مجلة ليبية متخصصة في الشؤون الدفاعية

روسيا | شركة UralVagonZavod يحول سيارة سوفيتية VAZ-2104 إلى عربة عسكرية.

روسيا | شركة UralVagonZavod يحول سيارة سوفيتية VAZ-2104 إلى عربة عسكرية.

من المثير للدهشة أن شركة Vityaz التابعة لشركة Uralvagonzavod، وهي شركة تابعة للشركة المشهورة بمهاراتها الهندسية العسكرية، تتجه نحو تعديل السيارات المدنية. وينصب التركيز على السيارة VAZ-2104 الشهيرة التي تعود…

للمزيد

ألمانيا | إتفاق توريد أكثر من 4700 قاذفة قنابل يدوية من طراز Steyr GL40 للجيش الألماني.

ألمانيا | إتفاق توريد أكثر من 4700 قاذفة قنابل يدوية من طراز Steyr GL40 للجيش الألماني.

أبرم الجيش الألماني، المعروف أيضًا باسم Bundeswehr، اتفاقية لتوريد 4776 قاذفة قنابل يدوية من طراز Steyr GL40، والتي سيتم تركيبها على أسلحته. تأتي هذه المعلومات من المنفذ الألماني Hart Punkt،…

للمزيد

هل كان الهجوم الإيراني على إسرائيل ناجحاً بمقاييس نجاح العمليات العسكرية.

هل كان الهجوم الإيراني على إسرائيل ناجحاً بمقاييس نجاح العمليات العسكرية.

نفذت وحدات الحرس الثوري الإيراني هجوما عسكريا كبيرا على اسرائيل ليلة السبت بوحدات الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والمسيرات الإنتحارية وذلك ردا على ضربة إسرائيلية استهدفت مقرا دبلوماسيا إيرانيا في دمشق…

للمزيد

الدانمارك | بيع طائرات مقاتلة متعددة المهام من طراز F-16 إلى الأرجنتين إيذانًا بمرحلة إعادة تشكيل بنيتها التحتية.

الدانمارك | بيع طائرات مقاتلة متعددة المهام من طراز F-16 إلى الأرجنتين إيذانًا بمرحلة إعادة تشكيل بنيتها التحتية.

أعلن الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الدنماركية اليوم عن توقيع تاريخي، يعزز صفقة بيع الطائرات المقاتلة الدنماركية متعددة المهام من طراز F-16 إلى الأرجنتين. وتم التوقيع في قاعدة سكريدستروب الجوية في…

للمزيد

إندلاع الحرب بين العراق وإيران في1980/7/17 بدأت الحرب العراقيةالايرانية وذلك بسبب الغاء العراق لمعاهدة عام 1975 ف حول شط العرب التي تفصل بين البلدين عند أعلى الخليج العربي وعلى هذا بدأت الحرب وعليه تم تأجيل الهجوم على المفاعل من قبل اسرائيل إلى موعد آخر .

