في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تجددت اليوم الأربعاء المعارك و المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع , وأيضا هناك تجدد في المناوشات في عدد من البلدات على حدود 3 ولايات وسط البلاد (الجزيرة، والنيل الأبيض وسنار)
في ظل أنباء عن سقوط أعداد من القتلى والجرحى من المدنيين.
وقالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» إن «الدعم السريع» قصفت بالمدفعية الثقيلة ظهر الأربعاء «الأحياء السكنية الواقعة بالقرب من القيادة العسكرية للجيش السوداني (الفرقة السادسة مشاة) وطالت القذائف السوق الكبير». وأفاد نشطاء بأن أعمدة الدخان تصاعدت بكثافة من المناطق المستهدفة.
وقبيل ساعات قليلة من تجدد الاشتباكات، نشر عدد من القادة العسكريين في «القوة المشتركة للفصائل المسلحة» التي تقاتل في صفوف الجيش السوداني، مقطع فيديو في مدخل السوق الرئيسية لطمأنة السكان بهدوء الأوضاع في المدينة.
وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إنه تلقى ليل الثلاثاء - الأربعاء اتصالاً هاتفياً من المبعوث الأميركي الخاص بالسودان، توم بيريلو، «ناقشا فيه الأوضاع في السودان عامة؛ وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بخاصة».
وأضاف في منشور على منصة «إكس»: «أطلعت المبعوث الأميركي على ما تقوم به ميليشيا (الدعم السريع)، والآثار الإنسانية الكارثية جراء ذلك».
وذكر أن المبعوث الأميركي عبر عن «بالغ أسفه»، مطالباً بوقف الحرب.
ويرأس حاكم إقليم دارفور حركة «جيش تحرير السودان»؛ أبرز الفصائل الدارفورية المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني في الحرب ضد «قوات الدعم السريع».
بدورها، قالت «حركة العدل والمساواة»، بقيادة سليمان صندل، إن المعارك الدائرة بين الأطراف المتحاربة أدت إلى أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات وفرار المواطنين في موجات نزوح من الفاشر إلى المدن والقرى المجاورة.
وأضافت في بيان أن «الوضع الإنساني في المدينة وصل إلى مرحلة الكارثة مع انعدام أدنى الاحتياجات الصحية للإسعافات الأولية». ودعت الحركة، التي تتخذ موقف الحياد من القتال، الأطراف المتحاربة «إلى احترام القانون الإنساني الدولي بعدم تعريض حياة المدنيين للخطر بالقصف العشوائي وغارات الطيران المتعمدة على المناطق المأهولة بالسكان».
ووجهت الحركة نداءً للمجتمع الدولي، والاتحاد الأفريقي، و«منظمة التنمية الحكومية الدولية (إيغاد)»، لتقديم «مبادرة شاملة لإنهاء الحرب وفق جداول زمنية محددة ملزمة لأطراف النزاع».
من جهة ثانية، أعلنت «المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بإقليم دارفور» وصول 27 ألف نازح إلى مناطق جبل مرة وهم يعانون أوضاعاً إنسانية وصعبة بالغة التعقيد.
وقال المتحدث باسم «المنسقية»، آدم رجال: «أطراف النزاع تستخدم الغذاء والدواء لتجويع المواطنين في الإقليم الذي يشهد انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان».
إلى ذلك، قال شهود عيان إن «قوات الدعم السريع» شنّت الأربعاء هجمات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على بلدة ودالنورة، على بعد نحو 40 كيلومتراً من مدينة المناقل التي تضم الحامية العسكرية للجيش السوداني.
وتواصل «قوات الدعم» تعزيز مواقعها للارتكاز في مناطق استراتيجية بهدف تمهيد الطريق لمهاجمة ولايات جديدة، بعد التراجع الكبير للعمليات العسكرية التي كان يشنها الجيش السوداني من محاور عدة، لاستعادة ولاية الجزيرة (وسط البلاد).
ووفق الشهود، فقد جرت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الدعم» والمقاومة الشعبية «المستنفرين» في البلدة الريفية. وأفادت لجان محلية في عاصمة ولاية الجزيرة بأن «(قوات الدعم السريع) تحاصر ودالنورة منذ صباح الأربعاء، وتطلق النيران بكثافة لاقتحامها»
وكانت منصات «الدعم السريع» تحدثت خلال الأيام الماضية عن تحشيد كبير لقواتها في مناطق ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض.