أعلن الجيش السوداني، مساء الأربعاء، تعليق المحادثات الجارية في جدة بالسعودية التي تجري برعاية واشنطن والرياض للتوصل إلى هدنة مع قوات الدعم السريع، وعزا ذلك إلى "عدم التزام المليشيا المتمردة (الدعم السريع) بتنفيذ أي من البنود التي
نص عليها الاتفاق، والاستمرار في خرق الهدنة".
وقال الجيش السوداني في بيان مقتضب، الأربعاء، إن قواته صدّت هجومًا يائسا على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان (جنوب)، وكبدت مليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة"ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع بشأن هجوم مدينة الأبيض على الفور.
كما تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم. وأفاد شهود عيان "الأناضول"، بأن أحياء جنوبي الخرطوم تشهد قصفًا عنيفًا واشتباكات عنيفة.
وذكر آخرون أن أصوات مدفعية ثقيلة تدوّي في شمال مدينة أم درمان غربي العاصمة وبحسب الشهود فإن أصوات انفجارات متواصلة تسمع في منطقة كرري بمدينة أم درمان.
كما أغلق الجيش السوداني جسر الفتيحاب على النيل الأبيض، الرابط بين الخرطوم وأم درمان من ناحية مدينة أم درمان، وفق ما ذكر الشهود.
وكانت قوات الدعم السريع بالسودان، أعلنت مساء الثلاثاء، "الدعم التام" للمساعي السعودية الأميركية المرتبطة بوقف إطلاق النار مع جيش البلاد وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع.
وقالت، في بيان، إنها "تجدد دعمها التام للمبادرة (المساعي) السعودية الأميركية بشكل صادق وأمين استشعارا لحجم المعاناة التي يعيشها شعبنا خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب التي فرضت علينا ولم تكن خيارنا إطلاقاً".
وأضافت أنّ "خروقات الهدنة مستمرة من الجيش إذ يواصل القصف الجوي وطلعات الطيران والمسيّرات، وهو ما عطل الهدف الرئيسي من الهدنة، وهو معالجة الوضع الإنساني الكارثي للشعب"، فيما لم يصدر تعليق فوري من الجيش بشأن هذه الاتهامات.
وتابعت: "على الرغم من كل ذلك سنواصل التزامنا بالهدنة، ونعمل بجدية من أجل إنجاحها وستكون أولوياتنا كيفية معالجة الأزمة الإنسانية".
وتتواصل منذ عدة أسابيع محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية برعاية المملكة والولايات المتحدة الأميركية، في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ 15 إبريل الماضي.