التحديات البحرية الدولية تتطلب إستجابة وتعاونا ً كبيريين بين الدول ،وما يشهده العالم حاليا ً من موجة شراكات بحرية دولية وتعاونا ً لم يشهدها من قبل وأتجاه البحريات الى بناء شراكات من اجل تحقيق المصلحة العامة فى الامن البحري .
التعاون البحري بين الدول يتطلب إجراء مناورات وتدريبات بحرية مشتركة والتى تعد من صور التعاون العسكري وأحد أشكاله القوية لغرض بلوغ الانسجام والتكامل من خلال تنظيم التعاون بين البحريات المشاركة والوصول الى مستوى من الكفأة المتكافئة لإنجاز المهام المحتملة او المستهدفة فى الإطار العام للتعاون او الشراكة او الحلف بهدف بلوغ الاهداف وحماية المصالح المشتركة ضد اي تهديدات حالية او مستقبلية .
كما ان الحرب البحرية الحديثة تتطلب قوات بحرية ذات جاهزية وكفأة عالية قادرة على مواجهة مختلف المواقف والقدرة على العمل فى بيئة قاسية وبالتالي تحرص قيادات القوات البحرية على إخضاع قواتها لتدريبات مستمرة والتى تتوزع على مستويات منها تدريبات الاقسام ، قطعة بحرية ، تشكيل بحري او مجموعة ضاربة وصولا ً الى تدريبات على مستوى الاسطول وتدريبات صنوف الأسلحة المشتركة وذلك لغرض الرفع من المهارات البحرية والكفأة القتالية للقوات وتنفيذها للمهام المسندة بصورة مستقلة او ضمن قوات مشتركة التى تتطلب تعاونا ً وتنسيقا ً كبيريين .
وفى ظل التحديات البحرية المعقدة تسعى البحريات الى تطوير مستويات التدريب بالداخل وإيجاد طرق جديدة للتعاون بالخارج مع بحريات اخرى تتضمن إجراء تدريبات بحرية مشتركة والتى تتلخص فى إجراء جملة من التمرينات و الفرضيات التدريبية المتنوعة تقوم بها قوتين بحريتين او اكثر وقد تكون بمشاركة صنوف أخرى ، وتتنوع التدريبات البحرية المشتركة وفقا ً لأهدافها واهتمامات المشاركين ، ونوع التدريبات المشتركة عامة او تخصصية وتختلف من حيث الهدف وحجم القوات والوسائط المشاركة ونوعها ، وكذلك بحسب مستويات التمرين على المستوى العملياتي او التعبوي ، لغرض أستكشاف المشاركين للتحديات فى المسرح البحري الحقيقي من خلال تدريبات مختلفة وتنفيذ أعمال واقعية للحصول على المزيد من الخبرة وبلوغ افضل النتائج من خلال التدريب العملي وتبادل الخبرات والاطلاع على الاساليب والافكار الجديدة والمختلفة فى إدارة الأعمال القتالية ورفع كفأة المتدربين ، كما تهدف الى توحيد المفاهيم واساليب تنفيذ المهام فى ظروف العملية او العمل المشترك جنبا ً الى جنب مع القوات البحرية المشاركة ، واكتساب الخبرة من الشريك الأخر وتفهم كيفية عمله وإدارته للمهام وتمكن من تحسين مستوى القدرة على العمل المشترك .
يختلف حجم القوات والوسائط الداخلة فى التدريبات تبعا ً لظروف القوات البحرية المشاركة و الأهداف التى تشارك من أجلها فى التدريبات ،حيث تشترك الغواصات وسفن السطح ، ووسائط الدفاع الساحلي والطيران البحري والقوات الخاصة البحرية وكذلك صنوف القوات البرية والجوية والدفاع الجوي بحسب نوع وحجم التدريبات ،فحجم القوة لايكون معيارا ً لنجاح التدريب إلا انه كلما أزداد حجم المشاركة فى التدريبات كلما إزداد حجم الاستفادة ومستوى التدريب على تحقيق التعاون وتطبيق لقواعد القيادة والسيطرة وتنفيذ المهام فى ظروف أستخدام الأسلحة المشتركة والتدريب على تحقيق التجانس بين بحريات وتشكيلات وصنوف مختلفة .
أن أهداف التدريبات البحرية المشتركة ليس بالضرورة ان تهدف الى تنفيذ الأطراف المشاركة لمهام مشتركة مستقبلا ، كما أن أهدافها قد تأخذ منحى أخر يتمثل فى أستعراض القوة امام وسائل الأعلام و بعث رسالة ردع واضحة لطرف أخر . وتتفق البحريات على مختلف مستوياتها بأن التدريبات البحرية المشتركة أداة رائعة لتدريب مختلف الكوادر و المستويات القيادية والتنفيذية ،والتى تتضمن ايضا ً المؤتمرات والزيارات وتبادل الخبرات في مجالات التخطيط والتدريب وتطوير واستخدام نظم الأسلحة وصولا ً الى تغيير المفاهيم التعبوية وأساليب القتال لبلوغ المفاهيم والأساليب المشتركة والتى تحقق أعلى درجات التعاون .