أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغرت كرامب - كارنباور أنها ترى أن جاهزية الجيش الألماني مضمونة أيضاً في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في ولايات ألمانيا وقالت كرامب-كارنباور لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها
الصادر الأحد (15 مارس/ آذار 2020) "نخطط على جميع المستويات أن يكون بإمكاننا تغطية جميع النطاقات الحساسة بشكل أمن".
وأضافت الوزيرة الألمانية التي ترأس الحزب المسيحي الديمقراطي: "استدعينا جنود الاحتياط أيضاً من أجل تقديم الدعم في مستشفيات الجيش الألماني والإسعافات الأولية".
وأوضحت كرامب - كارنباور أنه كان هناك حتى مساء الجمعة 120 حالة اشتباه و18 حالة مؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد داخل صفوف الجيش الألماني.
واستنادا إلى صحف ألمانيا فقد ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في ألمانيا ووصل عدد الوفيات إلى عشرة حالات، وسجلت الحالتان الأخيرتان في ولاية بافاريا وأحدهما مسن يتجاوز 80 عاما، بحسب تأكيد وزارة الصحة في ميونيخ، كما توفيت إمرأة عمرها 86 عاما.
ويعزا هذا الإرتفاع إلى تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بالفيروس في ولاية شمال الراين فستفاليا، بحسب تأكيد وزير الصحة في الولاية. ويُذكر أن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس الفتاك في ألمانيا وصل اليوم الأحد إلى 4.585 حالة، حوالي نصفهم من ولاية شمال الراين فستفاليا.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد أفادت بأن رسالة داخلية في الجيش الألماني وجهت باتخاذ كافة الإجراءات بغية "ضمان القيادة والاستعدادات والقدرة على تقديم المساعدة العاجلة عند الحاجة".
بدوره طالب ماركوس زودر، رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، بتعزيز مشاركة الجيش الألماني في جهود مكافحة فيروس كورونا. وفي تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية، قال زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري: "علينا أن نفكر في إشراك الجيش بصورة أقوى، إذ يجب على الجيش أن يشارك في المساعدة بما يملك من أطقم تمريض وأطباء ومختبرات وطاقات استيعابية في مستشفياته". وأضاف رئيس حكومة ولاية بافاريا بالقول: "هذا أمر ضروري في ضوء هذه الأزمة".
يُذكر أن الجيش الألماني يقدم المساعدة بالفعل لدوائر وبلديات. وقال متحدث باسم الجيش لصحيفة "راينيشه بوست" إن الجيش "يدعم في الوقت الراهن السلطات الصحية المدنية في مكافحة فيروس كورونا في إطار المساعدة بين الهيئات".
وأضاف المتحدث أن المساعدات تتعلق "بشكل محوري بتوفير قدرات مختبرية ومعدات حماية طبية مثل الأقنعة والمعاطف بالإضافة إلى دعم الأطقم الطبية المتخصصة". وتابع المتحدث أن كل طلب مساعدة من الهيئات المدنية يتم تحويله والبت فيه عن طريق مراكز القيادة المحلية إلى قيادة المهام الإقليمية للجيش في العاصمة برلين.
كانت ماري-انغيس شتراك-تسيمرمان، السياسية المختصة بشؤون الدفاع في الحزب الديمقراطي الحر، طالبت باستغلال القدرات المتاحة لدرء الضرر عن السكان، وقالت إن الجيش يمتلك أطقم وتقنيات وطاقات ممتازة في القطاع الطبي، ولابد من الاستفادة منها. كما دعا زودر إلى خفض الضرائب، وقال إن "خفض الضرائب ميزته أن تأثيره فوري... خفض الضرائب على الكهرباء إلى النصف سيكون خطوة صائبة".
وبغض النظر عن فيروس كورونا المستجد، دعت الوزيرة الاتحادية إلى رفع ميزانية الدفاع الألمانية، وقالت للصحيفة إن وزير المالية أولاف شولتس تعهد بذلك أيضاً، مضيفة أن التحديات على نطاقي السياسة الخارجية والسياسة الأمنية ستستمر في الزيادة، وقالت: "يجب تكييف قدرات الجيش الألماني على ذلك".