أعلن الجيش الأمريكي، الأربعاء، عن تنفيذ ضربة جوية ضد حركة طالبان الأفغانية في ولاية هلمند (جنوب)، وذلك بعد 4 أيام من توقيع اتفاق سلام بين واشنطن والحركة في قطر وجاءت الضربة في أعقاب هجوم لطالبان على مقر عسكري للجيش الأفغاني في ولاية
قندز، ليلة الثلاثاء الأربعاء، قُتل فيه 16 جنديا.
وقال الكولونيل سوني ليجيت، المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر": "نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية بتاريخ 4 مارس/آذار ضد مقاتلي طالبان في منطقة نهر السراح بهلمند، كانوا يهاجمون نقطة تفتيش لقوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية".
وأضاف أن تلك الضربة "جاءت دفاعية" لإحباط الهجوم، وهي "الأولى ضد حركة طالبان منذ 11 يوما".
وحسب المتحدث العسكري، فإن طالبان نفذت 43 هجوما على نقاط تفتيش تابعة في هلمند، يوم الثلاثاء.
وأضاف ان طالبان تزعم أنها تقاتل لتحرير أفغانستان من القوات الدولية، في حين ينص الاتفاق الموقع في 29 فبراير الماضي على خارطة مشروطة لانسحاب تلك القوات.
ودعا طالبان إلى وقف هجماتها التي لا داعي لها والتمسك بالتزاماتها، مؤكدا عزم واشنطن على الدفاع عن شركائها.
وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد شهدت في 29 فبراير الماضي، اتفاقا بين الولايات المتحدة وطالبان يمهد الطريق وفق جدول زمني إلى انسحاب الولايات المتحدة على نحو تدريجي من أفغانستان.
ونص الاتفاق على تخفيض عدد القوات من نحو 13 ألفا إلى 8 آلاف و600 عسكري في غضون 135 يوما.
كما نص أيضا على إطلاق سراح ما يصل إلى 5 آلاف من سجناء "طالبان"، مقابل ما يصل إلى ألف أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 مارس الجاري.
غير أن الرئيس الأفغاني، أشرف غني اعترض على مسألة الإفراج عن السجناء كشرط لبدء المحادثات المباشرة بين كابل وطالبان، وقال إنه "لا يوجد التزام" من حكومته بالإفراج عن 5 آلاف سجين من حركة "طالبان"، وهذا "ليس من سلطة الولايات المتحدة بل سلطة الحكومة الأفغانية".
وردا على ذلك، أعلنت طالبان أنها ستسأنف عملياتها القتالية ضد القوات الحكومية، و ذلك بعد التزامها باتفاق لـ"تخفيض العنف" استمر 7 أيام، الأسبوع الماضي.
كما أكد سهيل شاهين، المتحدث السياسي باسم طالبان، للأناضول، أن المحادثات المباشرة بين الأفغان لن تبدأ إلا بعد الإفراج عن سجناء الحركة.