاء حالة الاضطرابات، إلا أن المنطق يقول بأنه من الصعب الجمع بين هذين المتناقضين! أي تأييد المطالب الشعبية وتأييد النظام في نفس الوقت، وانتظر صانعوا القرار في قيادة الحزب قرابة العامين -على الأقل إعلامياً- حتى يعلنوا موقفهم النهائي من الصراع في سوريا، والذي لربما اعتقدوا بأن حليفهم بشار الأسد قادر على إنهائه دون أن يكشفوا عن دعمهم السياسي ومن ثم العسكري له.
ومن المفارقات أن موقف حزب الله كان مؤيداً وبشدة للثورات الشعبية التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا واليمن، حيث اعتبرها ثورات حقيقية نابعة من الإرادة الشعبية التي لطالما عملت الأنظمة على قمعها وقهرها، وفي خطابه الذي ألقاه بمهرجان نصرة ثورة الشعب المصري في لبنان بتاريخ7/2/2011م يقول السيد حسن نصر الله عن ثورة مصر (إنها ثورة كاملة للأحرار ورافضي المهانة والذل في بلد أُريد له بفعل الإرادة الأميركية أن يكون تابعا لها وللكيان الإسرائيلي) .. ويقول أيضاً مخاطباً المصريين (انتصاركم سيغير وجه منطقتنا بالكامل، أنتم تخوضون معركة الكرامة العربية، أنتم شعب مصر العظيم الذي يستطيع بإرادته أن يغير وجه الدنيا.
إذا نلاحظ هنا أن حزب الله مُناصر- وبلا حدود - لقضايا الشعوب العربية والإسلامية المتطلعة للحرية والكرامة، وهناك حزب الله الذي لا يستطيع الصبر على ذات المطالب للشعب السوري وإن كان قد تفهمها في البدء إلا أنه لم يعد يراها سوى مؤامرة كونية تهدف إلى إنهاء المقاومة، وعلى ذلك فقد اتخذ موقفه النهائي منها بالإعلان عن وقوفه وبكل ما أوتي من قوة إلى جانب النظام السوري.
ولكن ما الذي يعنيه الإعلان عن انضمام حزب الله للقتال في سوريا؟
بالعودة إلى تاريخ المقاومة ضد العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان، فلا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الدور المحوري الذي لعبه حزب الله منذ تأسيسه عام 1982م في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، سواء بالعمليات الفدائية والنوعية التي كان يقوم بها مقاتلوه، وحتى دخوله في حرب مفتوحة مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما حدث في حرب تموز 2006م، والتي كبد فيها حزب الله قوات جيش الدفاع الإسرائيلي خسائر كبيرة في سلاح الدبابات، ناهيك عن الهزيمة المعنوية التي مُني بها الإسرائيليون كونهم لم يستطيعوا تحقيق غاية حربهم تلك، والتي كانت تتمثل في القضاء على المقاومة نهائياً في جنوب لبنان، وعلى العكس من ذلك فإن حزب الله قد برهن تماماً على أنه قادرٌ على الوصول للعمق الإسرائيلي وذلك بواسطة صواريخه التكتيكية والتي وصلت للعمق الإسرائيلي.
وأمام هذا الحضور السياسي والعسكري القوي لهذا الحزب الإيديولوجي؛ نتساءل ونبحث في الخيوط والعلاقات المتشابكة التي لربما من خلالها يمكن استقراء خارطة الأحداث واتجاهات الرأي المختلفة حول مستقبل حزب الله..
يقول السيد بول سالم مدير معهد كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط - التابع لمركز كارنيغي للسلام - في مقالٍ له بتاريخ 19 / 6 / 2012م .. بأن (حزب الله وإيران يتعرّضان للإدانة بسبب وقوفهما إلى جانب الأسد وهو يذبح شعب بلاده، نتيجة لذلك لم يَعُد حزب الله تلك الحركة التي كانت تحظى بشعبية واسعة في أرجاء العالمَين العربي والإسلامي، لكنه لا يزال قوةً مدجّجة بالسلاح تتمتع بفعالية بالغة).
تأسيساً على هذا القول فإن حزب الله قد اكتسب شرعيته وهيمنته المعنوية على مؤيديه من خلال مواجهته الجسورة لآلة الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان طيلة العقود الثلاثة الماضية، وما إن بدأ في الابتعاد عن هذا الاتجاه والدخول في مناكفات سياسية مع خصومه في الداخل اللبناني، وكذلك عدم الاتفاق على تسوية بشأن سلاحه مع الدولة اللبنانية، ووصولاً إلى موقفه من الثورة السورية؛ فإن حزب الله بات يتآكل معنوياً، ويمضي باتجاه القوة المسلحة المارقة التي ينبغي على الجميع العمل ضدها والقضاء عليها.
لكن ما يُثير الدهشة هو التغاضي المُبهم من قبل الأطراف الدولية عن دخول حزب الله كطرف داعم عسكرياً للنظام السوري وكأن خطوة كهذه من قبل حزب الله كانت متوقعة أو مطلوبة إن جاز التعبير!

فهل يا ترى ثمة شيء يُحاك في الخفاء؟ ومن هي القوى التي تسعى للتخلص من حزب الله غير إسرائيل؟.
لنلقي نظرة على مواقف بعض الدول الغربية الفاعلة على الصعيد السياسي، ودرجات تصنيفها لحزب الله كونه منظمة إرهابية أم لا!
الولايات المتحدة الأمريكية .. تعتبر حزب الله منظمة إرهابية بالكامل.
المملكة المتحدة ( بريطانيا ) .. تعتبر الجناح العسكري للحزب فقط منظمة إرهابية.
كندا.. تعتبر الحزب بالكامل منظمة إرهابية.
أستراليا.. تعتبر منظمة الأمن الخارجي للحزب فقط منظمة إرهابية.
مؤخراً الإتحاد الأوروبي يصنف الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية.
إذاً حزب الله بشكل عام ووفق هذه التصنيفات هو منظمة إرهابية بمفهوم تلك الدول، وهو مستهدف من قَبلها بشكل مباشر أو غير مباشر كونه يتخذ من العمل المسلح أسلوباً لإدارة الصراع مع إسرائيل، كذلك تعتبره العديد من الدول مثل فرنسا والولايات المتحدة مسئولاً عن مهاجمة جنودهما في لبنان، كما أنه كان يمثل إحراجا كبيراً للحكام العرب الذين اتخذوا من شعار تحرير فلسطين ومناصرة القضية الفلسطينية دعاية مجانية لتبرير بقائهم في السلطة، والآن وبعد هذا التحول السياسي المفصلي الذي شهدته المنطقة عقب زلزال الثورة في شمال أفريقيا واليمن وسوريا والاضطرابات في البحرين؛ فإن أوراقاً كثيرة قد اختلطت!

لماذا يُستهدف حزب الله؟
إذا ما تتبعنا آراء وسياسات القوى الدولية حيال حزب الله، سنجد أن هناك اهتماماً كبيراً توليه الدوائر الاستخباراتية والأمنية الغربية بقدرات حزب الله وإمكانياته القتالية المتقدمة، والتي استطاع تطويرها بشكل نوعي متقن خلال سنوات صراعه مع إسرائيل، وبالمرور السريع على الهيكلية التنظيمية للحزب سنجد أنه يتكون من منظومة مترابطة تعمل بشكل جماعي متناسق على أكثر من مستوى، وبالرغم من عامل السرية الذي يحرص الحزب عليه في أغلب نشاطاته، فإن ذلك لم يمنعه من الإعلان عن وجود بعض الهياكل التنظيمية التي تنظم عمل الحزب، منها على سبيل المثال:

  1. هيئة قيادية.
  2. مجلس سياسي.
  3. مجلس تخطيطي.
  4. كتلة النواب.
  5. مجموعات تنفيذية.
  6. هيئات استشارية. 

