هو علم حديث وأداة من أدوات التخطيط وصنع القرار ويعنى باساليب تطوير الطرق المنهجية للتنبؤ بما يمكن احرازه مستقبلا في مجالات البحث العلمي المختلفة. ومؤسس هذا العلم هو المؤرخ الالماني (اوسيب .ك.فلينشتايم) وان مصطلح التنبؤ التكنولوجي كان وليد بنات افكاره في كتابه (التاريخ والمستقبل) عام 1949م
ويمكن التنبؤ في مجالات كثيرة للبحث التكنولوجي مثل سياسات الميزانية والتطوير التكنولوجي والتنبؤ بحالة الطقس والزلازل والايرادات المالية للاعمال التجارية والدخل السنوي العام ، بالاضافة الى المجال الاجتماعي والسياسي ،غير انه من الضروري يجب التاكيد أن التنبؤ ليس من اجل ان ننظر الى المستقبل كمستقبل بل ان ننتقل الى المستقبل لانه يعني الذهاب الى هناك والعيش فيه والاعداد له فيصبح العمل في وضع افضل ويمكن حينئذ استخدام التكنولوجيا في المكان والزمان المناسبين ولهذا تبرز اهمية التنبؤ التكنولوجي الذي بواسطته نسافر الى المستقبل ونتفحصه فنكون واثقين من قراراتنا التى نصنعها الان .ونمنع وقوع الكوارث ونتفادى خديعه المجهول والذي كثيرا ما نسمع ان الذين لم يعوا دروس الماضي يعانون من كوابيسه المزعجه . ان أي شعب او اي امة او شركة اوهيئة كانت مدنية او عسكرية لم تواجه المستقبل الجديد بدراسة وجهود مخلصة سستصبح في عالم النسيان ، وعليها ان تتصرف في حدود ما يمكن ان يكون قبل فوات الاوان واستبدال كلمة يمكن بسوف وكلمة سوف بالعمل الذي يتنبأ بالمستقبل بصورة كاملة في مجالات علم الاجتماع والاقتصاد والموارد وحتى السلوك والاخلاق ومدى تاثيراتها على اتخاذ القرار .. وهناك طرق لاستنتاج التنبؤ التكنولوجي :-
- طريقة التحليل المنظم .
- طريقة القياس والنمو .
- طريقة التحليل المنظم وهي عباره عن استنتاج معلومات تكنولوجية محددة تعطي نتيجة ثابتة مهما كانت كفاءة الشخص الذي يقوم بالتحليل ، وباعتبار الذي كان سائدا في الماضي سوف يستمر في المستقبل وتستعمل عادة للتنبؤ البديهي ولفترات زمنيه قصيرة ، ويعاب عليها عدم الدقة الشديدة .
- طريقة القياس والنمو وهي تهتم بتكنولوجيا محددة ومعينة او في فرع منها وتتميز بالقدره على التحليل الراسي وتعتبرصالحة للتنبؤ لعدة سنوات تتراوح من 10الي 15 عاما ولكن ليس اكثر من ذلك .
وان تكون حدود التطبيق معروفة.
العوامل التي تؤدي الى الاستنتاج الصحيح :-
اولا: الخبره العلمية والعملية .
ثانيا : عوامل النمو الفاعله التي تشير الى الوصول الى حدود واقعية وملموسة .
التنبؤ في مجال التكنولوجيا العسكرية
نعرف جميعا ما مدى التاثير المتزايد للعلم والتكنولوجيا العسكرية على الشعوب فمعظم الاختراعات كانت في بدايتها عسكرية من الطائرة والغواصة والاتصالات والليزر والذرة ثم تحولت الى اغراض الاستخدام السلمي ولكن هذا التحول التكنولوجي السريع اثر على البيئة تاثيرا فعالا في المدى القريب والبعيد وعلى التخطيط الاستراتيجي في ادارة الدفاع.واصبحت هناك حاجة ملحة الى النظر بشكل شامل والتنبؤ بما يمكن ان تصل اليه التكنولوجيا العسكرية في فترة قد تصل الى 15 عاما وذلك حتى تكون قدراتنا فعالة وبالتالي التحكم في الامور بحيث لا ينحصر العمل في مجرد ردود الافعال، والتفكير مليا فيما سيحدث في المستقبل من احداث وتطورات خلال السنوات القادمة بل حتى الايام والاستعداد لها سلفا لمجارات ضرورات المستقبل والتكيف مع تطوراته.
(ان النمو السريع للتكنولوجيا في بداية منتصف القرن العشرين سبب ارباكا شديدا للمخطط العسكري وان المفاهيم الاستراتجية اختلفت باختلاف الموقف السياسي العالمي وتطور التكنولوجيا.
