معركة برلين واحدة من أهم معارك الحرب العالمية الثانية وخاصة تلك المعارك التي اندلعت على الجبهة الأوروبية، وقد أطلق السوفييت عليها اسم عملية الهجوم الإستراتيجي على برلين، حيث قامت جبهتان سوفييتيان بمهاجمة برلين من الشرق والجنوب، بينما قامت جبهة ثالثة باجتياح شمال برلين.
دارت رحى المعركة من أواخر إبريل 1945 حتى أوائل شهر مايو، كانت هذه المعركة واحدة من أكثر المعارك دموية في التاريخ، وكان الزعيم النازي أدولف هتلر قد انتحر قبل نهاية المعركة صحبة الكثير من أتباعه، كما استسلمت القوات الألمانية تحت وطأة الحصار في الثاني من شهر مايو، ولكن القتال استمر في الشمال الغربي والغرب والجنوب الغربي من المدينة حتى نهاية الحرب في أوروبا في الثامن من مايو، و في الاتحاد السوفييتي في التاسع من مايو، وقد استسلمت الوحدات الألمانية المتمركزة غرباً التي كانت في مواجهة السوفييت للحلفاء الغربيين أملاً في معاملة أفضل.
معركة برلين:
في 12 يناير 1945 بدأ الجيش الأحمر هجوماً انطلاقاً من وارسو عبر نهر ناريف، واستمرت العملية ثلاثة أيام على جبهة عريضة تضمنت أربعة جيوش، وفي اليوم الرابع بدأ الجيش الأحمر بالتحرك غرباً بسرعة 30 إلى 40 كيلومتراً في اليوم تقريباً قاطعاً دول البلطيق وشرق بروسيا، راسمًا خطًا يبعد 60 كيلومتراً شرق برلين ومحاذياً لنهر أودر، حاولت مجموعة النخبة من الجيش الألماني تحت قيادة رئيس وحدات النخبة النازية هاينريش هيملر القيام بهجوم مضاد، ولكنها فشلت، ومع حلول يوم 24 فبراير تقدم الجيش الأحمر مؤمناً خطوطه، وفي الجنوب اشتد وطيس معركة بودابست، وفشلت ثلاث محاولات ألمانية في فك الحصار عن العاصمة المجرية، وسقطت في يد السوفييت في 13 فبراير، وقام الألمان بهجوم مضاد مرة أخرى، وأصر أدولف هتلر على استعادة نهر الدانوب، ولكن كل المحاولات الألمانية كانت فاشلة، وفي 16 مارس فشل الهجوم الألماني على بحيرة بلاتون، واستعاد السوفييت بهجومهم المضاد الذي استمر 24 ساعة كل ما اكتسبه الألمان في عشرة أيام، وفي 30 مارس دخل السوفييت النمسا، واستولوا على فيينا في 13 إبريل، وكان من الواضح حينها أن هزيمة الرايخ الثالث لن تستغرق سوى أسابيع قليلة، حيث فقد الجيش الألماني ما بين أشهر يونيو وسبتمبر 1944 أكثر من مليون رجل وشحّ الوقود والذخيرة، ومع كل هذه الخسائر أصر هتلر على البقاء في المدينة بالرغم من نصائح مستشاريه، وفي 12 إبريل علم هتلر بخبر وفاة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، فأعطاه ذلك أملاً زائفًا بحدوث انشقاق بين الحلفاء يمكن برلين من النجاة، وقع اختلاف بين السوفييت والحلفاء الغربيين حول مصير مدينة برلين، وهكذا لم يقدم الحلفاء الغربيون أية مساعدة للسوفييت لدخول برلين، وكان لديهم العديد من التبريرات، الجنرال الأمريكي أيزينهاور اعتبر أن برلين ستكون في نطاق النفوذ السوفييتي بعد الحرب؛ ولذلك لا داعي للتضحية بأرواح الجنود الأمريكيين، كما أنه خاف من (النيران الصديقة) التي يمكن أن تصيب جنوده عند دخولهم المدينة. وكانت المشاركة الغربية الوحيدة الواضحة لهزيمة عاصمة النازية هي القصف الجوي الإستراتيجي خلال عام 1945 الذي قامت به القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية الملكية البريطانية، وانتهت هذه الغارات ليلة 21-20 إبريل قبل دخول السوفييت المدينة.
كان للهجوم السوفييتي على وسط ألمانيا الذي أصبح فيما بعد ألمانيا الشرقية هدفان رئيسان:
ـ الهدف الأول: أراد ستالين أن يقابل جيوش الحلفاء الغربيين في أبعد نقطة في الغرب للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من ألمانيا؛ لذلك حارب على جبهة واسعة تضمنت أربع مجموعات جيوش.
ـ الهدف الثاني: وهو الأهم بالنسبة له كان السيطرة على برلين؛ ولذلك كان الهدفان متكاملين؛ لأن السيطرة على أكبر مساحة من الأرض تتطلب سقوط برلين في يده، كما أن برلين تحوي الكثير من الأسرار والوثائق منها وثائق البرنامج النووي الألماني لتصنيع القنبلة الذرية، وفي 6 مارس عين هتلر الفريق هيلموت ريمان قائداً لمنطقة برلين الدفاعية مكان الفريق برونو ريترفون هاوينسشيلد، وفي 9 أبريل وبعد مقاومة طويلة سقطت كونغسبيرغ الواقعة في شرق بروسيا في يد الجيش الأحمر، ما أعطى فرصة لقائد الجبهة البيلاروسية الثانية للتحرك غربًا ناحية نهر الأودر، وركز عملياته على طول نهر الأودر من فرانكفورت في الجنوب إلى بحر البلطيق في مساحة أمام مرتفعات سيلو، وبينما كانت إعادة تجميع القوات السوفيتيية تجري تكونت ثغور بين الخطوط، وتمكنت بقايا الجيش الثاني الألماني بقيادة اللواء ديتريش فون ساوكين التي تجمعت في منطقة قرب غدانسك من الهرب إلى دلتا الفيستولا. وفي الجنوب تحولت معظم قوات الجبهة البيلاروسية الأولى من سيليزيا العليا إلى نهر نايسه إلى الشمال الغربي، كان مجموع قوات الجبهات الثلاث السوفييتية 2.5 مليون رجل (منهم 78.556 جندي من الجيش البولندي الأول)، و6.250 دبابة و7.500 طائرة و41.600 قطعة مدفعية و3.255 عربة تحمل منصات إطلاق صواريخ كاتيوشا و95.383 عربة.
قصفت المدفعية السوفييتية المواقع الألمانية خلال معركة السيطرة على مرتفعات سيلو، وكانت البقعة التي شهدت المعركة الرئيسية هي مرتفعات سيلو الخط الدفاعي الرئيسي الأخير خارج برلين، وكانت هذه المعركة التي استغرقت أربعة أيام من 16 إبريل إلى 19 إبريل هي آخر معركة أرضية في الحرب العالمية الثانية، واشترك في هذه المعركة من الجانب السوفييتي مليون رجل تقريبًا وأكثر من 20.000 دبابة وقطعة مدفعية لاختراق الخط الدفاعي الألماني الذي كان يحرسه حوالي 100.000 جندي و1.200 دبابة ورشاش، انتصر السوفييت في المعركة التي قادها الجنرال جوكوف بعدما خسروا حوالي 30.000 رجل، وفي المقابل خسر الألمان 12.000 رجل، وفي 19 إبريل اليوم الرابع للمعركة اخترقت الجبهة البيلاروسية الأولى آخر خط في دفاعات مرتفعات سيلو، ولم يكن هناك ما يحول بينهم وبين برلين إلا بعض الجيوب المتفرقة من القوات الألمانية، فقد كانت قوات الجبهة البيلاروسية أولى قوات تجتاح البلاد بعد أن استولت على (فورشت) في اليوم السابق، وقام جيش الحرس الثالث بقيادة غوردوف وجيشا دبابات الحرس الثالث والرابع بقيادة كل من ريبالكو وليليشينكو على التوالي بالهجوم شمال شرق برلين، بينما توجهت الجيوش الباقية غربًا إلى قطاع آخر يوجد فيه خط جبهة للجيش الأمريكي على نهر إلبه، وكانت الجيوش السوفييتية بهذا التحرك تفصل بين مجموعة جيوش فيستولا في الشمال ومجموعة الجيوش المركزية الألمانية في الجنوب، وفي نهاية هذا اليوم انتهى وجود الجبهة الألمانية الشرقية الممتدة من شمال فرانكفورت حول مرتفعات سيلو إلى الجنوب حول فورشت، ومكنت هذه الاختراقات الجبهات السوفييتية من محاصرة الجيش التاسع الألماني في منطقة واسعة غرب فرانكفورت.