في يوم 17/9 /1980 بدأ الصراع العراقي الإيراني يزداد حدة وخاصة في منطقة خورستان الايرانية الغنية بالنفط وفي يوم 1980/9/20 حدثت كثير من المعارك وفي يوم 22/9/1980ازدادت وطأة الحرب بين البلدين وقامت العراق بتنفيذ طلعات جوية على طهران ، وفي يوم1980/9/25 لاعرضت العراق على إيران الهدنة الشاملة وكان ذلك يعني الاستسلام من وجهة النظر الايرانية . وبدأ البلدان في الهجوم على المنشآت النفطية لكلا الطرفين بعنف وقوة . رئيس المخابرات الاسرائيلية آلوف سافوي ظهر في التلفزيون الإسرائيلي يوم 28/9 وتعجب من عدم قيام ايران بضرب المفاعل العراقي !
فهل هذا يعني اقتراحاً اسرائيلياً على ايران ؟ الهجوم الايراني على المفاعل العراقي . في1980/9/30 قامت طائرتان إيرانيتان من نوع F- 4 بمهاجمة وقصف المفاعل العراقي في منطقة التويشة بالقنابل ولكنها لم تصب المبني الرئيسي والأضرار كانت بسيطة ،قام رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن بدارسة ردود الفعل على الغارة وكان مصاب بخيبة أمل من الايرانين لانهم لم يقوموا بعملهم بصورة جيدة ليجنبوه مهمة قصف المفاعل على الرغم من أن بيغن كانت لديه الثقة في سلاحه الجوي فهو موضع فخر واعتزاز بالنسبة له ،فهو مطمئن إلى إنهم سيقومون بتنفيذ العمل على أكمل وجه إذا أسند إليهم حتي وإن كان في هذا خطر على حياتهم وعلى غرار هذا قال الإسرائيليون إن السلاح الجوي العراقي والايراني لم يكن أياً منهم في أحسن صورة رغم ما يمتلكه البلدان من شتي أنواع الطائرات المتقدمة في ذلك الوقت .
-العراق تمتلك طائرات شرقية وغربية "
( ميراج ف 1 ميغ سوخوي ) إسرائيل تمتلك طائرات أمريكية ( F -16 ميراج (كفير) طائرات F- 4) .
إتضح أن مدة الحرب ستطول وعلى هذا سحبت فرنسا خبرائها من المفاعل ومنشآته والبالغ عددهم ( 150 : 200 شخص ) .
الإسرائيلون حللوا تطورات الوضع واتضح لهم أن العمل سيتوقف في المنشآت النووية العراقية . وعلى هذا اقتنع الإسرائيلون بأن المفاعل العراقي لايشكل أي خطورة على الأقل في الوقت الحاضر " الحرب بين البلدين " . وعلى هذا أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية الأمر بألغاء الهجوم في شهر1980/11 وتأجيله إلى وقت آخر . ومع هذا استمر الطيارون الاسرئيلون في التدريب جنوب إسرائيل وفي شهر فبراير " " 1981 عاد الخبراء الفرنسيون والايطاليون إلى منشآت المفاعل العراقي بعد أن هدأت الأمور الحربية نسبياً ،بدأ العمل من جديد وبسرعة مذهلة وحان للبناء أن يكتمل . مناحيم بيغن ومستشاريه حددوا موعد الهجوم الجديد في شهر فبراير النوار 1981 ف ،حدث جدال بين بيغن ونائبه " إيجال بادين " أبدي فيه بادين إعتراضاً شديداً واستمر في المجادلة وتراجع بيغن وتم تأخير الموعد إلى شهر مارس الربيع 1981 ولكن اسرائيل كانت قد تورطت في حرب لبنان وتم الغاء الموعد الجديد للمرة الثالثة ووضع على الرف الموعد الاخير للهجوم حدده بيغن في يوم الأحد 1981/10/5 وكان متمسكا بهذا الموعد وفي1981/5/9 زعيم المعارضة الخصم في الانتخابات القادمة يوم 1981/6/30 شمعون بيريز علم أن الهجوم سيكون غداً أي يوم1981/5/10 وتمت قيادة روساء الوزراء السابقين ديفيد بن غوريون وليفي أشكول كان شمعون بيريز أحد المحركين الواقفين وراء بناء مفاعلي اسرائيلي النوويين في ديمونا ونحال سورك خلال اعوام 1958 ف ، 1965 ف وكان صديقاً للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران المرشح الاشتراكي الجديد للرئاسة الفرنسية والتي ستجري في نفس الوقت واليوم المحدد للهجوم على المفاعل العراقي .

