من أدبيات التقاليد العسكرية المتعارف عليها والتي تعكس الصورة المتميزة للمجتمع العسكري القائم على الإحترام المتبادل بين أفراده والتعاون والإخلاص والولاء للوطن منح الأوسمة "النياشين" والأنواط , ويقصد بالأدبيات كل تلك السلوكيات التي
تظهر الإحترام المتبادل بين العسكريين والدالة على مدى الجدية والإنضباط في تعاملهم فيما بينهم وهي بمثابة قواعد السلوك الخاصة المتبعة بين العسكريين في جميع أنحاء العالم ,كا أنها تحدد معالم العلاقة بينهم ومع باقي فئات المجتمع الأخرى.
ما نراه على صدور العسكريين بإختلاف رتبهم ومناصبهم من أوسمة وأنواط وميداليات تعكس قيمة معنوية وأدبية ومهنية عالية لحامليها كما انها من المظاهر التي تعطي للزي العسكري رونقًا ليس فقط للزينة والتجمل بالوانها وتصاميمها الجذابة بل هي دلائل فخر وشرف كونها تختزل بين ألوانها خبرات متراكمة من العمل المهني ، وتحكي قصة جهد وعرق وتدريب وتميز وتفاني في أداء الواجب وقدوة حسنة للآخرين وخدمة طويلة وانضباط وشجاعة وبسالة في السلم والحرب أستحقت التميز والتكريم.
تعد الأوسمة والأنواط من أهم أدوات التكريم المعنوي المعمول به في جميع جيوش العالم وهي تمنح عادة للأشخاص العسكريين والمدنيين الذين قدموا أعمالاً جليلة تستحق التقدير للوطن والجيش والشعب وهي تعني فيما تعنيه كتاب شكر وتقدير مفتوح وليس أجدى وأنفع من شكر المتميز على تفانيه وإخلاصه في عمله ، سوى تكريمه والإشادة بدوره وذكر الفضل لأهله.
التكريم بحد ذاته ظاهرة حضارية تجعل من المكرمين في حالة من التألق والعطاء, كما أنه أيضاً مصدر قوة دافعة لمزيد العطاء ويقدم مثالاً للنشء والأجيال الجديدة في أهمية تفضيل وتكريم الجهود العظيمة , للذين أعطوا الكثير لمجتمعاتهم ، وهو دليل على الوعي المجتمعي بأهمية تقديم الشكر والعرفان والإحساس بعطاء الآخرين.
لمن تمنح الأوسمة والأنواط.
تمنح لأفراد الشعب وأفراد القوات المسلحة وللأشخاص الطبيعيين والاعتباريين وتمنح كذلك للرايات العسكرية ورايات الوحدات وكذلك للأعمال الإدارية والفنية والأدبية التي تستحق التكريم عرفاناً بما يقدم للوطن والجيش والشعب من أعمال عظيمة وجليلة تكون مدعاة للفخر , كما يجوز كذلك منح الأوسمة والأنواط للهيئات والمنظمات المحلية والأقليمية والدولية التي تقدم وتؤدي خدمات جليلة من شأنها الرقي بالمستوى العام في مجالات الثقافة والصحة وحماية البيئة ومنع إنتشار أسلحة الفتك والدمار.
لكل جيش ودولة ضوابطه ومعاييره في منح الأوسمة والأنواط ومن يستحقها بموجب قوانين وقرارات وصلاحيات خاصة من قبل أعلى السلطات في الدولة ، ولكنها تتفق جميعاً في أن مستحقيها هم من قدم أعمالاً جليلة متميزة ذات طابع وطني أو إجتماعي أو أنساني تبقى عالقة في ذاكرة الوطن وتخلد هذه الأوسمة ذكراه.
وتعطي بعض الدول حاملي الأوسمة والأنواط إمتيازات معنوية ومادية تميزهم عن أقرانهم مما يجعل النوط أو الوسام ذو قيمة وطنية وإجتماعية يسعى الجميع لنيلها , كما يقدم الوسام والنوط تكريماً للشخص الذي يستحقه فإنه وفي حالة قيامه بأي عمل مشين من شأنه المساس بأمن بلده وسلامتها ومتى ما فقدت فيه الثقة أو خالف الغرض الذي منح له النوط من أجله تسحب منه الأوسمة والأنواط التي تلقاها.
الفرق بين الوسام والنوط.
ما يميز النوط عن الوسام هو أن الوسام يمنح عادة لمرة واحدة لمستحقه الذي يكون له إسهامات كبيرة في المجال الذي أستحق أن ينال الوسام لأجله ، بينما النوط يمنح عدة مرات ومتى ما توفرت شروط منحه ومن الجائز أن يكرر منح نفس النوط لحامله في كل مرة يؤدي عملاً يستحق فيه أن يكرم بذلك.
