تتبع البراميل المتفجرة عائلة القنابل البرميلية وهي سلاح يمتاز بقوته التدميرية الفائقة، لكن على الرغم من قوتها التدميرية الهائلة إلا أن تقنيتها ونظام عملها يبقى بدائياً، وطرق تصنيعها بسيط وغير معقد ويأتي تصنيفها من حيث الفعالية كسلاح خطير، أعمى ذو تأثير كبير في نتائج المعركة والمواجهات ويرجع ذلك إلى حجم مادة الـ(تي إن تي) TNT التي تحويها تلك البراميل
وهي المادة الأساسية في تركيبها وتقدر حمولتها عادة بـ200 إلى 300 كجم مضاف إليها مواد سريعة الإشتعال مهمتها العمل على اندلاع الحرائق بعد سقوطها مباشرة، وزيادة مساحة امتدادها إضافة إلى القطع المعدنية والمسامير المعبأة بها لتصبح شظايا تغطي أكبر حيز ممكن بعد الإنفجار وهي بذلك تكون قابلة لـلتطوير المستمر حيث يمكن إضافة أي شيء جديد لزيادة التأثير الناتج وزرع الموت والدمار بشكل أكبر كزيادة في كمية الـ(تي إن تي) أو إضافة غازات سامة أو مواد كيماوية حارقة كالنابالم ... الختقوم الفكرة العسكرية من وراء استخدام القنابل البرميلية عموماً على إحداث دمار هائل وأضرارا مادية كبيرة تتنوّع حسب إصاباتها على البشر، فهي إن لم تؤد للوفاة مباشرة تؤدي إلى فقدان الأعضاء والأطراف، فضلاً عن إصابات الحروق الشديدة، إلى جانب ضغط الإنفجار الذي يدمر ما حوله من مباني ومنشآت وكل ذلك يصاحبه الصوت القوي المرافق للإنفجار، وما يسببه من رعب وترويع للآمنين .
تصنف البراميل المتفجرة دولياً بأنها من الأسلحة المحرمة، لكن الساسة وقادة الحروب لايهمهم سوى ما يحقق لهم التفوق أياً كان حجم الخسائر والدمار الذي تخلفه.
وخلال أحداث الحرب الأهلية الدامية في سوريا كثر إستخدام البراميل المتفجرة كسلاح مرعب ورهيب لقصف وإستهداف أماكن تواجد مقاتلي المعارضة السورية، والتجمعات السكانية بشكل عشوائي، مما خلف أعداداً كبيرة من القتلى والمشردين في نتائج مباشرة لذلك الصراع الذي طال أمده وأصبح ميداناً للكثير من التوجهات والحركات الفكرية والسياسية والعسكرية.
فقد لجأ النظام السوري إلى إستخدام البراميل المتفجرة كفكرة جديدة للقصف بعيداً عن تبعات الإدانة الدولية، مما قد يسبب حرجاً له، وهذا بطبيعة الحال يجعله يتمادى في استخدام كافة الأسلحة المتوفرة لديه حسب تقييمه للوقائع.
تركيب ونظام عمل البراميل المتفجرة :
من خلال التسمية "البراميل المتفجرة" قد نتخيل أن هذا السلاح على شكل برميل عادي لكنه وإن كان يشبه البرميل فهو قنبلة ضخمة بسعات مختلفة تصل حتى 500 لتر وتنقسم إلى نوعين حسب شكلها الخارجين، فتكون إمّا بقالب معدني أو قالب إسمنتي مزوّدة بـمروحة دفع خلفي وصاعق ميكانيكي في المقدمة لإتمام عملية التفجير، والتي تتم عن طريق تصادم القنبلة مع الهدف مباشرة ونظراً لعدم وجود نظام تفجير فعال فقد سجلت حالات لم يتفجر فيها البرميل، وذلك لكون صاعق التفجير ميكانيكي ويعتمد اشتعاله على تصادم الرأس مباشرة، مع أي جسم يواجهه ليحدث الانفجار، وعندما لا يكون التصادم بشكل مباشر، مع الرأس يفقد الصاعق ميزة عمله ويعود ذلكـ لضعف في مروحة الدفع ووزن البرميل الكبير الذي يؤدي أحياناً إلى إنحرافه أثناء سقوطه.
فيتم إسقاط القنابل البرميلية من الجزء الخلفي للطائرات العمودية وهذهفيتم إسقاط القنابل البرميلية من الجزء الخلفي للطائرات العمودية وهذه البراميل المميتة نادراً ما تصيب أهدافها بدقة ويرجع ذلك لكون توجيهها لا يستخدم أنظمة دقيقة نحوأهدافها وتعتمد على التسديد البصري، ولذلك فهي تكاد تكون عمياء قد تسقط على غير أهدافها الموجهة لها.
ويقدر الخبراء العسكريون فعالية البراميل المتفجرة بنسبة 25% فقط وإحتمال أن يصاب شخص يقف على بعد 40 قدماً فقط من مكان انفجار البرميل لا يتجاوز الـ 3% ما يعني أن تركيز الإنفجار يكون عادة في مركز الإنفجار الذي عادة ما يكون مباني سكنية داخل الأحياء السكنية.
وتعتبر مادة (تي إن تي) هي المادة الأساسية في تركيب عبوة البراميل المتفجرة المؤثرة وهي مادة كيميائية صلبة تحتاج لصاعق مفجر إذ أنها لا تنفجر بمجرد السقوط والإصطدام لكنها تخلف طاقة إنفجار هائلة ذات قوة تدمير كبيرة وهي مادة ملوثة للبيئة المستخدمة فيها وتوثر تأثيراً سلبياً على الحياة البرية والبحرية وهي مادة سامة لها تأثير خطير على صحة الإنسان وقابلة للامتصاص من البشرة وتعرض صحة الإنسان للخطر عند استنشاقها أو اختراقها لجلده أو اختلاطها بالمياه الصالحة للشرب.
والمخيف حقاً هو العقلية الكامنة خلف الصناعة المحلية لهذه البراميل المتفجرة، واستخدامها بشكل عشوائي لممارسة القتل الأعمى الذي لا يعرف الدافع الحقيقي منه.