ميتران الاشتراكي شن حملة على الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان لسياسته بتزويد العراق بالتقنية النووية ،شعر شمعون بيريز بأنه إذا تم أنتخاب ميتران فإنه سيزيد من الاجراءات الوقائية والمراقبة على المفاعل العراقي . قبل موعد الغارة بساعات أرسل بيريز برسالة مبهمه إلى بيغن عليها ملاحظة تقول إنه ليس من المناسب القيام بالغارة الآن لأن الدلائل تشير إلى أن الرئيس الفرنسي الجديد سيفعل كل ما في وسعه لجعل المفاعل العراقي عاجزاً عسكرياً . في نفس الوقت في قاعدة اتزيون الجوية بالقرب من إيلات في صحراء سيناء المحتلة كانت مجموعة من الطيارين الشبان قد أنهت لتوها عملية التلقين المطولة للطلعة وفحصت طائراتF-16 والقنابل المعلقة عليها . وبعد القسم على التكتم على الجهة التي يقصدونها صعدوا إلى طائراتهم والتي كانت موجودة في بداية المهبط وشغلوا محركاتها وبدأوا بالفحوصات الروتينية في انتظار الوقت المحدد للاقلاع - بيغن وشارون واسحاق وشامير تشاوروا جميعاً وأتخدوا قراراً وهو إلغاء المهمة حالياً وتؤجل إلى ما بعد الانتخابات الفرنسية .
-إتصل رئيس الاركان الجنرال إيتان بعمليات القوات الجوية قبل اقلاع برج المراقبة بقاعدة اتزيون اخترق الصمت اللاسلكي وأمر الطيارين بإطفاء المحركات وبعدها تم نزع تسليم الطائرات
خيبة أمل اسرائيلية فاز متيران بالرئاسة في فرنسا .
انتظر الإسرائيلون ما قد سيحدث من ردة فعل الحكومة الفرنسية الجديدة تجاه العراق .
رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغين يتمني من الرئيس الفرنسي الجديد متيران أن يشجب المشروع النووي العراقي وإيقافه .
في بداية شهر يونيو " " صرح وزير الخارجية الفرنسية قائلا: ـ
أن بلاده لن تتدخل في المستقبل في صفقات نووية مثل التي حدثت مع العراق ولكنهم سيقومون بالوفاء بتعهداتهم السابقة .
اصيب بيريز بخيبة أمل وشعربيغن بأن خطواته السابقة كان لها فشل حتي وإن اوقفت فرنسا تزويد العراق بالبيورانيوم فإن العراق سيكون قادراً على تشغيل مفاعله بيورانيوم يحظرهمن مكان آخر . بيغن اتخد القرار النهائي وأصدر التعليمات يوم 4 / 6/ 1981 ف للقيام بالهجوم يوم الأحد 7 / 6 / 1981 ف . كان لرئيس الوزراء الإسرائيلي بيغن اجتماع مبرمج مع الرئيس المصري أنور السادات في منطقة أوفير (( شرم الشيخ حالياً )) في أقصى طرف سيناء الجنوبي وكان لقاء شعائري أتي فيه الرئيس المصري ليتفقد الأرض التي سيستلمها من إسرائيل عام 1982ف كجزء من اتفاقية كامب ديفيد والتي تشمل كل أراضي شبه جزيرة سيناء بما فيها من مستوطنات يهودية والقاعدة الجوية في أقصى جنوب سيناء وهى قاعدة اتزيون الجوية والتي من المفترض أن تنطلق منها الطائرات الإسرائيلية باتجاه المفاعل العراقي والتي لا يعلم عنها السادات شيئاً إلا بعد ثلاثة أيام عندما تنطلق الطائرات الإسرائيلية منها باتجاه العراق.

كان محور الحديث هو كبح السادات جماح بيغن بخصوص نصب سوريا لصواريخ أرض/جو، في لبنان وأعلن بيغن أن هذه الخطوة تهدد السلام وأعلن أنه سيدمرها.
السادات يشير بالعزلة المتزايدة مع العرب سبب سلامة مع إسرائيل اللقاء مع السادات قبل الغارة بثلاثة أيام فقط سيعطي للعرب إيحاءً بأن مصر متورطة فيها على الرغم من أن السادات لم يكن يعلم شيئاً عن ذلك أبداً.
عملية عزل مصرعن العالم العربي كانت
ذات فائدة كبيرة لإسرائيل لأنها جنبتها خطورة وقوعها بين فكي كماشة وسمحت لها بتركيز قواتها العسكرية على حدودها الشرقية والشمالية (( سوريا + لبنان )).
قال بيغن: أن الدفاع عن النفس شئ
والسياسة شئ أخر.