كما أن لحزب الله العديد من المؤسسات الخدمية والتي كان لها الأثر البالغ في زيادة شعبيته، حيث نشطت كوادر الحزب في إقامة الجمعيات الخيرية التي تقوم على رعاية أسر الشهداء والجرحى وكذلك إقامة المدارس، ومشاريع الري والآبار واستصلاح الأراضي الزراعية، وإعادة بناء المساكن التي دمرت خلال الحرب.
أما عن قدرات حزب الله القتالية فهي الأكثر فاعلية وكفاءة حتى بالنسبة للجيوش النظامية للدول التي تحيط بمنطقة الصراع مع العدو الإسرائيلي، فقد اتخذ الحزب أسلوباً قتالياً فريداً يعتمد على المباغتة وحرب العصابات، وهو أسلوب يجمع بين العقيدة والايدولوجيا من جهة، والتدريب الراقي المحترف من جهة أخرى، كما أن للحزب ترسانة من الأسلحة النوعية المتطورة والمتمثلة في أنواع مختلفة من الصواريخ التكتيكية والصواريخ المضادة للدروع، هذا ناهيك عن منظومات الاتصال والحصيلة المعلوماتية التي يمتلكها عن الإسرائيليين.
إذاً حزب الله وبهذه الإمكانيات يُعد قوة لا يُستهان بها، كما أن تمتعه بتأييد شعبي يجعله رقماً صعباً في معادلة الصراع مع إسرائيل ، فهل جاءت الفرصة الآن للتخلص منه؟.
وزير الأمن الداخلي الأسبق للولايات المتحدة في عهد الرئيس جورج دبليو بوش ويُدعى مايكل شيرتوف يذكر في كتابه ( الإرهاب ) الذي نشره عام 2009م، بأن (حزب الله الشيعي يشكل خلال السنوات المقبلة تهديداً أكبر للولايات المتحدة من تنظيم القاعدة الإرهابي)، وأضاف أيضاً (إن حزب الله اللبناني المدرج على اللائحة الأمريكية للإرهاب يسلك سلوكا عمليا منذ أكثر من ربع قرن وطور قدرات يمكن أن يحلم بها فقط تنظيم القاعدة ومنها عدد كبير من الصواريخ والمتفجرات المتطورة جداً).
وأشار كذلك إلى أن الحزب المدعوم من إيران لديه مقاتلين مُدرَّبين بشكل جيد وقوة استثنائية من 30 ألف مقاتل وكذلك نفوذ سياسي استثنائي، وأنه وراء الاعتداءات التي أوقعت 200 قتيلاً في صفوف المارينز الأمريكيين في بيروت عام 1983م، ووراء الاعتداءات التي أوقعت أكثر من 20 قتيلاً في المملكة العربية السعودية عام 1996م)، ويضيف الوزير قائلاً (على الرغم من أن حزب الله لم يشن اعتداءات على الولايات المتحدة نفسها فهو عزز وجوده في الدول الغربية وبنوع خاص في أمريكا الجنوبية معتبراً أن حزب الله مسئول عن الاعتداءات ضد أهداف إسرائيلية وضد اليهود في بوينس آيرس في التسعينيات).
ويتضح من خلال هذه المعلومات والتوقعات التي يُشير إليها هذا المسئول الأمريكي الرفيع المستوى بأن حزب الله يُعد أحد الأهداف المحتملة، لصانعي قرار الحرب ومخططي الإستراتيجية العسكرية والأمنية لدولة الولايات المتحدة الأمريكية خاصة والدول الغربية عامةً.
وعلى صعيد آخر وفي أحدث التقارير الأمنية لجهاز المخابرات الألمانية كشفت عنه صحيفة القدس العربي بتاريخ 10 / 6 / 2013م حيث تقول ( تؤطر مداخلة الدكتور أيمن الظواهري الأخيرة في الموضوع السوري القناعة بان تنظيم القاعدة يتعامل حاليا مع فخ تكتيكي نصب بعناية ودفع التنظيم إلى مواجهة دموية هذه المرة مع حزب الله اللبناني تحت عناوين طائفية يمكنها أن تدوم طويلا ..... حيث تتحدث بوضوح عن غطاء استخباراتي أمريكي مُنح للدول الثلاث وهي تركيا والأردن ولبنان بغرض إنضاج تسهيلات للجهاديين والسلفيين عبر تمكينهم من الدخول للأراضي السورية وبكثافة، لكن المثير أن الغطاء نفسه مُنح دون اعتراض لحزب الله اللبناني حتى يتدخل في بلدة القصير ليشهد العالم موجة عنيفة ودموية من الصراع بين المتشددين الشيعة والأصوليين السنة الذين أظهر الدكتور الظواهري بوضوح أنهم يتبعون تنظيم القاعدة عندما خاطبهم مؤخرا.
اللافت في الأمر حسب المعلومات الألمانية التي اطلعت صحيفة القدس العربي على جزء حيوي منها هو أن الإدارة الأمريكية عملت من وراء الكواليس وبنشاط وخلافا للانطباع العام على تشجيع حزب الله على الدخول لساحة الحرب وبثقله المعتاد في مؤشر بدأت السلطات الأردنية مثلا تختبر كلفته وتداعياته ونتائجه المحتملة.
وذلك حصل على الأغلب لسبب سياسي تكتيكي يمكن توقعه فواشنطن معنية بان يتصادم الخصمان على أرض سوريا مما يضعف قدرة الطرفان, الأمر الذي سيتم التعبير عنه عبر سلسلة بيانات وتصريحات ستصدر تباعا باسم الظواهري في استعراض ظروف المعركة في بلاد الشام.
ومن جانب آخر كشفت مصادر قريبة من المخابرات الألمانية عن زيارة رئيس المخابرات الاتحادية ( BND ) لدمشق مطلع الشهر الحالي لبحث ملفات التعاون الأمني فيما يتعلق بالمعتقلين الإسلاميين، وعلى رأسهم معتقلي جبهة النصرة، ووفقاً لجريدة "زمان الوصل" السورية فإن زيارة شيندلر تتعدى مسألة المعتقلين الجهاديين التي تعد واجهة فقط، فيما يكمن جوهر الزيارة في إطلاع بشار الأسد ومستشاريه الأمنيين وفي مقدمتهم "علي مملوك" على الوساطة التي تلعبها المخابرات الألمانية بين "إسرائيل من جهة"، ونظام الأسد وحزب الله من جهة أخرى.
وكانت أولى التسريبات عن هذه الوساطة تقديم ضمانات لحزب الله من "إسرائيل" بعدم ضرب أرتاله العسكرية أو إمداداته الذاهبة إلى النظام السوري، مادامت موجهة لمحاربة الإسلاميين على جبهة القصير.
وتعد المخابرات الألمانية صاحبة الباع الطويل في الوساطة الصهيونية مع حزب الله، بدءًا من ملفات استبدال الأسرى إلى تسليم رفات الجنود، مرورًا باتفاقات التهدئة.
كما حذر التقرير السنوي للاستخبارات الداخلية الألمانية لسنة 2012 م .. من استمرار مخاطر استهداف "الإرهاب الإسلامي" للأمن الداخلي للبلاد. وأعلن الجهاز عزمه تضييق حصول حزب الله اللبناني على الدعم من الساحة الألمانية، بينما كشف وزير الداخلية عن اقتراب وضع الحزب على القائمة الأوروبية للمنظمات "الإرهابية ".

