بعد خسارة معارك الشاطي وإتمام سيطرة القوات الإيطالية على كامل فزان تشكلت قيادة لقوة المجاهدين المقاومين للغزو الإيطالي من أبناء وادي الشاطيء وفزان ورفاقهم المجاهدين الذين قدموا من الشمال مع الشهيد محمد بن عبد الله البوسيفي قائد معركة قارة محروقة وأختيرت منطقة زلاف الصحراوية جنوب غرب ادري
لتمركزهم إما المجاهدين من الطوارق فانسحبوا نحو منازلهم ومراعيهم في منطقة الحمادة الحمراء.
الموقف العام :
تألفت هيئة القيادة من زعامات قبلية شعبية أفرزتها الأحداث التي مرت بالمنطقة جمعتها رؤية مميزة وثاقبة وفهم معمق لمتغيرات الأمور ومستجداتها التي جرت خلال تلك الفترة وإختيارهم لهذه المنطقة كان من منظور إستراتيجي مهم حيث أن هذه المنطقة الرملية الواقعة ضمن بحر الرمال الأعظم تتمتع بموقع مهم على خارطة فزان إذ تلتقي على حوافها أودية فزان وخاصة وادي الشاطئ ووادي الآجال هو وذلك يوفر لها قيمة استراتيجية من حيث الموقع المكاني والعمليات القتالية التي ستنطلق لاحقاً منه فطبيعة الأرض التي تكتسي بالرمال يمكن استغلالها في حالتي الهجوم والدفاع والمناورة بشكل فاعل بإعتبارها مانعاً طبيعياً يصعب الحركة بالقطعات العسكرية المنظمة كوحدات الجيش الإيطالي إلى جانب عدم وجود علامات فارقة وخرائط طبوغرافية للمكان آنذاك زاد من صعوبة التحرك خلال الرمال إضافة إلى أن القوات الإيطالية لم تجرؤ على الولوج لداخل بحر الرمال والتورط في ملاحقة المجاهدين هناك.
كل تلك الظروف جعلت منه موقعاً ملائماً ليكون مقر قيادة للمجاهدين وخاصة بعد تواصلهم مع قياداتهم الذين اجتمعوا في منطقة أم الأرانب لتنسيق العمليات ضد المستعمر الإيطالي بعد تبعثر قوات مياني وتفردها وطول خطوط إمداداته مع قواعدها في سبها والشمال وسهولة إصطياده حيث وجه محمد العابد من موقعه بواو الناموس دعوة للإجتماع مع ممثلي تجمع زلاف ومنهم المجاهد محمد السني وخرج الجميع بالدعوة إلى تحرير فزان وتوجيه النداء لكل من يقدر على حمل السلاح للإلتحاق بمكان تجمع المجاهدين في زلاف .
وتم وضع خطة محكمة لإشعال الثورة في منطقة وادي الشاطيء فهي أكثر مناطق فزان قرباً للساحل وتحتل مساحة كبيرة من فزان وتسكنها العديد من القبائل العربية التي حاربت الطليان الفاشست في موقعتين دفاعاً عن الأرض والعرض.
قدر العقيد مياني خطورة التحرك الذي قد ينطلق من مناطق الشاطيء التي تعج بالمتمردين حسب وصف الإيطاليين وحرص على تأمينها بعدة حاميات لأحكام السيطرة عليها ولتأمين ظهر قواته المتقدمة نحو باقي مناطق فزان وكذلك لتأمين خط الرجعة في حال اضطراره لذلك أقام قواعد له في براك وإدري .