ومع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية في 1981،6،30ف، فإن بيغن يعرف أن الغارة ستسبب تشعب في السياسة الإسرائيلية.
وكان قلق بيغن في يوم يصبح فيه المفاعل العراقي مشعاً في بداية شهر يوليو (الصيف)، وحسب تصوره فإنه إذا خسر الانتخابات فإن خصمه الرابح بيريز لن يملك الشجاعة الكافية للقيام بمثل هذا الهجوم مما سيجعل إسرائيل واقعة تحت التهديد النووي العراقي إلى الأبد.
الوقت الثمين يمر في أثناء انتظارماذا ستفعل الحكومةالفرنسية الجديدة بيغن متورط والانتخابات على الأبواب المعلومات الواردة تؤكد أن موعد تشغيل المفاعل سيكون بعد موعد الانتخابات مباشرة وكان هذا سبباً جديداً للعجلة بالقيام بالغارة.
قرر بيغن أن نجاح الانتخابات سيتطلب تشكيل حكومة جديدة ولن يكون سهلاً إقناعها بضرب المفاعل بسرعة أي في أول أيامها الوزارية، كان هناك قلق سياسي أخر يتعلق بالغارة ماذا لو فشلت الغارة؟وأسقطت طائرة وأخذ طيارها أسيراً؟.
أي اعتبار انتخابي قد يبطل تنفيذ الهجوم أو يقف ضده.
لمدة تسعة شهور وبيغن يعيش على هاجس فكرة تدمير المفاعل العراقي والآن تم وضع كل الثقل وتم تحديد الموعد... فلا تراجع... مصير بيغن ومعه الكثير من الإسرائيليين كان بين يدي عدد قليل من الطيارين الممتازين، بيغن سأل ايتان كيف يمكن أن نشير إلى الهجوم قال ايتان سوف نسمي العملية......
كانت الغارة الإيرانية على المفاعل العراقي في 30/9/1980ف قد سببت خوفا شديدا لكل من المقدم( دوف و دان ) (آمري سربي ال F-16A ) وشعرا بالإحتقار و الإشمئزاز من الإيرانيين لفشلهم هذا ، إن التنفيذ السئ للغارة سيجعل تنفيذها من قبل الإسرائليين اكثر صعوبة وخطورة .

لأن وسائل الدفاع الجوي العراقي ستكون في حالة إنذار مستمر للتصدي لأي هجوم في المستقبل و سوف يقومون بتعزيز دفاعاتهم المتكونة عادة من ألصواريخ و المدافع المضادة للطائرات م/ط بأنواعها وعلى الأرجح فإن العراقيين قد اكتشفوا أمرين :-
1. إن النية العدوانية لتدميرالمفاعل قد ظهرت للجميع .
2. وصول طائرات نوع فانتوم (F-4) الإيرانية والقيام بالغارة والفشل في إسقاطها يدل على ضعف وسائل الدفاع الجوي وعلى الأخص كشف الأهداف على الإرتفاعات المنخفضة.
وعلى هذا فإن العراقيون من المفترض إنهم سيأخدون ذلك في حساباتهم
وهذا سيزيد من خطورة تنفيذ العملية الإسرائيلية .
إنتظر الإسرائليون أي اخبار جديدة تتعلق بالغارة الإيرانية على المفاعل وكأن حياتهم متعلقة بذلك. كان هناك الكثير من الأسئلة المطروحة تنتظر الأجابة :
هل ستقوم إيران بقصف المفاعل مرة أخرى ؟ و ما هي النتيجة ؟ و متى ؟ و كيف ؟ ولكن يبدو أن إيران إكتفت بتلك الغارة الفاشلة و ذهبت لشأنها في بقية معاركها البرية والجوية وقصفها للحقول النفطية (كلا الطرفين) وتركت المفاعل العراقي لحاله .

توقع ألخسائر :-
كان النقاش بين( دوف و دان ) يدور
حول الخسائر المحتملة من الطائرات المشاركة في الهجوم و قدروا ذلك بعدد ثلاث طائرات إسرائيلية على الأقل .
العراقيون وبعض الصحف العالمية قالوا إن الطائرات التي قصفت المفاعل العراقي كانت تحمل شعارات إيرانية وكان يقودها طيارون إسرائيليون ( بإعتبار أن إسرائيل تمتلك طائرات فانتوم F-4) رد الفعل الإسرئيلي المتمثل في رد الحكومة والطيارين كان هادئا ومصحوبا بألسخرية من هذه التصريحات وكيف يقوم الإسرائليون بتنفيذ عملية معقدة مثل هذه ويعرضوا حياتهم للخطر بإعتمادهم على صيانة الإيرانيين وعلى إمدادهم وعلى مصادر معلوماتهم و جاهزيتهم ألسيئة .

مقابلة غير متوقعة
تلقى (دوف و دآن) رسالة سرية لمقابلة الجنرال رافائيل إيتان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في مقره بتل ابيب وبحضور آمر السلاح الجوي ديفيد إيفري ولأن موضوع المقابلة لم يكن محددا فإنهم شكوا بأنه سيكون حول عملية بابل . وإنه لشئ نادر الحدوث أن يتم إستدعاء ضباط صغار برتبة مقدم لمقابلة ضباط من أعلى الرتب في الدولة .
عند المقابلة ، سأل إيتان كل من دوف و دان.
لقد سمعنا ما فيه الكفاية من الناس القياديين فيما يتعلق بهذه العملية و أنا أريد أن أسمع من الطيارين انفسهم .
ما الذي تعتقدوه بشأن الغارة ؟ هل يمكن القيام بها ؟ حدق دان مباشرة في عيني الجنرال إيتان وبدون تردد قال لا شئ يمكن أن يمنعنا من تدمير المفاعل .وبعدها ما الذي يهمنا ؟ تأثر الجنرال إيتان من هذا الجواب المختصر و الجاف ولقد إطمأن الآن على العملية.
وذلك بناء على اقوال من سيقومون بالعملية أنفسهم ، إذا الطلعة ستنفذ وعلى هذا الإطمئنان قام الجنرال رافائيل إيتان بالمشاركة في طلعة جوية تدريبية مع
نفس مجموعة الطيارين والتي ستقوم بتنفيذ الهجوم على طائرة (F-16A) .

إختيار يوم العملية :-

تم إختيار يوم الأحد1981/6/7 للقيام بالعملية للإعتقاد بأن الخبراء الأجانب لن يكونوا متواجدين في هذا اليوم بإعتباره عطلة إسبوعية . وكان هذا خطئا فادحا في حسابات المخابرات الإسرائيلية فالخبراء الأجانب كانت عطلتهم مثل بقية العراقيون أي يوم الجمعة .

إذا الأحد كان يوم عمل للجميع وتم إختيار وقت الهجوم (T.O.T ) وهوالوقت الحقيقي لوجود الطائرات المغيرة على الهدف ، بحيث يكون قبل الغروب بدقائق و ذلك لعدة إعتبارات :

  1. يوم الأحد لن يكون فيه تواجد للخبـــراء الأجانب وخاصة الفترة المسائية .
  2. التــــوقيت المســائي ( قبـــل الغروب ) سيكــــون فيه الهجـــوم سهـــلا بالنسبة للطــــائرات وذلك من ناحية الإحتمــاء بالشمـــس بحيث تكون خلف الطائرات المهــــاجمة وتكــــون صعبة بالنسبـــة للمدافعين لأن الشمس ستكون مواجهة لهــــــــــم .
  3. سيحــل الغــروب مباشرة بعد دقائق من تنفيــذ الغـــــارة وبالتالي سيخيم الظلام وسيكــــون هذا في صــــالح الطائرات المهاجمة مما يجنبها ملاحقة الطائرات العراقية بالعين المجردة وكذلك وسائط م/ط بانواعها أثناء عودتها.

