الحرب العربية الصهيونية

يعتبر وعد بلفور المشؤوم هو البداية المنظورة لأغتصاب فلسطين العربيـة فـقد تبنت إنجلترا منذ بداية القــرن العشرين سياسة إيجاد كيان صهيونــي في فلسطــين ظنـاً منـها بأنـه سيكـون خاضـعاً لنفوذهـا ودائــراً في فلكها وبحاجة لحمايتـها ورعايتـها وسيكـون خنــجراً في قلــب الأمة العربيــة ينهــك قواهـم ويورثهم الهم الدائم ويعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم.

وتوجت بريطانيا سياستها الإستعمارية بهذا الوعـد الذي أطلق في الثاني من شهر نوفمبر عام 1917 من قبل وزير خارجيتها آنـذاك ، آرثر جيمــس بلفور إلى الصهيوني ليونيل روتشيلد والــذي يؤكــد فيــه تأييد الحكومــة البريطانية لإنشــاء وطن قومي للصهاينــة في فلسطين العربية .

وهو ما يعرف أيضاً بمنح من لا يملك إلى من لا يستحق ، ويعتبر هذا الوعد بمثابة ، الإذن بإنطلاقة الحملة الصهيونية البشعة والتي ركزت على هجرة الصهاينة من كل أصقاع الدنيا إلى فلسطين مما كان له عظيم الأثر في غضب العرب والمسلميــن فـي كـل مــكان واستمر الحال على هذا المنوال مهاجرون يتدفقون ومقاومة بسيطة من السكان الشبه عزل من السلاح .
الامم المتحدة والانتداب الأنجليزي في فلسطيــن في 28 من شهر ابريل 1947 عقدت الجمعية العامة للأمم المُتحدة جلسة لمناقشة تخلي بريطانيا عن انتدابها لفلسطين وعلى إثر ذلك تشكلت لجنة دولية لتقصي الحقائق بعد أربعة أشهر قدمت تقريراً أوصت فيه الآتي :ــ

ضرورة إنهاء الإنتداب على فلسطين ومنحها الإستقلال .
وضع نظام أساسي للدولة .
إبقاء الصفة الدينية لجميع الأماكن المقدسة
إستبعاد القوة لحل المشاكل .
تقسيم فلسطين إلى دولة عربية وأخرى يهودية ،

كما تم تقديم مقترح آخر بالصورة التالية :ــ

المنطقة العربية : وتتألف من الجليل الغربي ومنطقة نابلس والسهل الساحلي حتى الحدود المصرية وتبلغ مساحة هذه المنطقة 12 ألف كلم مربع يقطنها 661 ألف نسمة بينهم بضعة ألآف من اليهود يملكون 100 كلم مربع فقط.
المنطقة اليهودية : وتتألف من الجليل الشرقي ومرج بن عامر والقسم الأكبر من السهل الساحلي ومنطقة بئر السبع والنقب وتبلغ مساحتة هذه المنطقة 14200 كلم مربع يقطنها 990 ألف نسـمة أغلبـهم مـن العــرب وبذلك تكون ثُلتي مساحة هذه المنطقة ملكاً للعرب .
الأماكن المقدسة : وتشمل مدينة القدس وتوضع تحت نظام الوصايا الدولية ، على أن تعين الأمم المتحدة حاكماً لها من غير العرب أو اليهود وكان يقطن هذه المنطقة 250 ألف نسمة أغلبهم من العرب .

في 29 من شهر نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية .
وكانت ردود الفعل على التقسيم متباينة فقد رحب الصهاينة بمشروع التقسيم ، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالاجحاف ، لأن أرضهم ومقدساتهم تغتصب أمام أعينهم وبمساعدة من الأمم المتحدة التي تسيطر عليها القوة الإمبريالية .
كانت القيادات الصهيونية قد شرعت في إعداد خطط عسكرية تفصيلية منذ مطلع عام 1945 توقعاً للمواجهة المقبلة مع أهل فلسطين ، وفي شهر مايو 1946 رسمت الهاجاناه خــطة ترتكـز على التنكيـل بالسكـان العـرب وإرهابهم وصولاً إلى طردهم من أراضيهم وبيوتهم .