تقدم لحامل الوسام أو النوط براءة " شهادة" تثبت إستحقاقه لشرف حمله مبين فيها تاريخ ذلك ومناسبته ويكون شكلها مميزاً بزخارف رائعة مطبوعة بشكل متناسق وجميل وتكتب بخطوط رائعة وعادة ما يكون خط الديواني المميز بما يناسب أهمية الوسام أو النوط ومكانته.
ضوابط منح الأوسمة والأنواط.
تتشابه الضوابط المعمول بها لمنح الأوسمة والأنواط في العديد من جيوش العالم والدول العربية وعادة ما تصدر الدولة والقوات المسلحة لوائح وقوانين معينة تحدد ضوابط منح الأوسمة والأنواط وأنواعها وهناك عرف معمول به في جيوش العالم يقول بأنها تمنح بأمر من القائد الأعلى أو العام للجيش ولا يجوز مطلقاً حمل الأوسمة والأنواط ما لم يكون ذلك ضمن قرارات تسمح بحمله وما يترتب عليه من إمتيازات أما بالنسبة للأوسمة والأنواط الأجنبية فلا يجوز حملها إلا بإذن خاص من القيادة العليا في الدولة ووضح القانون الأشخاص الذين يستحقون الترشيح لمنحهم الأوسمة والأنواط والأعمال التي تخولهم لنيلها.
أشكال الأوسمة والأنواط.
تتخذ الأوسمة والأنواط أشكالاً مختلفة عديدة طبقاً للأعمال التي تمثلها ووفقاً للقرارات والقوانين الصادرة بمنحها ولكنها عادة ما تحمل شعار الدولة الرسمي وعبارة تبين إسم الوسام أو النوط ودرجته وتاريخ منحه والوسام يتكون غالباً من قطع عدة وهي وشاح يتدلى من الكتف الى الصدر، وهو مصنوع من قماش فاخر عليه شعار الدولة المانحة، وغالبا ما يكون مصنوعا من الذهب والفضة، ويكون مرفقا به قطع عدة أخرى بأحجام مختلفة لشعار الدولة توضع على الصدر.
أما الأنواط فتكون عادة على شكل قطعتين الأولى على هيئة شريط قماشي صغير بألوان محددة يحددها القرار أو
القانون الصادر بموجبه الوسام أو النوط والتي تعرف بشكله، ويلبس فوق الجيب الأيسر العلوي لأية قيافة عسكرية "ميدان أو مكتب"والثانية على هيئة قلادة صغيرة تتدلى من قطعة قماش مزينة بألوان محددة تعلق على البدلات العسكرية الخاصة بالمراسم والتشريفات خلال الحفلات والمناسبات ومن الجائز إرتداؤها على الملابس المدنية في المناسبات العامة أو متى ما أرادوا ذلك، ويحدد القانون نوع المعدن التي تصنع منه ولكنها غالباً ما تصنع من النحاس المسبوك أو من الفضة أو من الذهب وذلك حسب درجتها.
أسماء الأوسمة والأنواط المعمول بها في الجيش الليبي.
تتعدد أسماء وأنواع الأوسمة والأنواط وكل دولة تصدر ما يناسبها من الأنواع والمناسبات وفي ليبيا صدرت عدة قرارات لتسمية وترتيب الأوسمة العسكرية على النحو التالي :
1.وسام الشجاعة .
2.وسام نجمة الشرف.
3.وسام النجمة العسكرية.
4.وسام العمل الصالح.
5.وسام الشهيد.
وتسمية وترتيب الأنواط العسكرية على النحو التالي :
1.نوط الواجب العسكري ( بعدة طبقات )
2.نوط التدريب ( بعدة طبقات )
3.نوط الترقية الإستثنائية.
4.نوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.
5.نوط جرحى الحرب.
كما أن الوسام والنوط يمنح كذلك لاسم مستحقه في حالة استشهاده أو وفاته ويسلم لورثته على سبيل التذكار تقديراً له لتفانيه في أداء عمله وهذا الأمر يعزز من قيمته المعنوية العالية ويمنح أهله وذويه شعورا بأهمية الحدث الذي كرم المتوفي أو الشهيد لأجله وبذل من أجله الكثير .
وتجذر الإشارة هنا إلى أنه صدرت أنواع عديدة للأوسمة والأنواط وعدلت أو ألغيت بحسب قرارات صدرت من الجهات المختصة والمنضمة لحقوق منح الأوسمة والأنواط.
تكون أسبقية إرتداء الأوسمة والأنواط على الترتيب التالي : ترتدى الأوسمة الوطنية أولا ثم الأوسمة الحربية ثم الأوسمة الأجنبية , ولايجوز للعسكريين من الضباط والرتب الأخرى حمل الأوسمة والأنواط وغيرها والتي تمنح من رؤساء الدول الأخرى إلا بقرار وتسبق الأوسمة والأنواط العسكرية الوطنية الأوسمة والأنواط الممنوحة من الدول العربية كما تسبق الأخيرة تلك الممنوحة من الدول الأجنبية.