ظهور مشاكل جديدة :
أعطى الهجوم الإيراني على المفاعل فرصة للإسرائيلين بدراسة ومراجعة الخطة بصفة عامة وقدروا أن إشراك أكبر عدد من الطائرات سيكون مدمر للمفاعل رغم أن عدد (2) طائرة ( F-16) كافية للقيام بالمهمة على أكمل وجه وبأقل مشاكل وعلى هذا قرروا أن ينفذ الهجوم بعدد (8) طائرات محملة بقنابل شديدة الإنفجار ومجردة من اسلحة جو/جو،لأنهم يريدونها أن تقوم بمهمة التدمير فقط .
مع وجود حماية لها تتمثل في مرافقة عدد(6) طائرات نوع(F-15) محملة بأسلحة جو/جو وذلك للقيام بواجب
الحماية من الطائرات العراقية والتي متوقع أن تقوم بإعتراض الطائرات الأسرائيلية المهاجمة . كان الخوف من طائرات الميج وطائرات الميراج (F-1)العراقية يشكل اكبر خطر على سلامة تنفيذ العملية وسلامة الطيارين . ثم ظهرت مشكلة جديدة وهي كيف يمكن تزويد عدد(14)طائرة مشاركة في الهجوم بخزانات وقود إضافية وكذلك حمالات القنابل بدون أن يلاحظ أحد ذلك خاصة إنها ستقضي يوم السبت مسلحة وبدون طيران بعد ترحيلها من قاعدة رامات ديفيد إلى قاعدة اتزيون .(طائرات F-16 ) و (طائرات F-15) من قاعدة (تل نوف) . ثم إن يوم الأحد كان يوما يربط السبت بالإثنين وهو مناسبة دينية لليهود ولم يكن احد يتوقع ان يحدث برنامج طيران مكثف وخاصة فترة ما بعد الظهيرة .

نقل ألطائرات :
عمليات السلاح الجوي قررت نقل الطائرات يوم الجمعة 5/6/1981ف بحيث يقوم ألفنيون بتجهيزها وسيتم نقلها إلى قاعدة أتزيون في تشكيل مزدوج و ذلك تفاديا للأسئلة . تم إبلاغ كل من( دوف ودان) يوم الخميس بأنهما سيغادران غدا الجمعة إلى قاعدة أتزيون في جنوب صحراء سيناء المحتلة وذلك للحاق بباقي المجموعة . في البيت قام دان بتوديع زوجته (روث) وأطفاله واعتقد في قرارة نفسه بأنه لن يراهم مرة أخرى، حيث أخبر زوجته بأنه ذاهب إلى الجنوب لعمل بعض التدريبات الطيرانية وحسب رأي زوجته فإن هذا غير عادي بحيث يترك قاعدته في الشمال ويذهب جنوبا وقد جعلها في إرتياب غير عادي وأن شيئا ما ربما سيقع . وكذلك هو الحال مع دوف فزوجته (سارة) تريد أن تعلم لماذا لم يقم بإرسال بديل عنه لهذه المهمة وهو أمرا للسرب (هذا دليل على أن جميع النسوة لهن نفس التفكير) . 

و على العموم فقد بقيت هي على إصرارها بوجوب بقائه لتقضية عطلة نهاية الإسبوع معها ، ولم يكن فراقا سارا على العموم . ولإستكمال سرية ألطلعة قامت ألطائرات بالإقلاع من قاعدة رامات ديفيد الجوية في صمت لاسلكي كامل وذلك بدون إستخدام
راديو الإتصال وهذا إجراء امني لأنه ربما كان هناك من يتصنت على أجهزة الإتصال لرصد حركة الطائرات.