حصار المدينة:
في يوم عيد ميلاد هتلر 20 إبريل بدأت مدفعية الجبهة البيلاروسية الأولى في قصف وسط برلين، ولم تتوقف حتى استسلمت المدينة، وتمكنت قوات الجبهة البيلاروسية من اختراق أولى التشكيلات الأخيرة للجناح الشمالي لمجموعة الجيوش المركزية أثناء تقدمها ناحية شرق وشمال شرق المدينة، وعبروا شمال يوتربوغ حتى وصلوا قرب الخطوط الأمريكية الأمامية على نهر إلبه في ماغديبورع، وفي الشمال هاجم الروس الجيش الثالث، وخلال اليوم التالي تقدمت الدبابات السوفييتية حوالي 50 كيلومتراً شمال برلين، وواصلت التقدم حتى وصلت إلى حدود المدينة، وكانت خطة السوفييت هي حصار برلين تمهيدًا لحصار الجيش التاسع الألماني، وقد أظهر الجيش الألماني بعض الصمود عندها ارتكب هتلر أحد أكبر أخطائه فقد أصدر أوامره إلى الجيش التاسع بالتمركز في كوتبوس، وتكوين جبهة غربية ينطلق منها لمهاجمة القوات السوفييتية المتجهة شمالاً، وكانت هذه الجبهة فك الكماشة الشمالي الذي سيطبق مع جيش الدبابات الرابع القادم من الجبهة الأوكرانية الأولى، وفي 22 إبريل كان هتلر في حالة يرثى لها من الغضب الممزوج باليأس، وفي اجتماع لتقييم الوضع أدرك أن خطط اليوم السابق لم يكتب لها النجاح فأعلن أنه خسر الحرب، وبدأ في توجيه اللوم إلى قياداته، وفي هذا الاجتماع قرر البقاء في برلين، وفي محاولة لإخراج هتلر من غضبه اقترح اللواء ألفرد يودل سحب الجيش الثاني عشر الألماني الذي يقوده الجنرال فالتر فينك من الغرب للتوجه إلى برلين، وأعجبت الفكرة هتلر وتعلق بها، وفي خلال ساعات أُمر فينك بفك الاشتباك مع الأمريكيين والتحرك بجيشه إلى الشمال الشرقي إلى برلين، وأدرك أنه إذا تحرك الجيش التاسع غربًا، فسيلتحم مع الجيش الثاني عشر، وبعيدًا عن غرفة الخرائط وتخيلات قادة الأركان في مقر الفوهرر كان السوفييت يكسبون المعركة فعليًا على الأرض، فقد قام السوفييت بإنشاء رأس جسر على الضفة الشرقية لنهر الأودر، وعبروا مسافة 15 كيلومتراً واشتبكوا بضراوة مع جيش الدبابات الثالث، وفشل الجيش التاسع في مواجهة الموقف، وتقدمت دبابات سوفييتية كرأس حربة على نهر الهافل الواقع شرق برلين، واخترقت دبابات أخرى الحلقة الدفاعية الداخلية لبرلين.
