مجلة ليبية متخصصة في الشؤون الدفاعية

الولايات المتحدة | الجيش الأمريكي يعزز الاستخبارات مع تجاوز طائرة التجسس ARES 5000 ساعة طيران.

الولايات المتحدة | الجيش الأمريكي يعزز الاستخبارات مع تجاوز طائرة التجسس ARES 5000 ساعة طيران.

يواصل الجيش الأمريكي تعزيز قدراته في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) باستخدام نظام الاستطلاع المحمول جواً والحرب الإلكترونية (ARES)، وهي طائرة تجسس متطورة طورتها وتشغلها شركة L3Harris Technologies. استنادًا إلى طائرة

للمزيد

روسيا | موسكو تخصص ميزانية ضخمة لتطوير جيشها بنسبة زيادة 30%، في خضمّ تصاعد النزاع في أوكرانيا.

روسيا | موسكو تخصص ميزانية ضخمة لتطوير جيشها بنسبة زيادة 30%، في خضمّ تصاعد النزاع في أوكرانيا.

صادق النواب الروس، يوم أمس الخميس، في قراءة ثالثة وأخيرة على مشروع قانون موازنة 2025-2027، الذي ينص على زيادة الإنفاق العسكري العام المقبل بنسبة 30%، في خضمّ تصاعد النزاع في…

للمزيد

كوريا الشمالية | قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يثير الشكوك حول قدرات كوريا الشمالية على توجيه ضربة نووية.

كوريا الشمالية | قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يثير الشكوك حول قدرات كوريا الشمالية على توجيه ضربة نووية.

صرح الأميرال صامويل بابارو، قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن الاختبارات العديدة التي أجرتها كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات لم تثبت بعد قدرتها على توصيل رأس…

للمزيد

البرازيل | إختبار العربة القتالية المطورة M-113 BR المجهزة بنظام السلاح Ares' SARC Remax4 لتعزيز قدرات الجيش البرازيلي.

البرازيل | إختبار العربة القتالية المطورة M-113 BR المجهزة بنظام السلاح Ares' SARC Remax4 لتعزيز قدرات الجيش البرازيلي.

أجرى مركز التقييم التابع للجيش البرازيلي (CAEx) سلسلة من الاختبارات الهندسية على نموذج تكنولوجي لمفهوم M-113 BR، مزود بمحطة الأسلحة التي يتم تشغيلها عن بعد Remax4. يتماشى هذا المشروع، الذي…

للمزيد

يلقي الكاتب الضوء على العلاقات الأمريكية بعد هجــمات " 11 سبتمــبر " مع عـــدد مـن الدول الاسلامية ( باكستان ، ماليزيا ، روسيا )

ودلك في تتبع لمسار هده العلاقات بعد المواجهات بين ما تسميه امريكا الأصولية الاسلامية أو (التطرف) و الهيمنة الأمريكية على افغانستان و العراق وموقف المسلمين من الدعاية التي نشطت خلال هذه الفترة و التي تم فيها تصوير الأسلام كعدو للغرب