الموقف الخاص :
بدأت عمليات المقاومة بالهجوم على حامية إدري ليلة 17/11/1914م حيث تقدمت مجموعة المجاهدين المقاتلة من مكان تمركزهم في رملة زلاف نحو ادري لغرض مهاجمة حامياتها والسيطرة عليها , تشكلت المجموعة من مختلف مناطق فزان من الحضر والبدو وأخوتهم المجاهدين الذين جاءوا من الشمال مع الشهيد محمد بن عبد الله البوسيفي ومن الطوارق وكانوا بقيادة المجاهد محمد كاوسن وهو من طوارق النيجر وسيطروا في عملية سريعة على حامية إدري التي كانت دفعة معنوية كبيرة لقوات المقاومة وخطوة أولى ناجحة في طريق السيطرة على كامل تراب فزان .
فور وصول انباء الهجوم على حامية إدري قرر العقيد مياني الخروج من سبها على رأس قوة عسكرية أعدها لمعاقبة المجاهدين الذين نشروا حركة المقاومة عبر منطقة وادي الشاطيء وأعلنوا ثورة على الوجود الإيطالي بفزان وتذكر المصادر الإيطالية بأنه قد حشد معظم قواته لهذه الحملة وتوجه مباشرة في اليوم التالي الموافق 18/11/1914م إلى منطقة الشاطئ لمحاولة السيطرة على الموقف سريعاً وخلال مسيرته نحو إدري وعند وصوله إلى القرضة الشاطئ يوم 24 نوفمبر 1014م تحركت قوة المجاهدين عبر زلاف في مجموعتين الأولى كانت وجهتها أوباري بقيادة المهدي أكنيفو ومحمد كاوسن ، والمجموعة الاخرى وكانوا بقيادة سالم بن عبد النبي الزنتاني وهؤلاء تحركوا عبر الرمال عكس حركة مياني في مسير تعبوي خطط له بإقتدار فبينما انطلق هو من سبها شرقا ووصل القرضة الشاطئ غربا، انطلقوا هم من ادري غرباً قاصدين سبها شرقاً لتنفيذ المرحلة الثانية والجزء الأهم من خطة العمليات وهي السيطرة على قارة سبها .
وصف الأرض وهيئتها :
القارة مصطلح جغرافي يستخدم لوصف الأرض المرتفعة عما حولها وقلعة القارة هي حصن إستراتيجي تاريخي قديم بني على ربوة عالية في أطراف مدينة سبها , يرجح ان من بناها هم الرومان إبان حملة كورنيليوس بالبوس الروماني على جرمة
ثم أتخذت موقعاً للخرمان وخلال مرحلة العهد العثماني أستغلت كقلعة للدفاع عن المدينة ثم أتخذها الإيطاليين مركزاً لقيادتهم بعد سيطرتهم على سبها وكامل مناطق فزان بعد أن قاموا بتطويرها وتعزيز دفاعاتها ثم أعاد الطليان بنائها وتجديدها العام 1928م بعد إحتلال فزان للمرة الثانية خاصة وأن المسيطر عليها يتحكم في مسارات الطرق الواصلة لبقية مناطق فزان والجنوب الغربي من ليبيا وأتحذها كذلك الفرنسيس لاحقاً كقاعدة عسكرية أطلقوا عليها إسم لكليرك .
عسكرياً تعتبر قارة سبها موقع إستراتيجي وحيوي هام حيث يشرف على كامل مدينة سبها إلى جانب تحكمه في مدخل سبها الجنوبي وقد تنبه المستعمرين الذين مروا بالمنطقة لأهميته وأتخذوه قاعدة لقواتهم للسيطرة على المدينة وباقي مناطق فزان .