في 23 إبريل ضيقت الجبهتان البيلاروسية والأوكرانية الخناق على برلين، وقطعت آخر ارتباط بين جيش القوات الألمانية ومدينة برلين، واستمرت القوات السوفييتية في التحرك غربًا، وبدأت في الاشتباك مع الجيش الألماني الثاني عشر الذي كان متجهًا إلى برلين، وفي اليوم نفسه عين هتلر اللواء هيلموت فايدلينغ قائداً لمنطقة برلين الدفاعية مكان الفريق ريمان، وبحلول 24 إبريل أكملت عناصر من الجبهتين البيلاروسية والأوكرانية الحصار على المدينة، وفي اليوم التالي 25 إبريل بحثت وحدات سوفييتية كبيرة عن مداخل قطارات الأنفاق لاختراقها، وفي نهاية اليوم انهارت الدفاعات الألمانية الرئيسية، ولم يكن هناك شيء يحول دون دخول السوفييت للمدينة إلا دفاعات يمكنها فقط تأخير الدخول؛ لأن السوفييت كسبوا المعارك الحاسمة خارج المدينة.
المعركة داخل برلين:
كانت القوات المكلفة بالدفاع عن المدينة مكونة من العديد من فرق الجيش الألماني وفرق وحدات النخبة النازية، وكانت هذه الفرق مدعمة بقوات الشرطة والصبيان الصغار في منظمة شباب هتلر وجيش الشعب والعديد من الرجال الكبار في الفولكس شتورم ومقاتلين سابقين في الجيش، وبعضهم كان من قدامي المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، كما كان لدى قائد حي وسط المدينة وحدات النخبة النازية التي قسّمت المدينة إلى ثمانية أقسام، كل قسم يقوده عقيد أو لواء، ولكن لم يمتلك معظمهم خبرة قتالية سابقة، وفي غرب المدينة كانت ترابط فرقة المشاة العشرون، وفي الشمال فرقة المظلات التاسعة، إضافة إلى فرقة دبابات مونخيبورغ في الشمال الشرقي، وفي الجنوب الغربي شرق مطار تيمبلهوف فرقة المشاة الميكانيكية الحادية عشرة التابعة لوحدات النخبة النازية المسماة نوردلاند وفرقة المشاة الميكانيكية الثامنة عشرة التابعة للاحتياط المرابطة في حي وسط برلين.
كان مصير برلين قد حُسم منذ أن سيطر السوفيت على المعارك الحاسمة خارج المدينة، وعلى الرغم من ذلك فقد استمر الألمان في المقاومة، في 23 أبريل، هاجمت قوات الصاعقة ومجموعة دبابات الحرس من الجنوب الشرقي، في 26 أبريل، عُين لواء المدفعية هيلموت فايدلينغ قائد منطقة برلين الدفاعية، وشقت قوات الحرس وقوات دبابات الحرس الأول طريقهما عبر الضواحي الجنوبية، وهاجما مطار تيمبلهوف، ووصلا إلى حلقة قطارات الأنفاق الدفاعية حيث واجها مقاومة شرسة، وبحلول 27 إبريل واجهت فرقتا المينخيبورغ والنوردلاند الضعيفتان اللتان تدافعان عن الجنوب الشرقي خمسة جيوش سوفييتية، في الساعات الأولى من صباح 29 إبريل عبر جيش الصاعقة السوفييتي الثالث وبدأ في الانتشار في الشوارع والمباني المحيطة، وكان لغياب المدفعية أثر كبير على سرعة تقدم الهجمات الأولى على المباني التي تضمنت مبنى وزارة الداخلية، وفي الساعة الرابعة صباحًا بمقر الفوهرر كتب هتلر وصيته الأخيرة، وبحلول الفجر كثف السوفييت هجماتهم من الجنوب الشرقي، وبعد قتال عنيف تمكنوا من احتلال مقر الغيستابو، ولكن السوفييت أُجبروا على التراجع من المبنى تحت ضغط الهجوم المضاد الذي قامت به وحدات النخبة النازية، وهي قوات خاصة من النخبة، وبحلول اليوم التالي 30 إبريل تمكن السوفييت من إعادة بناء الجسور المحطمة، وبمساندة المدفعية عاود السوفييت الهجوم في الساعة السادسة صباحًا، ولم يتمكن السوفييت من دخول المبنى حتى المساء بسبب الخنادق الألمانية حول المبنى ومساندة المدفعية الموجودة على أبراج المدفعية المضادة للطائرات، لم يكن مبنى الرايخستاغ مستخدمًا منذ عام 1934 عندما أمر هتلر بحرقه، وكان المبنى من الداخل يشبه كومة ركام، واستغل الألمان هذا أحسن استغلال، واعتمدوا اعتمادًا كبيرًا على الانتظار في الخنادق والحفر وبين الركام، ومع هذا طارد السوفييت الألمان داخل المبنى من غرفة إلى غرفة، واستغرقت هذه المطاردات يومين كاملين حتى سيطر السوفييت تمامًا على مقر هتلر.
