تمثل المؤسسات التعليمية نقطة الارتكاز في بناء واعداد كودار الشعب المسلح ، مما يتطلب منا ضرورة معرفة الأثر الحقيقي للنشاط التعليميي لهذه المؤسسسات والذي لايتأتي الا من
خلال الإشراف والمتابعة والتقييم لنجاح العملية التعليمية لهذه المؤسسات للتأكد من سلامة الاداء التعليمى والتعرف على الانحراف عن الاتجاه الصحيح وتقديم المؤشرات والدلالات العلمية وتقديم التوصيات والمقترحات حول المعوقات والمشاكل لغرض اتخاد الاجراءات الضرورية لتصحيح الانحراف والارتقاء بمستوي التعليم والتدريب في المؤسسات التعليمية .
فالمتابعة هي عملية التحليل والتجميع المستمر للبيانات لتقدير مدي التقدم في الاداء مقارنة بالاهداف الموضوعه . واذا كانت عملية الإشراف والمتابعة هي عملية مستمرة ومرافقة مراحل تنفيذ البرامج التدريبية بالمؤسسات التعليمية فإن عملية التقييم تتلازم معها وتهدف للارتقاء بالنشاط التعليمى وتطويره واتخاذ الإجراءات الصحيحة التصحيحية ومعالجة الاخطاء .
وقد يصف البعض بأن الإشراف والمتابعة من اختصاص المؤسسة التعليمية وأن التقييم من اختصاصات المستوي الاعلي ، الا انه لا يمكن الفصل بينهما وهما وجهان لعملة واحدة ولايمكن فصلهما .
إذن فإن الإشراف والمتابعة والتقييم عمليتان متلازمتان ومتكاملتان توجهان النشاط التعليمى في المسار الصحيح وتضمن الوصول إلى تحقيق الاهداف التعليمية المرجوة.
الإشراف والمتابعة والتقييم تعمل في ثلاثة اتجاهات متوازية لمتابعة وتقييم العناصر الاساسية وهي :
- متابعة وتقييم المتدرب ومدي إلمامه ونجاحه في عملية التحصيل العلمي وتحديد اوجه القصور والإخفاق وتحديد نقاط قوته وضعفه وتوجيهه وتحسين ادائه. متابعة وتقييم المدرس ومدي نجاحه في اداء وتنفيذ البرنامج المطروح ومدي نجاحه في اختيار الاساليب التعليمية الملائمة لكل موضوع وفق الامكانيات المتاحة .
- متابعة وتقيم المؤسسة التعليمية وتشتمل على تقييم أداء المؤسسة التعليمية من حيث مدي توافر الإمكانيات والوسائل الايضاحية اللازمة للتدريب والى اي مدي تتناسب المناهج الموضوعه مع زيادة كفاءة المتدرب ومايحتاج اليه من مهارات .
- متابعة وتقييم البرنامج التعليميى واكتشاف اوجه القصور في العملية التعليمية عموماً وما تحتويه من مواد ومواضيع وتوقيتات وطرق تعليم ، اي تتبع النشاط التعليمى وفقا ً للجدول الزمني والتدخل الفوري لإزالة المعوقات التي
تحدث أثناء سير العملية التعليمية . وتتم عملية المتابعة والتقييم للعناصر الثلاثة بالتوازي في ثلاث مراحل وهــــــي :
- قبل بداية السنة التدريبية ( قبل بداية البرنامج ) :
- والتي يتم فيها التأكد من سلامة الشروط المستوفاة للتدريب وإعداد البيانات الخاصة به والاختيار المناسب للمدرس القادر على تنفيد البرنامج والتأكد من الشروط العلمية وامداده بالمعلومات عن المتدربين وعددهم ومستواهم وامداده بمحتويات البرنامج ومفرداته ووسائل الايضاح المتوفرة والمطلوبة من قبل المدرس لتوفيرها ومناقشة اساليب التعليم والتدريب التي سيقوم بأستخدامها ، ومراجعة محتويات المنهج وعدد الساعات لكل موضوع وترتيب عناصر المنهج ومعالجة مسائل البيئة التعليمية والجوانب الادارية وتوقع اوجه القصور المتوقعة حتى يمكن الاستعداد لمعالجتها ومراجعة اساليب التعليم والتدريب والتأكد من ملأمتها للبرنامج وتحديد الاحتياجات التعليمية .
- أثناء سير وتنفيد البرنامج التدريبى ( خلال السنة التدريبية ) يقوم المشرفون بمتابعة مستوي التحصيل للمتدربين ومتابعه الاختبارات والاستماع لآراء المتدربين ، ومتابعة المدرس وتدليل الصعاب امام المتدربين ، ومتابعة المدرس وقياس السمات والقدرات الشخصية والعلمية ومدي التزامه بتنفيد البرنامج الموضوع وفق المواقيت المحددة وقدرته على استخدام الوسائل والاساليب وفق المواضيع وتوجيه المدرس حول الانحرافات عن البرنامج المخطط وتهيئة جميع الامكانيات لنجاح السنة التعليمية من خلال ملائمة مكان التعليم من فصول وقاعات ومعدات واجهزة و وسائل إيضاح ومادة علمية وتطبيق واحترام تنفيد الوائح والنظم زالجدول الزمني .
- بعد انتهاء البرنامج ( بعد التخرج ) .
- قد يعتقد البعض بأن عملية المتابعة والتقييم بعد انتهاء البرنامج ( بعد التخرج ) ليس من اختصاص المؤسسة الا أن هذا الاعتقاد خاطئ ، وبأن المتابعة للمتدربين تتم بعد التحاقهم بواحداتهم بغرض مراجعة الاثر الحقيقي للتعليم والتأكد من فاعلية البرنامج والتركيز على ردود افعال المشاركين وما تعلموه ومدي استفادتهم من البرنامج وملاحظة الفرق قبل البرنامج وبعده من حيث اكتساب المعارف والمهارات والتغير في السلوك المعرفي والمهاري والوجداني من خلال التقادير الواردة من وحداتهم وكذلك من خلال الاستبيانات المطروحة . وبالتالى معرفة جدوى البرنامج التدريبى من عدمه فقد نكتشف احياناً عدم استفادة المتدربين بالصورة المطلوبة والتي ترجع لضعف المناهج أو عدم اختيار طرق التدريس والتدريب الصحيحة مما يستدعي إجراء تغيرات شاملة من قبل جميع الاطراف العاملة في العملية التعليمية وبذلك نؤكد على أهمية دور الاشراف والمتابعة والتقييم وتفعيل دورها بالصورة الصحيحة في هياكل المؤسسة التعليمية و وضع السياسات المحددة لها لتحقيق الجودة العلمية وتحديد مدي مواكبة المناهج للاهداف وخلق قاعدة بيانات وتحليلها وتوفير المعايير الدقيقة لإستخراج المؤشرات التي توضح مدي الانحراف في تنفيد البرامج التدريبية وإتخاد الإجراءات والقرارات المناسبة اثناء تنفيد البرامج التدريبية وتحديد اوجه القصور والتدخل لتصحيح المسار في الوقت المناسب . ومن الضرورة بمكان عند اختيار العناصر الاشرافية ضرورة توفر بعض المهارات والتي من اهمها :-
- الاتصال .
- الابتكار والإبداع وحل المشاكل .
- القيادة .
- التنظيم وادارة الوقت .
- العرض والتقديم الجيد .
كما يجب أن يتحلي المشرف بكفاءة عالية في المجال الاشرافي وان يكون واضح في توجيهاته وخلق روح الفريق بين المدرسين والطلاب وتقديم النصح والتوجيه للطلبة وغرس روح الطموح فيهم والتعرف على ميولهم وامالهم وتوقعاتهم وكذلك يجب على المشرفين دائماً التحلي بالمظهر الجيد واحترام عنصر الوقت والالتزام بالمواعيد والثقة بالنفس والتركيز والوضوح في التعامل والانضباط وعدم اللجوء للتغيرات والتعديلات المتكررة في البرنامج التدريبي وتفهم الاهداف المراد الوصول اليها .