كنا نتابع بشغف مايجري في تونس ثم مصر وانبهرنا بانتصار الثورة التونسية ثم المصرية وكنا نتساءل هل يمكن أن ينتقل هذا المد إلي ليبيا.
نعم فقد اشتعلت الثورة في بنغازي والبيضاء ، و استعر لهيبها بكل سرعة وقوة لينتقل إلي مصراتة والجبل الغربي والزاوية، وسالت الدماء وسقط الشهداء يوم الجمعة 18 / 2 / 2011 م ،
وجراء ذلك أبلغنا برفع درجة حالة الاستعداد القصوى و أمرنا بالالتحاق واستدعاء الضباط وهو ماحصل، مر يوم السبت بأحداثه المؤلمة ونتائجه المبهرة في الآوان الذي كانت المنطقة الشرقية بالكامل قد آلت إلي السقوط في أيدي الثوار
يوم الأحدالموافق 7/ 2 / 2011 م كان أول اتصال لي بالثوار حينما اتصل بي أشرف الكمجاجي وهو ابن المرحوم المقدم الصادق الكمجاجي إبن دفعتي وصديقي وقال لي أنه يريد مقابلتي هو ومجموعة من الشباب و بالفعل تم الاجتماع بهم في مكتبي وأخبروني بأنهم قاموا بحرق صورة القذافي والمثابة الثورية ومزرعته بالكامل والثورة بدأت ولن تتوقف حتي إسقاط النظام ، لم أقم باعتقالهم وكان لي ذلك لأن قلبي كان معهم و اتفقت معهم على أني لن أوجه إليهم سلاح الكتيبة وعاهدونى بعدم مهاجمة المعسكر .
من يوم 7/ 2 / 2011 م وحتي يوم الخميس الموافق24/ 2 / 2011 أستمرت الاتصالات المكثفة بالثوار عدة مرات يوميا واذكر منهم الطاهر فريشك ومحمد دوة واشرف الكمجاجي وآخرين.
خلال هذه الأيام كان هناك بعض الشباب الذين ربما لايعلمون بالاتفاق كانوا يهاجمون المعسكر من آن إلي أخر دون خسائر وأذكر انه مرة تم القبض على شاب لايتجاوز عمره 17 سنة متسللا ليلا فاتصلت بالطاهر فريشك ليسلمه لأهله .
يوم الخميس الموافق 24 / 2 / 2011 م تم تمركز مجموعة من الدعم المركزي بلباسهم الأزرق بسجن مباحث الجوازات الواقع بين المعسكر والطريق العام وما أن لاحظ الثوار ذلك حتى بدأوا هجومهم وتم تبادل إطلاق النار بينهم حتى أن أثار الغازات المسيلة للدموع وصلت إلي المعسكر وأذكر أن مجموعة من الدعم المركزي من حوالي 10أفراد بإمرة عقيد حاولوا الانسحاب إلي داخل المعسكر لكنني منعتهم من ذلك .
بعد الغذاء في نفس اليوم أي الخميس 24 / 2 / 2011 اتفقت مع الضباط وعلي رأسهم عقيد مصباح البريكي وعقيد عبد الرزاق هويدي ومقدم إسماعيل الشفيري وآخرون علي تسليمهم المعسكر ومثلا اتصلت بالطاهر فريشك بميدان الشهداء بالزاوية ، وأبلغته بأننا معهم فسمعت التكبير عبر الهاتف وذهب إلي الجامع مكان تمركز الثوار وابلغهم بأن آمر ك373 عميد مسعود أرحومة اتصل وابلغته بأنه معنا وكان بحضور كل من عقيد يوسف دوه ومقدم أكرم دوه وعقيد البشير عويدات ، بعد لحظات جاء مندوب عن الثوار حاملا علما ابيض فاعطيناه إشارة الاقتراب من المعسكر وخرجت له خارج البوابة برفقة العقيد مصباح البريكي وسلمت عليه بالأحضان ودخلنا سوياً إلي إدارة المعسكر واتفقنا علي تسليم المعسكر.
ذهب العقيد مصباح البريكي وأمر الجنود بالانسحاب وفتح الباب علي مصراعيه أمام الثوار وأمرهم بعدم الرماية .
جاء الثوار بالمئات ودخلوا المعسكر دون رماية طلقة واحدة وكنت أنا ومندوب الثوار أمام الإدارة نراقب مايجري.
تم سحب جميع الأسلحة والآليات والمعدات بالكامل عدا ذخيرة المدفع 122ملم والتي أتت كتائب القذافي لتفجرها يوم الجمعة 25 / 2 / 2011.
بعد أن تم سحب كل شئ طلبت من مندوب الثوار الذهاب معهم إلي الميدان فقال ( لا شكرا نحن محتاجون سلاح فقط وبارك الله فيكم ) بعد أن تم كل شي طلب مني الضباط الخروج من المعسكر فأتى عقيد علي التويرقي بسيارته ميتشي مزدوجة قديمة فركبت معه وركب مندوب الثوار معنا في الصندوق الخلفي ليوصلنا إلي نقطة أمان بعد إن أوقفنا الثوار عدة مرات.
أقول أخيرا إنه بعد صدور الأمر بفتح الباب والانسحاب لم يتم إطلاق طلقة واحدة ولم أصدر أمرا برماية الثوار.
يوم 24 / 2 / 2011 ليلا كانت الشرطة العسكرية أمام بيتي بحثا عني بأمر من خميس القذافي إلي اللواء الدعوكي مدير الشرطة العسكرية ولكن الله حفظني واسرتى فاضطررت إلي ترك البيت وإيجار بيت بمنطقة سوق الجمعة.
ما ما لم يكتبه هو إلتحاقه المباشر بجبهة الجبل الأشم و إنصهاره مقاتلاً مخلصاً مساهماً بخبرته و رباطة جأشه قائدا ميدانياً يشهد له بالقدرة و الكفاءة مشاركاً في عديد الوقفات و المعارك حتى معركة تحرير طرابلس لينخرط بعدها مناضلاً في معركة البناء وخاصة فيما يتعلق ببناء الجيش الليبي وتفعيل كافة مؤسساته و الارتقاء به خدمة للمصلحة الوطنية العليا
{facebookpopup}