بعد إنتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي بداءً من كتابات " صموئيل هنتنجتون " مرورا بتصريحات الرئيسي الأمريكي بوش وموقف الاعلام الغربي عموماً ، يرصد الكاتب ردود الفعل من الجانبين وتطورات هذه العلاقة ، المقال به كثير من الحقائق إلا أنه يمثل وجهة نظر واضحة ورؤية صاحبها وفقاً لتوجهاته .
دخل سكان كوكب الأرض عصر عدم أمان وخوف لم يسبق له مثيل محصورين بين ناري التكبّر الإمبراطوري الأمريكي والتعصّب الديني الإسلامي الحذر ، فهم كثيرا ما يـُنسفون نسفاً كاملاً بالقنابل التي تنطلق من على بعد مئات الأميال ، بالإضافة إلى قنابل حقائب الظهر ، وحتى لو كنت غير مقاتل فإنك لن تجلب أي أمن فقد استمرت مهاجمة الرشد والشفقة خلال قرن من الإرهاب ، فمنذ أربع سنوات بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر ، إختفى تقريبا التعاطف العالمي مع الولايات المتّحدةً ، فالعلاقات بين الولايات المتحدة والسكان المسلمين - بما في ذلك أولئك المحكومون من قبل أنظمة موالية للولايات المتحدة - لم يسبق أَن كانت أسوأَ وبداء، ولا بدا مليار مسلم حول العالم بأنهم يشعرون بنقص أكثر ؛ فبشلل وضعف راقبوا على شاشات التلفزيون "صدمة ورهبة" الإحتلال الأمريكي للعراق الأمر الذي أَكّد سخرية الإمبريالية الأمريكية التي تغزو وتحتلُّ أمة عربية غنية بالنفط ، وتنتهك حقوق الإنسان عند الرغبة ، وتتحدّى العالم ، وتقبل إسترقاق الفلسطينيين من قبل إسرائيل. إن أبوغريب وغوانتانامو ، تلتها حالات مُعلن عنها بتدنيس القرآن ، أشعلت النيران التي قادت الملايين إلى خاتمة جماعية واحدة: يجب أَن تكون المعركة حتى النهاية. إن العداوات تقود إلى نقاط خطيرة ، ولكن تضليل الجمهور دوما أخطر وأروع ، وطبقاً لإستطلاع جالوب فإن 40% من كل الباكستانيين ما زالوا يُفكّرون بأنّ الإسرائيليين كانوا في الحقيقة وراء هجمات 11 سبتمبر وحجتهم في ذلك: " كيف يأتي أنَ ثلاثة آلاف يهودي لم يخرجوا للعمل في ذلك الصباح؟!" وأنا ستكون لدي الرغبة في أن أنظر إلى مواطني بأنهم أغبياء بإفراط فقط لحقيقة واحدة وهي أن نصف كُلّ الأمريكيين يستمرون في اعتقادهم بأن صدام حسين كان وراء هذه الهجمات. البعض في واشنطن ، بما في ذلك أولئك الذين إنطلقوا بحرب على الذرائع الخاطئة ، يعيشون أيضاً في عالم الخيال ويعتقدون بأنّ الولايات المتّحدة لديها مجرد مشكلة صورة في البلدان الإسلامية وأن القلوب والعقول سيُكسبان في النهاية بمُمارسة "السلطة المعتدلة" عن طريق المساعدة والتقنية ، بالإضافة إلى إنتاج مواد إعلامية مُذاعة بشكل بارع ومنشورة من خلال مجلات عن طريق الخدمات المعلوماتية الأمريكية لما وراء البحار. لولا أنَّهم لم يكونوا أكثر خطأ " كان باستطاعة الولايات المتّحدة أَن تتناول النبي ( محمدا صلى الله عليه وسلم ) لبناء علاقات عامة ، وذلك سوف لن يساعد " هكذا علق أسامة سبلاني ، الناشر للأخبار العربية الأمريكية الإسبوعية في ديربورن Dearborn ، مشيغان Michigan وأضاف: " أنا لا أَعتقدُ أنّ الناس يكرهون النجوم السينمائيين والبيرجركنج ، إنهم يكرهون ما تفعله الولايات المتّحدة بحياتهم".
إن العلاقة بين المسلمين والغرب من المحتمل ، على الأقل في المستقبل القريب ، أَن تُواصل انحدارها ، فالجماعات (الإرهابية )الإسلامية ستواصل تعزيز وضعها بنجاح طالما أعداد كبيرة من المسلمين يشعرون بأنهم مستهدفون بشكل ظالم ، وأنه يجب أن يكون هناك نوع من العدالة الدولية ، وهذا الإتجاه يجب أن يؤخذ في الإعتبار بنظرة غير قابلة للنقض ؛ علاوة على ذلك ، فإن دعما إقتصاديا معينا سيسمح به للعديد من المجندين الإرهابيين ، وما لم تتم مراقبة الإستراتيجيات الإقتصادية ، وتطوير المهارات ، وأخذ آليات إيجاد فرص عمل بجدية ، فإن الوضع سيتدهور بينما يتوسع السكان المسلمون.