وذكر تقرير الهيئة الألمانية لحماية الدستور أن عدد المنتمين إلى منظمات إسلامية في البلاد ارتفع من 38080 عام 2011م إلى أكثر من 42 ألفا في العام الماضي، وأشار إلى أن الزيادة كانت من نصيب التيارات السلفية التي ارتفع عددها من 3800 عام 2011م إلى 4500 شخص السنة الماضية.
وقال رئيس الهيئة (هانز جيورج ماسن) خلال تقديمه في برلين لتقرير جهازه لعام 2012م برفقة وزير الداخلية ( بيتر فريدريش )، (إن الأجهزة الأمنية تصنف ألف إسلامي من الموجودين بالبلاد كأشخاص خطرين، وتفرض رقابة مشددة على مدار الساعة على 130 إسلاميا منهم، تعتبرهم من شديدي الخطورة.
ورأى ماسن أن السلفيين ليسوا "جهاديين خطرين" كلهم، لكن معظم من توجهوا من ألمانيا للقتال بمناطق النزاعات في العالم جاؤوا من أوساط سلفية، وذكر أن السلطات الألمانية تتابع بعدم ارتياح تحول مصر إلى محطة "ترانزيت" لسلفيين يأتون إليها من ألمانيا قبل توجههم للقتال بدول أخرى كالصومال ومالي واليمن، وقال إن عشرة آلاف شيشاني يقيمون في ألمانيا يشكلون لها مشكلة أمنية، لانتماء نصفهم لجماعات "متطرفة" وتأييدهم لإمارة شمال القوقاز الإسلامية بزعامة عمر دوكوف.
وصنف تقرير الهيئة الألمانية لحماية الدستور الواقع في أكثر من 380 صفحة منظمة "مللى غورش" التركية كأكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، وقدر عدد أعضائها بما يناهز 31 ألف شخص، واعتبرها واحدة من منظمات إسلامية ذات وجود شرعي، وتعتبر نفسها ممثلة لاهتمامات أكبر شريحة من مسلمي ألمانيا، وتهدف للحصول على تأثير سياسي متزايد، والتواصل مع الرأي العام بالبلاد.
وتعرض التقرير لحزب الله، فقال إن الحزب الذي يبلغ عدد مناصريه في ألمانيا حوالي 950 شخصا يعتبر ألمانيا ساحة لجمع التبرعات لأنشطة مركزه الأم في بيروت، وكشف رئيس الاستخبارات الداخلية عزم جهازه تضييق حصول حزب الله على أي دعم من الساحة الألمانية. الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لـحزب الله اللبناني الأربعاء أكد مؤخراً في خطاب له على أن قتال الحزب في سوريا هو للدفاع عما سماه مشروع المقاومة وهو جزء لا يتجزأ من مقاومة إسرائيل.. وقال قاسم في احتفال تأبيني إن مشاركة حزبه في الحرب الدائرة في سوريا جزءٌ لا يتجزأ من مشروع مقاومة إسرائيل وذلك لحماية ظهورنا وموقع الإمداد للمقاومة ومنع امتداد خطر إسرائيل إلى بيوتنا وقطع التواصل بين الإرهابيين.. وأضاف: إن الحزب يقاتل دفاعاً عن مشروع المقاومة ولا يقاتل من أجل أحد على الإطلاق لا في الشرق ولا في الغرب ولا في الجوار ولا في الداخل ولا في أي مكان، ولا دفاعاً عن نظام أو جماعة أو فئة، وأوضح أن إسرائيل نجحت في توزيع ما سماها شهادات حسن سلوك على العرب وغيرهم الذين وصفهم بأنهم انخرطوا في توجيه خاطئ للبوصلة فبدل أن يتجهوا إلى إسرائيل توجهوا إلى أمكنة أخرى ادعاءً منهم أنهم يعملون للأرض والحق وفي سبيل الله، وهم يعملون في سبيل الطاغوت.
وتابع قاسم (نحن اليوم أمام حلف أميركي إسرائيلي تكفيري يتناغم في ما بينه لتدمير سوريا المقاومة التي نتمنى أن يتمكن شعبها مع كل القوى الفاعلة فيها من الخروج من هذا المأزق الذي لا يمكن أن يخرجوا منه إلا بالحل السياسي وبالتفاهم لأن عبث العابثين من كل مكان من أمكنة العالم سيؤدي إلى خراب هذا البلد).
إذاً حزب الله اليوم يؤكد في كل مناسبة أن حربه في سوريا هي حرب ضد إسرائيل! وهذا منطق غريب .. ولكن يبدو أن قيادات هذا الحزب لم تفلح في التفريق بين السياسة والايدولوجيا، وربما لم تنتبه إلى أن قوتها المعنوية التي استمدتها من طوفان المشاعر المؤيدة للحزب في العالم العربي والعالم الإسلامي وحتى في أوساط النُّخَب والشعوب الحرة؛ هي القوة الحقيقية التي دفعت العالم للاعتراف بالحزب كحركة تحررية ونضالية ومقاتلة من أجل الحرية.
إن فقدان حزب الله لشرعيته وتجريده من قيمته الأخلاقية - وبإرادة قادته - هي الخطوة الأكثر أهمية لإنهاء هذه الأيقونة التي كانت بحق تمثل رمزاً لكفاح الشعوب من أجل الحرية ومقارعة الاحتلال.

