كُنــا قـــد تناولنا في السابق الجزء الأول من أحداث الحــرب العالميــة الثانيـة من ضمن سلسلة حروب القرن العشرين والتي أشتمات على :ــ
أسباب نشوب الحرب .
إجتياح بولندا .
غزو الدنمارك والنرويج .
سقوط فرنسا .
بداية حرب صحراء شمال أفريقيا
ونستكمل في هذا العدد الجزء الثاني من هذه الأحــــداث معركة العلمين
من المتعارف عليه بأن معارك شمال أفريقيا، دارت في ميدان شاسع ممتد على طول شاطئ أفريقيا الشمالي وتضم هذه المنطقة بصفة عامة الصحراء الليبية الممتدة من وادي النيل حتى حدود ليبيا مع تونس .
طبيعة الأرض في منطقة العلمين
تعد منطقة العلمين أصلح منطقة للدفاع عن مصر من ناحية الغرب، إذا تمكنت قوات المحور من اختراقها،فلن يتم إيقافها في أي منطقة دفاعية أخرى، قبل الوصول إلى وادي النيل.
موقف القوات البريطانية
عندما وصل الجيش الثامن البريطاني، إلى خط العلمين، بعد هزيمته في معركة مرسى مطروح، كان قد فقد 80 ألف جندي، وكمية كبيرة من المعدات، وكان الجنود في حالة شديدة من الإعياء، فكانت أول مهمة، تواجه القائد العام البريطاني، الجنرال "أوكنلك"، هي إعادة تنظيم هذه القوات، ثم احتلال خط دفاع قوي، في منطقة العلمين، لوقف تقدم قوات المحور.
هجوم قوات المحور
في صباح الأول من شهر يوليو 1942، بدأ هجوم قوات المحور مكتسحاً اللواء الهندي الذي واجهه وفي اليوم التالي بدأ "روميل" في توسيع ثغرة الاختراق ، فدفع الفيلق الأفريقي، ومعظم فرق المشاة الإيطالية إلى المعركة. وعلى إثر ذلك أندلع قتال عنيف ، مما أضطر "روميل"، إلى سحب قواته من الثغرة التي أحدثها، في خط العلمين.
الهجمات المضادة البريطانية
أعاد الجنرال البريطاني "أوكنلك"، تنظيم قواته فأستعاد بعض المواقع التي فقدها في القطاع الشمالي، من شاطئ البحر إلى تبة الرويسات، كما أحتفظ بباقي الفيلق كأحتياطي لحراسة المواقع البريطانية. استأنفت القوات البريطانية الهجوم في المدة بين 15، 17 / يوليو وأستولت على تل "العيصي"، وتل "المخاض"، وتبة "المطرية"، إلا أن قوات المحور، استطاعت استردادها جميعاً، مــرة أخـــرى، بعد قتال عنيف. خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 7 سبتمبر 1942 ، كما تعرضت خطوط مواصلات قوات المحور، بصفة دائمة للهجمات من القوات الجوية والقطع البحرية البريطانية، التي ركزت على الموانئ وكذا سفن النقل الصغيرة. أصبح موقف قوات المحور، من الإمدادات الإدارية، خاصة البترول حرجاً للغاية. كان المسؤولون عن إدارة الحرب في بريطانيا. يشعرون أن الموقف في الشرق الأوسط، يتطلب إجراءً حاسمًا لوضع الأمور في نصابها. نتيجة لانخفاض الروح المعنوية للقوات، والهزائم المتتالية للجيش وهنا قال "تشرشل" عبارته المشهورة عن الجيش الثامن (إنه جيش شجاع ولكنه يبعث على الحيرة)، ولذلك قرر أن يتوجه بنفسه إلى القاهرة، لدراسة الموقف مع كبار القادة البريطانيين، والبحث عن مخرج للأزمة التي وصلت إليها القوات البريطانية شمال أفريقيا. وعند وصوله للقاهرة أخد يضيّق الخناق على "الجنرال أوكنلك" للقيام بهجوم عاجل وأثناء زيارته لجبهة الجيش الثامن في الصحراء، اتضح لـ "ونستون تشرشل"، أن الجنرال أوكنلك، لم يكن على استعداد للقيام بأي أعمال قتال فعلية ، كما أن الاستعدادات الدفاعية ، كانت تؤكد بأن القائد العام البريطاني لم يكن واثقاً، من إمكانية إيقاف الهجوم الألماني المنتظر. ولذلك، قرر ونستون تشرشل عزل الجنرال "أوكنلك" وَوَلَي بدلاً منه الجنرال "ألكسندر" كما أصدر أمراً، بتعيين الجنرال "جوت"، قائداً للجيش الثامن، إلاّ أنه قُتــل في اليـــوم نفســه، عندمــا أَسْقَطَــتْ طائرتَهٌ وهو متجــه إلى القاهـرة وعلى إثر مصرع الجنرال "جوت" أصدر تشرشـل أمــراً ، بتعيــين الجنـرال "بيرنارد لو مونتجمري" قائداً للجيش الثامن البريطاني، وبوصول الجنرال مونتجمري، إلى منطقة العلمين، اتخذ أول قراراته، بحرق جميع خطط الانسحاب واستخدام الدبابات والمدفعية في أكبر حشد، وتجميع قوات الدلتا للقتال في العلمين، وعدم مطاردة "روميل". وفي الوقت نفسه، بدأ في دراسة نقط الضعف وسارع إلى تفاديها وعدم الوقوع فيهـا مجـــدداً .
خطة هجوم المحور
وضع "روميل"خطته للهجوم على أساس القيام بهجوم في الشمال ضد الجبهة البريطانية بينما يقوم الفيلق الأفريقي الألماني، والفيلق 20 الإيطالي باختـراق الخط الدفاعي جنوب علم حلفا، والتقدم إلى علم حلفا واحتلالها، ثم اختراق الثغرة بين علم حلفا وعلم نايل، لتطويق جميع القوات البريطانية في الشمال. واجهت "روميل" مشكلة أساسية قبل معركة العلمين، هي مشكلة تعزيز قواته إذ كان الأمر يتطلب الإمداد بأسلحة ومعدات، ومواد إعاشة بكميـات كبيرة عبر البحر الأبيض المتوسط، حتى موانئ شمال أفريقيا (طرابلس، بنغازي، طبرق)، ثم نقل هذه الإمدادات إلى المنطقة الأمامية لقواته في العلمين. للاحتفاظ بخط مواصلات بحري وبري على درجة عالية من الكفاءة. لكنه فشل في تحقيق هذين المطلبين، لتعرض قوافله البحرية لهجمات جوية وبحرية، حتى بلغ مجموع خسائر المحور، في السفن، خلال أشهر ( 8 ، 9 ، 10 من عام 1942 ) قرابة 20 سفينة، محملة بالأسلحة والمعدات، والمؤن للجيش الأول الألماني، في شمال أفريقيا. اتخذ روميل، قرار الدفاع في معركة العلمين، نتيجة تقديره للموقف، كأي قائد مقبل على معركة، فعلى الـرغم من تفوق القوات الألمانية، في القيادة، وفي التدريب، على القوات البريطانية، إلاّ أن هناك بعض الاعتبارات المهمة التي أخذها "روميل" في الحسبان قبيل معركة العلمين وهي: التفوق الساحق، كماً وكيفاً، لدى البريطانيين، خاصة في المدرعات.
ضعف قوات المشاة الإيطالية التي تحت أمرته . الضعف الشديد في الإمدادات وخاصة الإمداد بالوقود، لا يسمح له بخوض أية معركة متحركة كبرى بالدبابات. لهذه الأسباب، وجد "روميل"، أنه لا بد من قبول معركة دفاعية ثابتة، في منطقة العلمين، بدلاً من العمليات المتحركة التي تعتمد أساساً على المناورة وخفة الحركة، التي اعتاد أن يتبعها بنجاح ضد البريطانيين ، لذلك زرع حقل ألغام كثيف، أمام الخط الدفاعي، يتراوح عمقه بين 1 إلى 2 كم و إنشاء مواقع دفاعية متماسكة، خلف حقل الألغام ، كما أختار "روميل" مواقعه الدفاعية، حسب ما أتاحته له طبيعة الأرض ، مع تنفيذ هجمات مضادة قوية، بقـواته الاحتياطية المدرعة، مستغلاً العمق بين خطوطه الدفاعية، لصد العدو المهاجم من أي منطقة ينجح في اختراقها وتدميره.