الإرهاب يهاجم مراراً وتكراراً
في عام 2005 شاركت لندن تلك السلسلة من المدن - من نيويورك إلى مومباسا ، ومدريد إلى إسطنبول ، والدار البيضاء إلى الرياض ، وإسلام آباد إلى بالي - التي عانى مواطنوها العاديون من إعتداءات قاسية وعنيفة وعشوائية من قبل الإسلاميين ، وعاد الإرهاب إلى مرحلة أساسية ، فلم يعد بالكاد يتوقف حتى عاد مباشرة بعد بالي الثانية. أما بالنسبة إلى القائمين بالعمليات الإنتحارية في العراق - فإن الفرد يُفاجأ عندما يمر يوم بدون أيّ من هذه الحوادث ، فالآن بعد أربع سنوات تدور " الحرب العالمية ضدّ الإرهاب " حاسمة داخل قمة أسرع وأسرع ولم تحقق أية نتيجة ، وفي هذه الحرب ، حذر الرئيس جورج دبليو بوش George W. Bush " بأن الأمريكيين يجب أَن لا يتوقعوا معركة واحدة لكن حملة طويلة " وبالرغم من أنه قام بمحاولة فاشلة على ظهر الغواصة الأمريكية إبراهام لينكول Abraham Lincolnلإعلان النصر في العراق ، إلا أن الأحداث اللاحقة أوضحت كم سارت الحملة بشكل سيء فالمقصوفون والمطاردون والمطرودون من الملاجيء السابقة في أفغانستان ، من رجال أسامة بن لادن ، سويّة مع آخرين كثيرين يشتركون في الهدف ، يبرهنون مراراً وتكراراً بأنّهم الآن أحياء وفي وضع جيد ، وأنهم مثل الزنابير الغاضبة التي نجت من دمار عُشها ، انتشروا بعيدا وبشكل واسع ومنذ أن أعلن " التحالف " رسمياً عزمه على حربهم ، زادت الهجمات الإرهابية الكبيرة.
إن تفجير النوادي الليلية والمراقص أمر جنوني ، لكن الإعتقاد بأن ذلك الجنون يمكن أَن يعالج بطرد الأرواح الشريِرة إعتقاد بدائي وكاذب ، فبينما اشتق تعويذيون من القرون الوسطى بعض الإرتياح من خلال عملهم ، كان هناك القليل من النجاح الحقيقي ، بل على العكس ، زاد عدد مرضاهم العقليين بشكل واسع وبدلاً من استعراض العضلات المفتولة من قبل التعويذيين الأمريكيين ، فإن مقاتلة الإرهاب تحتاج إلى نظرة علمية حيث يجب أن يُنظر إليه كمرض عقلي قابل للعلاج الأمر الذي يوجب التعامل معه بطرق مشابهة لتلك من العلوم الطبية ، فيجب على الفرد ليسجل الأعراض ويدرس تاريخ المرض ، أن يسأل الأسئلة الصحيحة ، ويُميز العوامل البيئية ذات العلاقة ، وبعد ذلك يستمرّ في العلاج. هل الإسلام هو المشكلة؟
إن زعماء الجالية الإسلامية في الولايات المتّحدة وأوروبا ، هم أئمّة (صلاة) بالمساجد في كافة أنحاء العالم ، وقد صرّح الرّئيس بوش باستمرار بأنّ الإسلام دين السلام تمَ اختطافه من قبل المتعصّبين ، وهذا التعبير الساحر يـُسمع كُلّما قام الإسلاميون بعملية إنتحارية ضربوا فيها أهدافا مدنية ، ولكن هذا الزعم في الحقيقة غير صحيح ، فالإسلام - مثل المسيحية ، واليهودية ، والهندوسية أَو أيّ دين آخر - ليس على مقربة من السلام ، ولا هو على مقربة من الحرب ؛ فكُل دين على مقربة من الإعتقاد المطلق في سموه الخاص والحق المقدّس لفرض نسخة صدقه على الآخرين ، وخلال العصور الوسطى لُطخت كل من الحملات الصليبية والجهاد بالدمّ ، واليوم ، هناك المسيحيون الأصوليون الذين يهاجمون عيادات الإجهاض في الولايات المتّحدة ويقتلون الأطباء ؛ و المسلمون الأصوليون الذين يشنون حروبهم الطائفية كل ضد الآخر ؛ والمستوطنون اليهود الذين ، يتمسكون بالعهد القديم في يد أوزيسUzis في الأخرى ، حرقوا بساتين الزيتون ، وطردوا الفلسطينيين من أرضهم الموروثة ؛ والهندوس في الهند الذين يهدمون المساجد القديمة ويحرقون الكنائس.