وهذا يزيد من حجم وعبء المهمة الملقاه على عاتق الهيئة العسكرية في ادارة وتحقيق الاهداف طويلة المدى والقصيرة المدى على السواء )القول لمؤسسة روكفيلر فوند في تقرير العامل العسكري والامن الدولي حيث ترى ان نظم الميزانيات والادارات الماليه غير منسجمة مع التطورات التي تحدث في المجالات العسكرية ويمكن الاشارة الى اربعة عوامل وهي .
- القاعدة الصناعية العريضة.
- دورة عملية الانتاج .
- الاهمية المتزايدة للقوة البشرية .
- تنوع المؤسسات العسكرية .
كل هذه العوامل تفرض على رجال السياسة صعوبة الاختيار بسبب سرعة التطور التكنولوجي المذهلة علاوة على الكلفه الباهضة لكل نظام اسلحة جديد وفواتير الصيانة والادامة والتطوير والتحديث والتدريب وألخ ....
ان هذا السباق فعلا يدعو الى ضرورة إعادة تقييم وتقويم اتجاهات التطوربطرق افضل ورؤيه اشمل ، وهنا اصبح من الضروري توفير كفاءة عسكرية جيدة في ميادين البحث العلمي والتنمية والتقييم لوضع الاهداف البعيدة المدى فيما يتعلق بالمستقبل ووضع تصور شامل للبيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على مدى الي 15 عاما القادمة ، فيتم ادخال التطورات الفنية الحديثة التى يمكن ايجادها في حدود المصادر المتاحة فتؤدي الى اقصى قدره عسكرية للقوات في البر والبحر والجو وهنا نتوصل الى ان التنبؤ الحقيقي الذي يؤدي الى بناء القوات ويساعد على التخطيط للسياسة العسكرية العامة لمواجهة تهديدات العدو المحتملة .
الدراسات التى يعتمد عليها في مجال التنبؤ العسكري ..
- دراسة استراتجية للقوات المشتركة طويلة المدى .
- دراسة متوسطة المدى للقوات البحرية والبرية والجوية .
- الاهداف متوسطة المدى للقوات .
- دراسة التخطيط الخاص بقيادة نظم القوات .
- التقدير الاستراتيجي الاساسي للقوات .
- اهداف تطوير القدرة القتالية للقوات .
- اهداف التطور المادي والنوعي للقوات.
- اهداف التطوير المتقدم للقوات البحرية والجوية والبرية .
- المتطلبات التجريبية المحددة الخاصة بالعمليات للقوات .
- المتطلبات العامة للعمليات الحربية الخاصة بالقوات البرية الجوية والبحرية.
ان هذة الدراسات والبحوث تقدم المعلومات اللازمة لامكانية التنبؤ النموذجي والمنهجي وتوفر للفنيين تصورات لمستوى التطوير ودعم مجالات الخبرة العلمية والفنية المباشرة والتي تتمتع بامكانيات عالية في مجالات التطوير الدقيقة .وفي خلاصة الامر سنجني فوائد التنبؤ وتكمن في الاتي:-
- خدمة الادارة العليا بتقديم المعلومات عن القدرات والكفاءت الفنية والعلمية المتطوره والمجهودات العسكرية الحقيقية .
- الوصول الى افتراضات افضل فيما يخص تهديدات العدو المحتملة .
- التعرف على القدرات التكنولوجية للدولة والتي من المفترض ان تكون في نطاق قدرة العدو .
- معرفة المتطلبات الدقيقة لاحتياجات القوات المسلحة.
- تقديم المعلومات اللازمة لمواجهة أو تجاوز التهديد المحتمل .
- تحديد الأساليب التكنولوجية التي يمكنها تعزيز فاعلية الجيش وقدراته على تنفيذ المهام والعمليات المختلفة .
ان محصلة الامر هي يجب اللحاق وتدارك ما فات... خاصة ان اوروبا وامريكا سبقت بكثير في هذا المجال فمنذ مطلع الأربعينات في بريطانيا اقترحت رابطة رؤية الخيال العلمي انشاء وزارة للمستقبل .و في اروروبا يوجد اكثر من 300 مركز بحثي وفي الولايات المتحدة يوجد مركز للتنبؤ التكنولوجي يتبعه 70 مؤسسه بحثية و40 هيئة استشارية و26 جامعه تقوم جميعها بتقديم الدعم لوزارة الدفاع الأمريكية . ان تبني هذه الاساليب والتكنولوجيات ضرورة يقتضيها الواقع وحقيقة تفرضها الحاجة من اجل حاضر حافل بالمعطيات ومستقبل واعد بالاْمنيات ..