خلال الساعات الأولى من صباح 30 إبريل تم إبلاغ هتلر شخصيًا أن المدافعين عن المدينة ستنفد ذخيرتهم بحلول الليل، في عصر هذا اليوم انتحر هتلر صحبة زوجته إيفا، وأُحرقت جثتاهما في مكان ليس ببعيد عن مقر الفوهرر، وكان هتلر قد أوصى في وصيته الأخيرة برئاسة البلاد للواء البحري كارل دونتز، وعندما عبر السوفييت الخطوط الدفاعية وتراجع المدافعون تركزوا في منطقة صغيرة في وسط المدينة، وكانوا حوالي 10.000 جندي ألماني، تمت مهاجمتهم من جميع الجهات، وعلى جانب آخر دكت المدفعية السوفييتية مبنى وزارة الطيران المبني من الخرسانة المسلحة، وتراجعت كتيبة دبابات التايغر الألمانية من مواقعها شرق تايرغارتين المدافعة على وسط المدينة، وفي الساعات الأولى من اليوم الأول مايو علم السوفييت بموت هتلر ورغبة الألمان في إجراء مفاوضات الاستسلام النهائي للمدينة إلا أنهم لم يتوصلوا لاتفاق بسبب إصرار السوفييت على الاستسلام غير المشروط.
السقوط والاستسلام:
وفي ليلة الثاني من شهر مايو حاول معظم الجنود الألمان عبور الخطوط السوفييتية للهرب من وسط المدينة في ثلاثة اتجاهات مختلفة؛ لكي يصلوا إلى مواقع قوات التحالف الغربي اعتقاداً منهم أنهم سيلاقون معاملة أفضل من معاملة السوفييت، وقد نجح بعض الجنود الذين اتجهوا غربًا نحو حي تيرغارتين بعد أن عبروا جسر الشارلوتين (على نهر الهافل)، وعلى الرغم من نجاحهم في الهرب فإن القلة التي عبرت أولاً هي التي نجحت في الوصول إلى خطوط الحلفاء الغربين، بينما قتل أو أسر السوفييت معظم الهاربين.
وفي الصباح الباكرمن اليوم الثاني من مايو سيطر السوفييت على مقر المستشارية، ولم يتكبد السوفييت العناء للسيطرة عليها؛ لأن معظم الجنود هربوا أو كانوا مشغولين بالهرب، واستسلم اللواء فايدلينغ وقادة أركانه في الساعة السادسة صباحًا، واصطحبه السوفييت لمقابلة اللواء تشوكوف في الساعة 8:30 صباحًا، وعلى إثر ذلك وافق فايدلينغ على أن يصدر الأوامر للجنود الألمان بالاستسلام للسوفييت، وقام فايدلينغ بكتابة هذا الأمر بناء على أوامر اللواءين تشوكوف وفاسيلي سوكولوفسكي.
وغادرت الحامية القوية المكونة من 350 رجل برج المدفعية المضادة للطائرات في حديقة برلين، وكان هناك قتال متفرق في بعض البنايات المعزولة حيث يوجد بعض جنود وحدات النخبة النازية الذين رفضوا الاستسلام، فقام السوفييت بتحويل هذه البنايات إلى ركام، وقام الجيش الأحمر بتوزيع الطعام على الألمان مدنيين وعسكريين في مطاعم تابعة للجيش الأحمر، ولكنهم قبضوا على أي شخص يرتدي أي لباس رسمي مثل رجال الإطفاء وعمال السكك الحديدية في البيوت، وأرسلوهم إلى الشرق كسجناء حرب.وهكذا أسدل الستار على أشرس معارك (الحرب العالمية الثانية) معركة السيطرة على برلين والقضاء على الزعيم الذي أشعل فتيلها (هتلر).