من النظرة الأولى للقرآن - الذي يعتبره المسلمون كلام الله الحرفي والثابت - يصبح الأمر مستحيلاً على أتباعه أن يكونوا مواطني دولة تعدّدية حديثة وأن يتعايشوا بسلام مع أناس لهم معتقدات مختلفة فخذ ، على سبيل المثال الآية "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (الآية 53 من سورة المائدة) التي كانت في بداية عام 2003 موضوع نقاش على قناة تلفزيونية باكستانية بيني وبين المفتي نظام الدين شمزاي Nizamuddin Shamszai ، الذي كانت له شهرته واعتباره إلى حد كبير ومستشارا لأسامة بن لادن ، ومرشدا لزعيم طالبان المُلا عمر ، وكان معهد كراتشي النقطة المركزية لحركة طالبان. عندما تناول شمزاي الآية أعلاه ، إتجه المذيع نحوي وسألني فيما إذا كنت أعتقد باحتمال أن يعمل المسلمون واليهود سوية كزملاء ، فأجبتُ ، بكل تأكيد ، بالرغم من أنّني لست مثقّفا بشكل جيد في الفروق الدقيقة للتفسير القرآني ، فإن هناك بعض الحقائق التاريخية الغير قابلة للدحض فبين القرون التاسع والثالث عشر - العصر الذهبي للحضارة الإسلامية - اشتغل العلماء اليهود والمسيحيون جنباً إلى جنب مع نظرائهم المسلمين وكونوا معرفة جديدة في العلوم والفنون ، فقد شُجّعوا بشكل عملي للعمل معا في ذلك الوقت من قبل الخليفة العظيم ، هارون الرشيد ، والمأمون ، وعبد الرحمن الثّاني ، وكان الخلفاء زعماء دينيين ، بالإضافة إلى كونهم سياسيين ، وقد أقرّوا تعاوناً مع الشعب من أيّ دين. إنّ النقطة المتعلُّقة بهذه الآية هي أن ممارسة الإسلام لها في أغلب الأحيان ، إن لم يكن في الغالب ، في خلاف مع القرآن ، وهذا ، بالطبع ، ليس مفاجأة ، فبالرغم من أن كل الكتب المقدّسة كُتِبت منذ ألفيات مضت وبقت ثابتة ، فإن أتباعها تغيروا ، فيهودية اليوم هي يهودية كتاب يوشع المتعطشة للدماء ، التي فيها يأْمر الله الإسرائيليين بوضع كلّ الكنعانيين ، حتى الأطفال للخدمة القتالية ؛ ولا مسيحية اليومِ تلك التي كانت في أوروبا القرن الثالث عشر - وقت الحملات الصليبية ومحاكم التفتيش الدامية - عندما أصدر البابا إنوسنت Innocent الثّامن بيانه الرسمي البابوي الفظيع الذي حكم بموجبه على النساء الكثيرات بالمعاناة والموت الشنيع. للسبب نفسه ، أنا أعتقد أن جوابا معقولا للسؤال الأساسي - هل يمكن جعل الإسلام علماني ، وديمقراطي ، وتعددي؟ - إن النظرية الدينية الإسلامية سوف لن تسمح لهذا بالحدوث سواء الآن أَو في أي وقت كان في المستقبل ، لكن المجتمع الإسلامي لربّما يقبل ذلك لفترة زمنية - إذا ما بطريقة معينة توفرت الشروط الصحيحة التي يجب أَن تحدث ، وعلى هذا فإنه ، بدلاً من أن نصر على أنّ الإسلام متراجع وسبب بؤس المسلمين ، فنحن ليس لنا خيار عن التنقيب عن التجربة التاريخية للشعب المسلم ، ويجب أَن نفهم لماذا يقفون اليوم في مثل هذا التناقض الصارخ مع الآخرين على هذا الكوكب.
الإرتباط بالإرهاب
نموذجياً يردُّ المسلم على أخبار عمل إرهابي نسب إلى إخوته في الدين بنبرة متشنجة مع نكران أيّ تدخّل إسلامي ، لكن عندما يُصبح هذا ضعيفا ، فإنه أَو إنها ستصرّ بأَنّ هذا الفعل لم يكن له علاقة بالإسلام ، وسيبرره آخرون بأنه الردَّ المناسب على قرون من الإستعباد من قبل الغرب ، ومؤخراً أكثر بالإحتلال الأمريكي للعراق ، وتدعم القطاعات الإسلامية الكبيرة مجتمعات الإرهاب وعنف اليوم بشكل لاينكر. وجد مسح بيو Pewالعالمي لعام 2003 أن تلك الأغلبيات المتصلبة في عدة بلدان إسلامية تعتقد في الحقيقة بأنّ أسامة بن لادن يمكن أَن يفعل " الشيء الصحيح بخصوص الشؤون الدولية ".