الهجوم على قارة سبها :
مع الساعات الأولى لفجر يوم 28 نوفمبر 1914م قامت مجموعة من المجاهدين مسلحين ببضع بنادق تركية وإيطالية بمهاجمة القلعة بشكل مباغت في عملية إغارة ناجحة حقق فيها المهاجمون مبدأ المفاجأة التي جاءت نتائجه باهرة وسريعة حيث سيطر المجاهدين على كامل أرجاء الحامية وبادروا بمهاجمة أفراد الحامية حاول بعض الجنود الإيطاليين الفرار ولكن قوة المجاهدين المحاصرة للقلعة بدأت في التعامل معهم بسرعة فأدركوا سقوط معسكرهم وهزيمتهم التي يكن أحد يتوقعها وكان من ضمن القتلي قائد الحامية النقيب ميليوريني مع عدد كبير من رجاله وأسر عدد آخر وأنسحاب باقي القوة بصعوبة نحو براك
قاد الهجوم على قاهرة سبها الشيخ المجاهد سالم بن عبد النبي الزنتاني وكان قد أستكمل تجهيزاته وإستعداداته مستفيداً من المعلومات الإستخبارية التي تحصل عليها من المجندين الليبيين ممن كانوا يعملون داخل الحامية شملت المعلومات أوضاع الحامية الإيطالية من الداخل ومدى قوتها وتوزيعها ونظام الحراسة فيها وكذلك عن أفضل الطرق لإقتحام القلعة ، أعتمدت خطة المجاهدين على مبدأ المفاجأة ووفر لها النجاح الكامل تحركهم السريع وكان إستغلالهم الأمثل للوقت وتقديرهم للموقف كاملاً من أهم المباديء لنجاح العمليات العسكرية وهي في الحقيقة تنم عن حنكة وقيادة حكيمة أستغلت كل ما هو متاح لتحقيق النجاح وإحراز النصر.
أوكلت مهمة أقتحام القلعة لعدد من المجاهدين الذين يتصفون بالقدرة على الحركة والعمل بسرعة وحيوية وممن يتمتعون بثقة غير محدودة في قدرتهم على القتال وبإيمانهم الكبير بالنصر وحب الشهادة في سبيل الله والوطن .
حقق المجاهدين ما كانوا يسعون إليه في هجومهم بمناورة جرئية عبر الصحراء والقيام بتوجيه ضربة حاسمة وسريعة لمقر قيادة المستعمر في هجوم إستباقي لشل قدرته بقية الحاميات في فزان على الصمود لأنها كانت تعتمد في إمدادها بالسلاح والمقاتلين على مركز القيادة في القارة .
تصفية الحاميات الإيطالية بفزان :
كان الهجوم على حامية قلعة قاهرة بمثابة إشارة البدء لتصفية بقية الحاميات الإيطالية في فزان فلم يمضي وقت طويل حتى سقطت حاميات أوباري بعد حصار أستمر لمدة 15 يوماً ودمرت تدميراً كاملاً وقتل جميع أفرادها بما فيهم قائد الحامية مبيرتوكوتيكا الذي حاول الفرار على جواده وترك جنوده لمصيرهم المحتوم لكنه لقى مصرعه في الحال وفي مرزق أستمر حصار الحامية مدة قاربت على الأربعين يوماً وهنا يذكر التاريخ الدور الكبير الذي قامت به المجاهدة فاطمة بنت الطويل من تحريض مستمر على إنهاء التواجد الإيطالي داخل مدينتها مرزق وقد وصفتها المصادر الإيطالية بأنها إمرأة ثورية فهي نمودج خارج عن المألوف بكل ما تعنيه الكلمة وبقت خطبها النارية خالدة تتكرر اصداها في صحراء فزان وكان مصير حامية مرزق السقوط وإنسحاب عدد قليل ممن كانوا محتميين فيها بإتجاه الشمال وبعدها سقطت حامية غات التي كانت تعتبر المقر الرئيسي لقيادة مياني .
ألحق المجاهدين بالعدو خسائر كبيرة في المعدات والأرواح وكانت خسائرهم لا تقارن بما حدث لعدوهم وحامياته التي تمت السيطرة عليها وفرار ومقتل الكثير من جنود الطليان الذين كانوا فيها.