تطور الاحداث بعد قرار التقسيم
في اليوم التالي لقرار التقسيم حدرت اللجنة الفنية بجامعة الدول العربية ، أنه من المستحيل التغلب على القوات الصهيونية بإستخدام قوات غير نظامية ، وإنه لن تستطيع الدول العربية أن تتحمل حرباً طويلة ، في نفس اليوم هاجمت قوات من المتطوعين الفلسطينين قوى صهيونية قرب قرية فجة بمدينة يافا ، مما أدى إلى مقتل 5 صهاينة.
بعد أعلان قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة وأعلنت أن القرارغير قانوني ويعتبر باطلاً وفي أجتماع لاحق يوم عقد في لبنان تقرر فيه تقديم الدعم العاجل لأهل فلسطين ودعمهم بالسلاح والمال والرجال وتجهييز جيش عربي للتدخل مُكَّوِن من ثلاثة آلاف متطوع، وهو ما أصبح يعرف بجيش الإنقاذ، بينهم 500 فلسطيني .
وكـان البريطانيـون يتظاهـرون خـلال هـذه لأحداث بالوقوف على الحياد ويدعمون عملياً المنظمات الصهيونية بالمال والسلاح .
وفي 19 من شهر مارس 1948 عقد مجلس الأمن الدولي جلسة توصل في نهايتها إلى أحد أمرين :ــ

ارسال جيش دولي لفرض التقسيم بالقوة .
أوإهمال الأمر نهائياً .

وأمام هذا الموقف ونتيجة للمقاومة العربية المتصاعدة أقترح المندوب الأمريكي وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية ودعوة الطرفين إلى هدنة .
في المقابل عقدت جامعة الدول العربية إجتماعاً في شهر أبريل 1948 قررت فيه رفض وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية وأشترطت لقبول الهدنة الآتي :ــ

حل عصابات الهاغاناه .
وقـــف الهجرة الصهيونية إلى فلسطــين.
تجريد الصهاينة من السلاح .

وفي المقابل وضعت بريطانيا مخططاً جديداً يتلخص في تمكين المنظمات الصهيونية من الإستيلاء على القواعد والمواقع العسكرية البريطانية في فلسطين عند الخروج منها وبهذا هيَّأت بريطانيا للصهاينة فرصة تشكيل إدارة عسكرية وأداة قتالية قبل ستة أشهر من الإنسحاب البريطاني ، وكانت المنظمات الصهيونية قد أتجهت إلى استخدام كل الوسائل لأرهاب المواطن الفلسطيني حتى تجبره على ترك بيته وأرضه والفرار حفاظاً على حياته ولكن الفلسطنيين ثارو ثورة رجل واحد لمقاومة هذه الهجمة الشرسة من قبل الصهيونية وبدعم كبير من الإمبريالية والأستعمار وعلى رأسهم بريطانيا التي كنت مسيطرة على كامل الأرض الفلسطينية .

مدبحة دير ياسين

حدثت مذبحة دير ياسين في قرية دير ياسين التي تقع غربي القدس في التاسع من شهر أبريل عام 1948 حين قامت عناصر من منظمتي الإرجون وشتيرن الإرهابيتان بشن هجوم على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادرون إلى الفرار من القرية وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كي يتسنّى لليهود الإستيلاء على القرية إنقضّ الصهاينة تسبقهم سيارة مصفّحة على القرية وفوجيء المهاجمون بنيران القرويين التـي لــم تكن في الحسبان وسقط من الصهاينة 4 من القتلى ومجموعة من الجرحى طلب بعد ذلك المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناه في القـدس وجـاءت التعزيـزات، وتمكـّـن المهاجمون من إستعادة جرحاهم وفتح الأعيرة الناريـة على القروييـن دون تمييـز بين رجل أو طفل أو امرأة ولم تكتف العناصر الصهيونية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا مجموعة من القرويين الأحياء بالسيارات وقاموا بإستعراضهم في شوارع الأحياء اليهوديــة وسـط هتافـات وحـقد الصهايــنة ثــم العــودة بالأســرى إلـى قريـة ديـر ياسيـن والإجهاز عليهم.
في عام 1948، أتفق الكثير من الصحفيين الذين تمكّنوا من تغطية مذبحة دير ياسين أن عدد الشهداء تجاوز 360 من القرويين.
تزايدت الحرب الإعلامية بين العرب والصهاينة بعد مذبحة دير ياسين وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة، وعملت بشاعة المذبحة على تأليب الرأي العام العربي وتشكيل الجيش الذي خاض حرب الـ 1948.
وبعد مذبحة دير ياسين، أستوطن اليهود القرية وفي عام 1980 أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء الإرهابيين الذين نفـّذوا المذبحة.
وقد تبجح الإرهابي مناحيم بيغن بالجرائم التي أرتكبت فـي هـذه المذبـحة في مذكراتــه قائـلاً( كـان لهـذه العمليـة نتائـج كبيـرة غيـر متوقعة، فقد أصيب العرب بعدما سمعوا بما حصل في دير ياسين بهلع كبير فأخذوا يفرون مذعورين ، لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار وبضربة واحدة غيرنا الوضع الاستراتيجي) .
تنامت روح الغضب لذى العرب وأزدادت بعد قرار بريطانيا سحب قواتها من فلسطين مما ترك حالة من عدم الاستقرار، وأنفجرت الأحداث بين العرب والصهاينة عندما قام جيش التحرير العربي والمؤلّف من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية بالقيام دولة هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية وقد سمّيت تلك الحرب بحرب الطرق، حيث أحرز العرب تقدّماً في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة تل أبيب وغرب القدس مما ترك 16% من جُل الصهاينة في فلسطين محاصرين .

إنتهاء الانتداب وبدء الحرب
قررت بريطانيا إنهاء الإنتداب على فلسطين في منتصف شهر مايو 1948.
وفي الساعة الرابعة من بعد ظهر من 14 / 5 من عام 1948أعلن المجلس الصهيوني في تل أبيب أن قيام الكيان الصهيوني سيكون فـي منتصـف الليـل، وقـد سبـق هـذا الإعـلان تشاورات بين ممثل الحركة الصهيونية موشيه شاريت والإدارة الأمريكية ، وكان الرئيس الأمريكي هاري ترومان قد أبرق معترفاً بالكيان الصهيوني بعد إعلانها مباشرةً حيث أسفر الإعلان عن بدء الحرب بين الصهاينة والدول العربية المجاورة ، وتدفقت القـوات مـن مختلـف الـدول العربيـة عـلى فلسطين لغرض منع قيام هذا الكيان الغاصب ونجحت القوات في أول الأمر من تحقيق عدة إنتصارات ، وكانت عدة أحداث قد سبقت حرب ومهـدت لها وساهمـت في هزيـمة الجيوش العربية وأهم هذه الأحـــداث أطــماع الغرب وضعف العرب في ذلك الوقت كانت الجبهة الأردنية مع العدو هي أقوى الجبهات وأهمها ، وقد عبرت قوات من الجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16 من شهر مايو 1948 وخاضت هذه القوات معارك كبيرة هي:ــ
ـ معركة اللطرون .
ـ باب الـــــــــواد .
وقعت معركة اللطرون بين الجيش الأردني والقوات الصهيونية آستمرت هذه المعركة من 15 ـ 23 من شهر مايو 1948، وهي إحدى المعارك التي وقعت بمدينة القدس حيث تبعتها معركة اخرى هي باب الواد ، والتي من خلالها تم تحرير القدس و تعتبر معركتي اللطرون وباب الواد من المعارك التي نجح فيها العرب فقد أستطاع 1200 جندي أردني من الدفاع عن القدس ضد 6500 من العصابات الصهيونية .كانت خسائر الصهاينة في هذه المعركة كبيرة وقد شارك الارهابي اريل شارون في هذه المعركة كان حينها برتبة ملازم أول وقد وقع أرئيل شارون أسيـراً في يد الجـيش الأردني وتم نقله إلى الخطوط الخلفية ، حيث تم وضعه هو ومن معه من بمعسكر أعتقال الأسرى الصهاينة ، امضوا فيه أشهر وخضـع للعـلاج من قبـل الوحدات الطبية الاردنية كأسير حرب وحسبما تقتضيه الاخلاق العربية، وتم تبديلهم بأسرى عرب عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية .

معارك الجيش العراقي
مازال دور الجيش العراقي وإستبساله في الدفاع عن فلسطين وخاصة شمال الضفة الغربية أمام العصابات الصهيونية ماثلاً للعيان
وتعتبر مقبرة شهداء الجيش العراقي في مثلث الشهداء على المدخل الجنوبي لمدينة جنين، معلماً تاريخياً هاماً حيث تحتضن رفات عشرات الشهداء الذين شاركوا في المعارك دفاعـاً عن فلسطيـن، وقــد حافـــظ الجيــش العراقـي عـلى الشـــمال الفلسطيني وشجـع الســكان عـلى عدم الهجرة كما حدث في مناطق أخرى.
وبذلـك حقـق الجيش العراقي في معاركه ضد العصابات الصهيونية انتصارات كثيرة ، ويذكر المؤرخون إنه حين هاجمت العصابات الصهيونية مدينة جنين، قام الجيش العراقي بالرد عليهم بالمدفعية وأجبرهم على العودة حتى العفولة ، وقام بمطاردتهم ، إلى ما بعد مدينة العفولة في الداخل الفلسطيني، ولم يتراجع إلا بأوامر مريبة جاءت إلى قائد الجيش العراقي بالانسحاب والتوقف عن القتال .
وعلى الجبهه الشمالية أستولت القوات اللبنانية على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية مع العدو ، وأستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفرض وقفاً لإطلاق النار في 10 من شهر يونيو 1948 تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية ، عقب القرار الدولي لوقف القتال بين العصابات الصهيونية والجيوش العربية النظامية (هدنـــة) ، تم تحديـد الهدنــة لمـــدة أربــعة أسابيـع ، ولكن سرعان ما أخترق الصهاينـة هـذه الهدنـة نظـراً للدعـم الكبير المتدفق عليهم من الغرب بصورة عامة ومن بريطانيا بصورة خاصة .
فـي المقابـل واصـل المجاهـدون العرب عملياتهم العسكرية في منطقة الجليل دفاعاً عن المدنيين العزل من الهجمات الارهابية التي تقوم بها العصابات الصهيونية .
أستمرت العصابات الصهيونية القتال في جميع الجبهات وخرق القرار الدولي رغم محاولات الأمم المتحدة لتمديد مدة الهدنة.
وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للعصابات الصهيونية اليد العليا نظراً للدعم الغير محدود من بريطانيا والغرب وأتخذت المعارك مساراً مختلفاً وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الإنكسارات وأستطاع الصهاينة فرض سيطرتهم على مساحات واسعة من أراضي فلسطين العربية التاريخية وأنتهت المعـارك في 21 /7 /1948بعد أن هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات قاصية على المتقاتلين .
قبل العرب الهدنة الثانية التي كانت أعترافاً بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين عام 1948 التاريخ العربي تحت اسم (النكبة).
أنتهى القتال في 7 من شهر يناير 1949 بعد إستيلاء الصهاينة على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي.
بعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بوساطة الأمم المتحدة بين الصهاينة من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر، تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربعة بين 24 / 2 و20 / 7 / 1949، وتـم فيـها تحديـد الخـط الأخضر، في 7 من شهر مارس 1949 أوصى مجلس الأمن بقبول الكيان الصهيوني عضوا كاملاً في الأمم المتحدة وفي 11 من شهر مايو 1949 أقرت الجمعية العامة هذه التوصية

معارك الجيش المصري

أبلى الجيش المصري في هذه الحرب بلاءا حسنا لولا تخاذل القيادة السياسية المصرية آنذاك وعلى رأسها الملك فاروق ، حيث تم اعطاء القوات المصرية أسلحة فاسدة غير صالحة للاستخدام الحربي ، مما أدى بها في نهاية المطاف إلى محاصرتها من قبل العصابات الصهيونية في الفالوجة وسط صحراء النقب وكان جمال عبدالناصر رفقة مجموعة ، من الضباط المحاصرين مع كتيبته جنوب فلسطين والذين شكلوا مع زملائهم فيما بعد تنظيم الضباط الاحرار الذين ثاروا على فساد وتخاذل الملك الذي تسبب في محاصرتهم وإنهزامهم في حرب 1948.
المجاهدون الليبيون
سطر المجاهدون الليبيون في فلسطين بأرواحهم البطولات والتضحيات وقدموا أروع الأمثلة في الإستبسال والإستشهاد من أجل إعلاء راية الجهاد في سبيل الله ومن أجل مقدساتنا في فلسطين وقدمت ليبيا خيرة شبابها لهذا الهدف السامي ، في وقت لم تنعم فيه ليبيا بالحريّة والإستقلال، وكانت في حالة من البوؤس والفاقة التي خلّفتها الحرب العالميّة الثانية في ظلّ الإحتلال العسكري للحلفاء، إضافة إلى الدمـار الشامـل الـذي لحــق بمدنـها وقراها .
انطلقت قوافل المتطوّعين ملبيّة لنداء الواجب .منذ ظهور شبح الخطر الصهيوني أدرك الليبيون ، أن أرض الإسراء والمعراج في خطر وإن فلسطين تستنجد بكل صاحب نخوة وبالرغم من إبتلاء ليبيا في ذلك الوقت بإستعمار بغيض إلاَّ أن أبناء الشعب العربي الليبي أبو إلاَّ أن يبذلوا دمائهم الزكية في سبيل أعلاء كلمة الحق والذود على المقدسات ، وهكذا تنادت الجموع من الشباب في كل مدن ليبيا بالرغم من كل الصعاب والمشاق التي واجهتهم ورغم الظروف المعيشية القاسية أنطلقت الأفواج تتوالى حباً في الشهادة ورغبة في تحرير فلسطين .

لقد أثبتت وثائق جامعة الدول العربية أن المتطوعين الليبيين كانوا أكثر المتطوعين العرب عدداً بل أن نسبتهم وصلت إلى 90% من إجمالي المتطوعين العرب في فلسطين.
من أهم المعارك التي شارك فيها المتطوعون العرب هي :ــ

القـــــــــــــــدس
ديــــــر البلـــــح
بئر مارون رأس
خــــان يونـــــس
بيــــت لحــــــــم
الناقــــــــــــورة
المالكيـــــــــــــة
بئــــر السبــــــع

ونقدم في هذا العدد مجموعة من المجاهدين الأبطال الذين ضحوا بكل غالي ونفيس من أجل الجهاد في سبيل الله ونصـرة إخوانهم في فلسطين ليس للحصر بل كنماذج مُشرفة لمشاركـة الشعـب العربي الليبي في الدفاع عن أمته :ــ

المجاهد : بلقاســــم محمــــد الشبلــي من مواليــد مدينــة بنغازي عام 1926 شارك شارك في معارك / بيت لحم ،عشلوز، رمات رحيل .

المجاهد: الهادي الشيباني راشد من مواليد مدينة صرمان عام 1928 شـــارك فـي مـعارك ( الناقورة ، مارون رأس ، المالكية )

المجاهد: طلحة علي الهوني مواليد مدينة طرابلس 1923 شارك في معركــــة (الجـش)

المجاهــــد : بلقاســـــــم المنتصر حــــمد الشبلي مواليد مدينة بنـــــغازي عــام 1919 شارك في معركة( بئر السبع ) .

المجاهد: محـمد مصطــــفى شرف الديـــن من مواليـــــد مدينة طرابلس:عـام 1929 شــارك فـــــي معركــــــــة ( الجــــش ، مــارون رأس)

وحرب 1948 تعتبر هي الحرب الأولى بين العرب والصهاينة وتوالت الحروب العربية الصهيونية والتي سنأتي على ذكرها من ضمن سردنا لحروب القرن العشرين .