وفي عام 2005 وجد مسح آخر مثل هذا في باكستان أن أكثر قليلا من 50% من السكان يعتبرون بن لادن بطلا ، ومع هذا فإن الظهور الأخير للحركات الأصولية الاستبدادية الإسلامية التي تستعمل الإرهاب هي إنحراف وليست مبدأ في التاريخ الإسلامي ، وإلى سنوات قليلة فإن عمليات التفجير الإنتحارية كانت غير مشهورة.
يعتقد الكثيرون بأن القاعدة خلق أسطوري من قبل الأمريكيين لتفسير11/9 وهذا أمر سخيف ، ورغم أنه مناف للعقل فهي حقيقة أنه قبل ثلاثة عقود لم تظهر تلك الجماعات مثل القاعدة ، وقد أراد الكثيرون أَن يوضحوا لماذا تغير الوضع بشكل مثير ، فمدرسة بيرنارد لويس ودانيال بايبس & Daniel Pipes School The Bernard Lewis الشعبية جداً في أمريكا ، تنسب اليوم علاقة الإسلام الحالية العدائية بالغرب كنتيجة لأن الإسلام أساساً كان سلبيا نحو العلمانية ، والديمقراطية ، وتعدّدية القيم ، لكن حتى إذا رفض الإسلام مثل هذه القيم ، فالعلاقة بين الولايات المتحدة والبلدان العربية المحافظة ، بالإضافة إلى الدكتاتوريين الإسلاميين في العديد من البلدان ، بالتأكيد كانت تقليديا أكثر إثارة مما هي بأكثر الدول الإسلامية العلمانية ، وعليه فإن ربط الإرهاب بنظام اعتقاد إسلامي معين رأي ضعيف. من الجانب الآخر ، يرى بعض المحللين المتعاطفيـن فـي الإرهـاب الإسلامـي وعمليات التفجير الإنتحارية تعبيرا عن لغة الفاقة ، والحرمان ، وقلة الفرصة ، وهذه بالتأكيد يمكن أَن تكون عوامل مساهمة مهمة ، لكن الفقير والمستميت ليس من الضرورة أن يشهر السلاح فمئات الملايين من الأفارقة الفقراء بالإضافة إلى مائتي مليون منبوذ في الهند ، طيعون جداً ولا يملكون شيئا من العنف بينما احتج آخرون بأنّ الإسلام بتأكيده على الجهاد دينُ عنف ، ولكن ما لم يفهمه الفرد هو لماذا وكيف يتحول الحد الكامن لمجرد العنف إلى عنف حقيقي ، فهذا ليست له قيمة توضيحية. إنّ التغيير الكامل في المواقف الإسلامية خلال العقود القليلة الماضية يكمن في شبكة معقّدة من العوامل لكن يمكن للفرد أَن يحصل على بصيص فهم أصيل بالنظر إلى التاريخ.
صعود وإنهيار التحديث الإسلامي
إن الأصولية الفدائية الإسلامية ببساطة لم توجد كقوة سياسية حتى قبل 30 سنة تقريباً ، واليوم فإن العديد من الزعماء المسلمين المهمين هم أصوليون لكن ، بنظرة إلى الوراء ، نجد أنه في القرن الأخير لم يكن هناك حتى واحد فكمال أتاتورك تركيا ، وأحمد بن بيلا الجزائر ، وسوكارنو أندونيسيا ، ومحمد علي جناح باكستان ، وجمال عبد الناصر مصر ، ومحمد مصدق إيران ، كلهم أرادوا تنظيم مجتمعاتهم على أساس القيمِ العلمانية ؛ وبالكاد يأَخذ جيل أَو إثنان للمرحلة القومية التي ستُلغى بتمرد التأجّج الديني ، فالأسباب معقّدة ، لكن حقيقة واحدة تبرز وهي أن: المصالح الإمبراطورية لبريطانيا ، ولاحقاً الولايات المتّحدة ، أخافت القومية المستقلة ، وقد فُضل أي شخص يرغب في التعاون ، بما في ذلك النظام الإسلامي ، المغالي في المحافظة ، للعربية السعودية وبمرور الوقت ، بمجرد ضغط الحرب الباردة فإن القومية المستقلة أصبحت لا تطاق حيث في عام 1953, أُسقطت حكومة مصدق الإيرانية في إنقلاب وكالة المخابرات المركزية واستبدلت بحكومة الشاه محمد رضا بهلوي التي خدمت الإقتصاد والمصالح السياسية الأمريكية بإخلاص ومرة أخرى ، للدافع الإقتصادي ، إستهدفت بريطانيا عبد الناصر ، بينما أُستبدل رئيس أندونيسيا القومي ، سوكارنو ، بسوهارتو بعد إنقلاب دامي قادته وكالة المخابرات المركزية ترك مئات الآلاف من القتلى.
بدأَت الحكومات القومية العلمانية في جميع أنحاء العالم الاسلامي بالإنهيار ؛ فالضغط عليها من الخارج ، والفساد والعجز من الداخل ، أثبتا بأنها غير قادرة على الدفاع عن المصالح الوطنية أَو تطبيق عدالة إجتماعية ، وبدأت حالات الفشل هذه بإحباط الديمقراطية وتلميع الدكتاتوريات فتركت فراغا حتى أن حركات دينية إسلامية نشأت في النهاية لتملأ هذا الفراغ ، والقواعد النظرية لمثل هذه الحركات كانت قد أُحتفظ بها منذ أواخر الخمسينات من باكستان مولانا أبو الأعلى المودودي ، وسيد قطب المصري ، ولاحقاً من قبل آية الله روح الله الخميني الإيراني حيث كان لهم نداء يدعو إلى حمل السلاح ، لإيقاف إنحطاط الحضارة والقيم الإسلامية والعودة إلى العصر الذهبي لفجر الإسلام ، لكن رسالتهم أُهملت بشكل كبير إلى أن جعلهم مجرى الأحداث فجأة مهمُون ، فكانت الثورة الإيرانية المعلم الأول في صياغة حركة جهادية إسلامية قوية وتأثيرها كان يمكن أن يكون أعظم لكن على الشخصية الشيعية الإيرانية. فيما بعد ، إستولى الجنرال محمد ضياء الحق على الحكم في باكستان وحكمها لمدة 11 سنة جاهد خلالها لجعل كل من الدولة والمجتمع إسلاميين ، وفي السودان ظهرت دولة إسلامية تحت حكم جعفر النميري الذي أقر بتر الأيدي والأطراف ؛ ثمّ في عام 1982 دُحرت منظمة التحرير الفلسطينية بشكل حاسم من قبل الإسرائيليين وأُخرجت بالقوة من بيروت ، وهذه المنظمة العلمانية إلى حد بعيد تم التفوق عليها بعد ذلك من قبل حركة المقاومة الإسلامية الأصولية حماس. وهكذا تم تحدي كل حكومة علمانية في البلدان الإسلامية من الداخل على نحو متزايد بقوى إسلامية وفساد وعجز من الداخل وبضغط من الخارج ، وهكذا أثبتت الحكومات الإسلامية العلمانية بأنها غير قادرة على الدفاع عن المصالح الوطنية أَو تحقيق العدالة الإجتماعية ففشل بعد فشل ترك فراغا لتملؤه الحركات الدينية الإسلامية التي نشأت على سبيل المثال - في إيران وباكستان والسودان. كان هناك غضب واسع الإنتشار ، في كل البلدان الإسلامية وغير الإسلامية ، حول الدعم الأمريكي التام للضم الإسرائيلي للأراضي المحتلة في حرب 1967 وسياسات الاستيطان الإسرائيلية ، وكانت هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية وطردها من لبنان في عام 1982 قد مهدا الطريق لحماس للسيطرة على المقاومة الفلسطينية وعلى الرغم من هذا ، لم تكن هناك حركة إرهابية مُعولمة لحد الآن ، كان لا بد من الانتظار حتى تبدأ الولايات المتّحدة بخلق واحدة.
تكوين جهاد دولي
ربما أنه لم تكن هناك أحداث 11/9 لولا الإجتياح السوفييتي لأفغانستان عام 1979 فمنذ اليوم الذي اجتاحت فيه القوَّات السوفيتية ، كان على إستراتيجية دبلوماسية أمريكية أَن تعبيء الرأي العام العالمي ضد الإتحاد السوفيتي فقد أُثير الغضب الأمريكي ليس عطفا على الضحية ولكن نتيجة للإجتياح نفسه وما يُنذر به بالنسبة للمستقبل حيث حكم على أفغانستان لأن تكون قناعا. إن جيمي كارتر كمرشح رئاسي منافس لرونالد ريغان ، لم يستطع أَن يتحمل الظهور متساهلا نحو موسكو ومسؤولون مثل ريتشارد بيرل Richard Perle ، الذي أصبح مساعد ريغان كوزير للدفاع ، رأى أفغانستان ليس كموقع صدام قاسي وخطير سينتهي ، ولكن كمكان لتلقين الروس درسا ، وقد أصبح مثل هؤلاء "المزاجيون" الأكثر تأثيراً على الشعب في واشنطن.
لم تتطلب الطبيعة المحافظة جداً التي يميل إليها المجتمع الأفغاني ، والمقاومة التلقائية للحكومة الشيوعية الأفغانية عبقريا لإقتراح أن التضامن الأممي الإسلامي يمكن أَن يُستعمل كسلاح قوي فمهمة خلق مثل هذا التضامن وقعت على العربية السعودية ، سوية مع الحكومات الملكية العربية الأخرى المحافظة ؛ فقد قُبل هذا الواجب بسهولة ، وبسرعة جعلوا من الجهاد الأفغاني قضيتهم المركزية ، وكان هذا أمرا طبيعيا أن يُتخذ ، فأولاً شعروا بصدق بأنهم مهددون من قبل الإتحاد السوفيتي ؛ وثانيا ، حُجبت راعيتهم وحليفتهم ، الولايات المتحدة ، التي كانت مجابهتها المباشرة مع موسكو يمكن أَن تكون خطيرة وغير متعقلة في عالم ذي تسليح نووي ؛ لكن ما زال الأكثر أهميَّة ، ذهاب القلب والروح للجهاد بشكل حاسم في وقت كانت الشرعية السعودية حارس الإسلام تحت التحدي القوي من قبل إيران ، التي أشارت دوما إلى الإحتلال المستمر لفلسطين من قبل شريك أمريكا ، إسرائيل.
أصبح عدد متزايد من السعوديين ساخطين على البلاط السعودي - لفساده ، وإنغماسه الذاتي ، والقمع الذي يقوم به ، وقربه من الولايات المتّحدة ، ولذا وفر الجهاد في أفغانستان مخرجاً ممتازاً للعدد المتزايد من نشطاء السنّة الفدائيين في العربية السعودية ، وطريقا للتعامل مع التهكم اليومي لرجال الدين الإيرانيين.
إن الدعم للمجاهدين الأفغان ملائم أيضاً بشكل مثالي لسياسة ريغان - شحنات عالمية من المساعدة السرية جداً مُرسلة إلى الفدائيين المعادين للشيوعيين حيث يحاربون حكومات مُؤسَّسة في نيكاراكوا ، وأنغولا ، وكمبوديا ، وأفغانستان.
والآن قرّرت الولايات المتّحدة الخوض في اللعبة العالمية لسياسة العمل الفدائي ولتفعل الذي فعله الإتحاد السوفيتي في الستّينيات والسبعينيات عندما شجّع حروب التحرير الوطنية ، تفعل الولايات المتّحدة منذ الآن نفس الشيء بتبني الحركات الفدائية اليمينية في الثمانينيات. كون المزاجيون على الفور الجهاد العالمي العظيم المسلح ، الممول من قبل العربية السعودية والمنفّذ من قبل باكستان وخُلق جذب قوي للنشطاء الفدائيين السنّة من قبل الولايات المتّحدة حيث أُريد الرجال المتصلّبون والمكرّسون فكرياً