لما علم مياني بما جرى لحاميته قرر البقاء في براك تاركاً بقية قواته في فزان لقدرها ومصيرها مفضلاً عدم التصادم مع قوة المجاهدين التي أصبحت قوية ومسيطرة على الأرض وفي يوم 10 ديسمبر 1914م قرر العقيد مياني مغادرة براك والتوجه نحو الساحل عبر سوكنة وذلك بالتنسيق مع قيادة القوات الإيطالية التي تولت إرسال الرائد موسيير من سوكنة على رأس سريتين مشاة ومفرزة مدفعية مع قافلة من الذخيرة والتموين لتأمين إنسحابه .
غادر مياني براك يجر أذيال الهزيمة بعد أن سيطر فعلياً على فزان لمدة ثلاثة سنوات وبعد أن فقد قواته التي كانت متمركزة بحامية أوباري بأكملها ولم ينج من حامية مرزق إلا خمسة ضباط و 16 جندياً لإيطالياً مخلفين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والتموين .
لحقت قوات المجاهدين بالقوات الإيطالية خلال إنسحابها ونفذت عدة عمليات إغارة ناجحة ومؤثرة تميزت بالقوة والسرعة بعد أن أصبحت تشكل قوة عملياتية فعالة وكانت هذه العملية من الضربات الحاسمة والعنيفة التي تلقاها مياني خلال الحملة الإيطالية الأولى للسيطرة على مناطق القبلة وفزان.
ثأر المجاهدين لشهداء معارك الشاطيء ولقنوا العدو درساً في المقاومة والبطولة والفداء معلنين بأن أرض فزان ليست موطئاً سهلاً للغزاة المستعمرين.
تحدث الجنرال قراسيانى فى كتابه اعادة احتلال فزان عن هذه المعركة حيث كتب"المحلة التى هاجمت بغتة قاهرة سبها واستولوا عليها بعد ان دمروا حاميتنا كانت الشرارة التى أذكت نار الثورة فى فزان كلها ثم انتشرت فى كل مكان فتسببت فى انسحابنا التدريجى الى الساحل".
وورد في كتاب صحراء طرابلس الغرب للملازم الايطالى ( أريكو بيتر نانى ) شهادة عن قائد معركة قارة سبها حيث كتب عنه "هو سالم بن عبدالنبى القائد الاعلى للحملة التى أغارت وأستولت خدعة على قارة سبها , كان يتصف بحدة الذكاء وبالنشاط الكبير وبسرعة العمل واتخاد القرارات , وكان دائما فى طليعة الصفوف الامامية أثناء أحتدام وطيس القتال , ولم يتوقف عن نشاطه المعادى للحكومة الايطالية".
نتائج معركة قارة سبها :
1 -الثأر لشهداء معركة قارة محروقة التى وقعت أحداثها بتاريخ 24/12/1913م بمنطقة الشاطئ
2-حرمان العقيد مياني قائد الحملة الإيطالية من البقاء في فزان والإحتفاظ بها ضمن مناطق النفوذ الإيطالي بعد أن تمكن من السيطرة عليها سابقاً.
3- أنتهاء السيطرة الإيطالية على فزان وإنسحاب بقية قوتهم الغازية نحو الشمال إلى حين عودة الجزار غراتسياني وجحافله مُعيداً إحتلال فزان وإخضاعها سنة 1929م.
الدروس المستفادة من معركة قارة سبها :
- أوقدت معركة قارة سبها شرارة الثورة في فزان ضد الوجود الإيطالي ووحدت الصف الوطني لأبناء المناطق والقبائل الليبية بوقوفهم صفاً واحداً ضد التدخل الأجنبي ونسيان خلافاتهم وتجيه قوتهم نحو العدو المشترك و كان لذلك صدى طيب في باقي البلاد الليبية .
- أتسمت عمليات المقاومة ضد المستعمر الإيطالي بقدر عال من السرية والسرعة والقوة والحسم وهذه في مجموعها تعتبر من مباديء نجاح العمليات العسكرية وهو ما طبقه المجاهدين في عملياتهم بدءاً بهجوم إدري ومروراً بعملية قارة سبها وإنتهاءاً بحامية أوباري ومرزق وغات .