عواقب وخيمة :-
ممثل شركة جنرال دينمكس وهو تقني أمريكي والذي كان متواجدا في قاعدة رامات ديفيد لمساعدة الإسرائليين في إصلاح اعطاب طائرات F-16A كاد أن يفقد منصبه لأنه لم يبلغ على عملية نقل الطائرات وفسر ذلك بأنه كان معتادا على رؤية الطائرات تذهب و تعود و الخزانات الخارجية مركبة عليها وكذلك هو الحال مع حمالات القنابل وزن 2000 باوند.

أما حظ الملحق الجوي الأمريكي في السفارة الأمريكية بتل ابيب فقد كان أسواء من غيره حيث تم ترحيله إلى واشنطن لفشله في تقديم معلومات مسبقة عن الغارة وعن التدريبات التي سبقتها .
الملحق السئ الحظ لم يكن لديه أية معلومات أو مدخل لإية معلومات حيث لا يريد ألإسرائليون أن يتقاسموا أسرار هذه العملية مع أحد وهذا لم يكن من قبيل المصادفة وبهذا خسرت أمريكا الكثير من المعلومات القيمة و التي كان من الممكن أن تحصل عليها من السلاح الجوي الإسرائيلي . و على العموم فإن ذهاب كل من دوف و دان و ترحيل الطائرات بما فيها من سرية للطلعة تكاد تكون لجميع من في إسرائيل عدا أفراد معدودين في خانة (سري للغاية) بل أكثر من ذلك لأنها من أسرار أمن ألدولة .
و الآن و عندما رحلت الطائرات فالواجب يحتم القيام بالعملية في أسرع وقت حتى لا يستجد من الأحداث ما يعرقلها.
التدريب مستمر في قاعدة اتزيون و كذلك في باقي القواعد الجوية على عدة أنواع مختلفة من المقاتلات (F-4 ) فانتوم وطائرة كفير(صناعة إسرائيلية) و كذلك طائرات(F-15 )المتخصصة في القتال الجوي (dog fight) أو ما يعرف عند الطيارين بمصطلح (A.C.M ) وعمليات الإعتراض الجوي وهذا النوع من الطائرات هو الذي سيقوم بمرافقة الطائرات التي ستنفذ العملية لما تتميز به
من مواصافات قتالية عالية فيما يخص الرادار ومنظومة التسليح .

حـــــادث طـــارئ :

يوم الإربعاء 1981/6/3 أي قبل الغارة بثلاثة أيام كانت هناك طائرتان إسرائليتان من نوع كفير وهي أساسا طائرة ميراج 5 فرنسية ، صنع الإسرائليون على غرارها هذه الطائرة بعد أن قاموا بإدخال الكثير من التعديلات عليها في الهيكل و المحرك

و الرادار والأجهزة الإلكترونية وسموها كفير .
كانت الطائرتان من نوع كفير تطيران في طلعة تدريب قتال جوي ( A.C.M) المشكل رقم 2 في التشكيل رفع مقدمة الطائرة وقام بإنعطاف حاد ليفلت من هجوم منافسه قائد التشكيل ففقد سرعته
و إنقلبت الطائرة ووقع في إنهيارحلزوني مسطح(FLAT SPIN وبدأت الطائرة تدور حول محورها بصورة سريعة وتفقد الإرتفاع بصورة مذهلة.
كانت تفقد اكثر من 1000 قدم في كل دورة أي ما يعادل 330 متر .
كان بداخل هذه الطائرة الطيار الشاب
( يورام ) .
كافح يورام بقوة لإعادة سيطرته على الطائرة والتي التوت في دائرة لولبية وهي تهوي الى الأرض . آمر التشكيل كان يراقب زميله رقم (2) يورام برعب وقام بإجراء إتصالات متقطعة و قصيرة معه والذي يبدو إنه فقد السيطرة التامة على الطائرة .
قال له :
- إضغط على الدواسات المعاكسة .
- ضع عصا القيادة في الوضعية الحيادية
كان يناشد ه أن يفعل ذلك ، ورد يورام بصوت مكبوث :
- أنا .........آ......آ......أحاول .
- كان صوته مصحوبا بشخير من تأثير قوة الجاذبية الأرضية وهي تعصره داخل المقصورة .
- هيا يا يورام ....هيا أوقفها ....هيا إفعلها .......
- لا أستطيع ... آه ...أوف .....إنها لا تريد أن تقف من الدوران ...آه...إنهيار ... إنه إنهيار ..
- وعندما جاوز يورام إرتفاع 5000 قدم نزولا ...وهو الإرتفاع الآمن لكي يخرج بالكرسي القاذف . صاح زميله آمر التشكيل
-أخرج يا يورام.....أخرج لقد فقدت ما يكفي من الإرتفاع .....أقفز ....أقفز يا
يورام.....

-إنتظر أناأعتقد ...أعتقد..بأني سوف ....
إنني سأنقذها ...... آه
-صرخ زميله ...آمر التشكيل :
-إقفز يا يورام .... إقفز ...إقفزألآن ... ويكفيك محاولة ...
و كان الرد عبارة عن سكون تام ، لم يكن هناك أية إتصالات أخرى ، لم يكن هناك وجود لمظلة معلقة في الجو ....! لقد ارتطمت الطائرة بالأرض الصحراوية
وهي تتلوى في دوائر و انفجرت وإرتفع ذخان أسود عاليا مثل عمود ضخم .
إتصل امرالتشكيل بقاعدته و اخبرهم بالحادث و تحطم طائرة رقم( 2 ) في ألتشكيل.
تم قطع إجتماع على مستوى عالي للمخططين لعملية بابل بعد فترة قصيرة من إفتتاحه عندما تم إبلاغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال رافائيل إيتان بأن إبنه يورام قد قتل في حادث تحطم تلك الطائرة ، فترك الإجتماع وذهب مسرعا للحداد و مراسم الدفن .
وصلت الطائرات تشكيل بعد آخر يوم الجمعة 5/6/1981 ف لقاعدة اتزيون الجوية ، وبداء الفنيون يقومون بعملهم كل حسب تخصصه لتجهيزها للمهمة وقد تمثلت في :
-القيام بالفحوصات الروتينية .
-طلاء النجمة السداسية الذي على الأجنحة
-طلاء شعار السرب الموجود على ذيل الطائرات .
فجميع الطائرات المشاركة ستكون مطلية بألوان التمويه فقط وبدون وجود أية شعارات تميزها .
في يوم السبت كان يوم راحة للجميع (الطيارين فقط ) ذهبوا جميعا إلى ملعب كرة السلة و قاموا بإشراك بعظهم في مبارة كرة سلة بين سرب دوف ودان .
كانت بداية المبارة بطيئة ثم إزدادت شدة الحماس بين اللاعبين ، وفي تلك الليلة نام الطيارون في عنبر كبير للنوم و كانوا كلهم قلقين بشأن طلعة اليوم التالي وكانت ليلة مؤرقه للجميع وتحصل كل واحد منهم على قدر بسيط من النوم .

Pin It

تقييم المستخدم: 1 / 5

Star ActiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive
 

 

 

المتواجدون بالموقع

1035 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

خدمة التغذية الأخبارية لمجلة المسلح

 

 

 

 

 

  

قائمة البريد

أشترك فى القائمة البريدية لأستقبال جديد المجلة

 

كلمة رئيس التحرير

جيش بلادي

جيش بلادي

من جغرافيا متناثرة لوطن مُمزّق.. بعدما دبّ اليأس في النفوس وانحسرت المقاومة باستشهاد رمزها، واستباحة…

للمزيد

الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30

 

 

كلمة مدير التحرير

على هامش الذكرى...

على هامش الذكرى...

الحياة مليئة بالتجارب التي غالبا ما تترك آثارا عميقة في دنيا الشعوب، إذ ليس غريبا…

للمزيد