أكثر بمنطق أنَّهم أفضل المقاتلين، لقد تم دفع ثمن الإعلانات من أموال وكالة المخابرات المركزية ، ووُضعت في الصحف ونشرات الأخبار وطُرحت عروض حول حوافز عالمية للإنضمام إلى الجهاد ، وقد نشرت الجامعات الأمريكية كتبا للأطفال الأفغان تمجد مزايا الجهاد وقتل الشيوعيين ، فبتصفح القراء عبر مكتبات بيع الكتب في روالبندي وبيشاور يمكنهم ، حتى اليوم ، أن يجدوا الكتب الدراسية التي نُشرت كجزء من سلسلة أَمّنتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (بمساعدة) قدرها 50 مليون دولار أمريكي كمنحة لجامعة نبراسكا خلال الثمانينيات ، وقد أُريد بهذه الكتب الدراسية موازنة الماركسية بخلق الحماس لدى حركة الجهاد الإسلامي ؛ فحثّوا الأطفال الأفغان لأن" يفقأوا عيون العدو السوفييتي ويقطعوا أطرافه " ؛ ولسنوات بعد أن كانت الكتب أولاً مطبوعة صُدّق من قبل طالبان على استعمالها في المدارس - لتمهر تصويبهم الأيديولوجي وهي ما زالت متوفرة بكثرة في كل من أفغانستان وباكستان ، على المستوى الدولي ، دخل إسلام متطرف بسرعة كحليف للقوة العظمى الولايات المتحدة ، التي أرسلت الدعم إلى المجاهدين ، وقام رونالد ريغان ، فوق عشب البيت الأبيض ، بتكريم زعماء المجاهدين واحتفت بهم الصحافة الأمريكية، وعندما إنسحبت القوَّات السوفيتية من أفغانستان في عام 1988 أمام التحالف المصري الباكستاني السعودي الأمريكي ، بدا فصل التاريخ مكتملا. إن صُنّاع السياسة الأمريكيين الى الأقل كانوا حتى 11 سبتمبر غير نادمين حتى أنهم كانوا فخورين بإستراتيجيتهم الناجحة ، فقبل سنوات قليلة أجرت صحيفة نوفل أوبزيرفاتور Observateur الباريسية الإسبوعية مقابلة مع بريجنسكي Brezinski مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد كارتر ، وأحد اللاعبين الرئيسيين و" المزاجيين" لتلك الفترة فسُئل فيما إذا كان التفكير بما حدث في السابق برهن على أن " الأصولية الإسلامية تمثل تهديدا عالميا خطيرا اليوم " وإمكانيــــة أَن