- إرادة القتال والعزيمة والقدرة على تطوير الهجوم وإستغلال نقاط ضعف العدو عوامل أستغلها المجاهدين وحققت لهم الإنتصار في عملياتهم المتتابعة على الرغم من ضعف وقلة الأمكانات المادية لديهم .
- رفعت المعركة مستوى الحس الوطني في منطقة فزان وبرزت نتيجة لذلك قيادات عسكرية ميدانية من مختلف القبائل والمناطق نظمت حركة المقاومة و نجحت في تنفيذ عمليات مقاومة سريعة وحاسمة كانت نتائجها مميزة في مسيرة النضال الليبي.
- أستخدم المجاهدين أسلوب حرب العصابات ومجموعات الإغارة والتي كان لها الأثر الكبير في نجاح عمليات الإقتحام للحاميات الإيطالية وهو أسلوب حرب ناجح جداً ضد تحركات جيش منظم .
- كان العنصر الأهم لسرعة السيطرة على فزان إنهيار الجبهة الداخلية وكان السبب المباشر في ذلك التنافس والأطماع بين الزعامات المحلية والفراغ السياسي والعسكري في المنطقة وكان العنصر المهم في إنهاء سيطرة الطليان على فزان هو الإتفاق والتفاهم الذي حصل بين القيادات والزعامات القبلية سياسياً وعسكرياً كرد فعل مباشر على عملية السيطرة على فزان ولذلك أدرك المجاهدين أن توحيد صفوفهم في خط واحد ضد المستعمر هو الأهم في عمليات مواجهة العدو.
- توجت معركة قاهرة الجهود الإيجابية لحركة المقاومة في فزان لدعم المقاومة وتطويرها في مناطق القبلة والساحل حيث كانت نقطة البداية للانتصار الكبير في القرضابية معركة كل الليبيين التي قلصت الوجود الإيطالي وحصرته في مناطق الساحل لعدة سنوات .
حفظ لنا الموروث الشعبي وصفاً دقيقاً للمعركة وما دار خلالها على لسان الشاعر والمجاهد على عمر معتوق الزنتانى والذي كان مشاركاً في هذه المعركة حيث قال قصيدة عن معركة القاهرة بسبها ضد الاستعمار الايطالي نورد منها الأبيات التالية :
نهار قاهرة خلص نهار القارة *** البراطيل فيها تعدهم بالحارة
بدينا عليهم هجمة *** قبل الصلاة ردا ظهور النجمة
وعلى من مطلين يا عملنا قجمة *** جاته ضرارى بالعدو كساره
كبير طاليا انصرمت عليه الحزمة *** ولعبوا الضرارى بمريشة وخسارة
جوه ضرارى *** ياخذين على زر العدو من ضارى
جوه فى سوارى , العون ليهم وارى *** لفوه لفت طير لف حبارة
نهار قاهرة خلص نهار القارة *** البراطيل فيها تعدهم بالحارة
خلص دين غابى دولة *** خلص سى محمد قبل يوفى حولة
عطيناه ساعة كيف مانبولة *** طبخناه طبخت قدر طايب فولة
قطعناه قطعة حبل من جراره *** نهار قاهرة خلص نهار القارة
خلص ثارنا هالول *** غلبناه غلبته عمنول
والنصر راهو من قداه تحول *** اللى ياخده تلزم عليه بشارة
نهار قاهرة خلص نهار القارة *** البراطيل فيها تعدهم بالحارة
بديناه فى فجرية *** بدى فيه يطرشق تقول قلية
من براك لى سبها الليا الفاتية *** قعدت بلا بندير غير الطارة
وجاته سرية فى قرون سرية *** جت بالنفير تقول غير سكارة
نهار قاهرة خلص نهار القارة *** البراطيل فيها تعدهم بالحارة