لَمّا كان الجيش والشرطة مبعثاً للأمان وطريق الازدهار كان المتآمرون بالمرصاد وتم التنكر لمسيرته وكيلت لهما التهم جزافاً وتغلب رأى إبعادهما تجاهلاً لما آلت اليه تجارب دول لم يندمل جراحها
جراء تغييبهما وإبعادهما عن المشهد بعد.
وبات استهداف أفراده حدثاً هامشياً تباركه وتتراقص له الأنفس المسكونة بالدوامات، واستوردت مفاهيم ومصطلحات بنائه بدل تنظيمه ترسيخاً لمشروع هدمه وشرخ بنيانه.
لهذا نتمنى أن نولى قضايانا تراتبية تفضي إلى نجاحها جميعاً، ما يدفع الوطن للنمو والبناء والتطور، فالمستقبل واعد بعونه تعالى وليبيا تزخر برجالاتها الأوفياء. لكننا وبعد إنقضاء السنة الثالثة للثورة وانطلاق الرابعة ندعوا لاستثمار الوقت واستغلاله وكفانا تناحراً وتأخٌرا فكل دقيقة هي من عمر بلادنا.
فها نحن بعد أن بُحّت الحناجر وجَفّت الأقلام تم الاستدراك والتنادي بضرورة اضطلاع الجيش والشرطة بمهامهما إرساءاً للأمن و حرصا للأمان وعلت الصيحات الشعبية المطالبة علانية بإفساح المجال لهما دون سواهما لانجاز هذه المهمة المُلّحة.
والتساؤل لماذا لا نستقرئ التاريخ ونتمحص التجارب حتى لا نكرر ذات الأخطاء ونبادر إلى تضميد جراحنا ونتشارك سويا فى دفع العجلة ونتصالح من اجل الوطن الذي لا يتحمل الكثير من الاحتقان والفرقة، وأن لا نهمل أو نمهل هذه المسألة التي تحتاج إلى الكثير من التضحيات. فلقد تنادى الأوروبيون قبلنا بمختلف مشاربهم بعد حروب دامية. وأسسوا اتحادا قوياً وتاريخنا خير شاهد. فبذات الرمح الذي أردى حمزة شهيدا كانت نهاية مسيلمة. وفى سيف الله المسلول العبرة وغيره وغيره. وفى حديث التاريخ لم تكد تنهض جنوب إفريقيا إلا بعد أن مسح مواطنوها بدموعهم كل المآسي وتصافحوا مع جلاديهم في ملحمة إنسانية رائدة. وفي رسالتنا السمحاء دعوة للأقتداء بسنة حبيبنا والإهتداء بهديه. ولنسابق الزمن لأننا وإن لم نحقق ذلك عاجلاً ، فبعد فوات الآوان سنقتنع أخيراً..