تكون السياسة الأمريكية خـطأ ، فـــردَّ بريجنسكـــي فـوراً بقولــه ما الأكثر أهمية لتاريخ العالم؟ طالبان أَم إنهيار الإمبراطورية السوفيتية؟ تجميد بعض المسلمين أَم تحرير أوربا الوسطى ونهاية الحرب الباردة؟ " ، والذي لم يحسبه بريجنسكي تماماً كان أن "مسلميه المُجمدون" أرادوا تغيير العالم ، وهم في هذا كادوا أَن ينجحوا دون أدنى شك ، وبالرغم من أن الإحباط الإسلامي إستمرّ ينمو ، فإن الغضب كان غير موجّه وغير قادر على توليد طريق متماسك للعمل ‘ إن الإختراق الحقيقي جاء عندما حرّض الجهاد الأفغاني السنّة ضدّ الكفّار الشيوعيين وكسب دعماً كاملاً من أمة العالم الأقوى ، الولايات المتّحدة ، فبمهاراتها التنظيمية الرائعة ، والإنسان الهائل ، ومصادر التقنية ، والتكريس الشديد لمعاداة الشيوعية ، تمكنت من خلق الكيانات الإسلامية الفعّالة والموحّدة ، ولا مذهبية إسلامية للقرن العشرين يمكن أن تكون قد حلمت بمثل هذا النجاح المدهش فجاءت صناعة الجهاد العالمية أخيراً بصورة تلقائية. كان من بين العرب الأوائل في الذهاب إلى أفغانستان بعد الإحتلال السوفيتي ، أسامة بن لادن وقد قال ، متحدثا مع صحفي عربي" أنا أُغضبت وذهبت هناك حالاً " وأضاف بأنّ " اليوم الواحد في أفغانستان مثل صلاة ألف يوم في مسجد". لقد رُوّعَ بالفوضى والإنشقاق ، وعدم وضوح الأهداف وبالرغم من أنه لا تظهر حقيقة الإدعاءات الكثيرة التي جعلت من بن لادن مُجندا من قبل وكالة المخابرات المركزية ، فإنه بلا شك استفاد خلال السنوات العديدة التالية من مساعداتها في تأسيس دافع ذلك الإستخدام ، ، بجلب آلاف المقاتلين العرب إلى أفغانستان. لقد واجه بن لادن النفقات من أمواله الخاصة - التي جاءت من إمبراطورية بناء واسعة في العربية السعودية ـ وبدأت معسكرات التدريب فأصبحت مسادات أنصار Ma'sadat Ansar القاعدة الرئيسية لتدريب المجاهدين الأفغان ، وقد ضعفت إرتباطاته
الوثيقة بالمخابرات الباكستانية  (آي إس آي ISI) كثيراً بعد كارثة معركة جلال آباد في مارس من عام 1989، بعد فترة قليلة فقط من الإنسحاب السوفيتي.

Pin It

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive
 

المتواجدون بالموقع

1381 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تصفح أعداد مجلة المسلح

 

 

خدمة التغذية الأخبارية لمجلة المسلح

 

 

رابط الصفحة المنوعة facebook

 

 

مواقيت الصلاة وحالة الطقس

 


booked.net

 

 

قائمة البريد

أشترك فى القائمة البريدية لأستقبال جديد المجلة

كلمة رئيس التحرير

جيش بلادي

جيش بلادي

من جغرافيا متناثرة لوطن مُمزّق.. بعدما دبّ اليأس في النفوس وانحسرت المقاومة باستشهاد رمزها، واستباحة…

للمزيد

الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30

 

 

كلمة مدير التحرير

على هامش الذكرى...

على هامش الذكرى...

الحياة مليئة بالتجارب التي غالبا ما تترك آثارا عميقة في دنيا الشعوب، إذ ليس غريبا…

للمزيد