لا شك أن ما أقدم عليه قادة حزب بالله وبدفع وتشجيع مباشر من إيران حليفة النظام السوري وحليفة حزب الله كذلك، يؤكد على أن هذه الحرب قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأنه لا مجال للحل السياسي أو السلمي، ولعل الأكثر أهمية هو ذلك التغاضي المُبرمج عن هذا التدخل والذي يضع حزب الله في مواجهة مباشرة مع طرف سوري ضد آخر وفي مواجهة تنظيمات يُعتقد بأن بعضها تكفيري متشدد، فكل المؤشرات تؤكد بأن هذه المواجهة أُريد لها أن تكون!

Pin It
Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive

المتواجدون بالموقع

1235 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تصفح أعداد مجلة المسلح

 

 

خدمة التغذية الأخبارية لمجلة المسلح

 

 

رابط الصفحة المنوعة facebook

 

 

مواقيت الصلاة وحالة الطقس

 


booked.net

 

 

قائمة البريد

أشترك فى القائمة البريدية لأستقبال جديد المجلة

كلمة رئيس التحرير

جيش بلادي

جيش بلادي

من جغرافيا متناثرة لوطن مُمزّق.. بعدما دبّ اليأس في النفوس وانحسرت المقاومة باستشهاد رمزها، واستباحة…

للمزيد

الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30

 

 

كلمة مدير التحرير

على هامش الذكرى...

على هامش الذكرى...

الحياة مليئة بالتجارب التي غالبا ما تترك آثارا عميقة في دنيا الشعوب، إذ ليس غريبا…

للمزيد