وضع ( مونتجمري )خطته على أساس قيام قواته بتنفيذ المعركة على ثلاث مراحل أساسية:
المرحلة الأولى / فتح المشاة ثغرات في حقول الألغام، والمواقع الدفاعية، لتتقدم من خلالها المدرعات، حتى تتمكن من الانتشار خلف مواقع المحــــــور الدفاعية.
المرحلة الثانية/ القتال المتلاحم بقوات المشاة، بغرض تدمير مواقع المحور الدفاعية، مع إرسال بعض القوات المدرعة لمهاجمة قواعد قوات المحور الإدارية، وكان من المنتظر، أن تنفذ قوات المحور هجمات مضادة عنيفة أثناء تلك المرحلة بقواتها المدرعة، وحينئذ تحين الفرصة لقوات مونتجمري المدرعة، المنتشرة خلف مواقع المحور الدفاعية، لتدمير الجزء الأكبر من دبابات "روميل"
المرحلة الثالثة/ ويتم فيها تدمير باقي دفاعات قوات المحور، والتقدم إلى مناطقه الخلفية، مما يسمح بدفع القوات المدرعة إلى الأرض المفتوحة خلفها، وقطع خطوط انسحابها. واستغرق تنفيذ هذه المرحلة من 2 إلى 4 نوفمبر وتم فيهـا، اختراق مواقع المحور، اختراقاً تاماً، بالفرقة 2 المشاة النيوزيلندية، وبذلك أصبح الطريق ممهداً لباقي العمليات .
أصدر "مونتجمري" أوامره، للقـوات المدرعة، التي عبرت حقول الألغام، بمتابعة التقدم غرباً، لاختراق باقي مواقع المحور الدفاعية، والوصول إلى عمق دفاعاته، وكان يهدف من ذلك، إلى إيجاد الفرصة المناسبة، لكي يدفع اللواء الثاني المدرع إلى منطقة سيدي عبدالرحمن، حيث المنطقة الإداريـة الأمامية، لقوات المحور، وبإستيلائه عليها فإنه يربك نظام إعاشة تلك القوات إرباكاً شديداً ويشلها بالإضافة إلى أن الوصول إلى تلك المنطقة يقطع خط إنسحاب قوات المحور الرئيسي، على الطريق الساحلي.
يوم 25 / أكتوبرعاد "روميل" من ألمانيا، بعد أن تشاور مع هتلر و خـلال عودته وصى القيادة العليا الإيطالية، بإستخدام كل سفينة متيسرة لهم سواء أكانت تجارية، أم حربية، لنقل الوقود والذخيرة، إلى مسرح عمليات شمال أفريقيا. وعقب وصوله، قدر موقفه، واستقر رأيه على أنه من الضروري القيام بهجوم مضاد بجميع قواتـه الاحتياطية، ضد المنطقة التي استولى عليها البريطانيون .
يوم 26 أكتوبر شن "روميل"، هجومه المضاد في الصباح الباكر ، وقد اشترك في الهجوم، جميع وحدات المدفعية بالقطاع الشمالي، علاوة على عدد كبير من المدفعية المضادة للطائرات، التي استخدمت في مهام أرضية كمدفعية الميدان. ولكن الهجوم توقف، بعد بدئه بساعات قليلة، بسبب شدة المقاومة البريطانية، ولم تتمكن قوات المحور، من إحراز أي نجاح، وتكبدت خسائر كبيرة في الدبابات. وعقب ذلك، شن الجيش البريطاني هجوم عنيف بهدف أختراق قوات المحور ، ولكنها فشلت في إحراز أي تقدم .
تعديل خطة الهجوم البريطاني
في 27 /أكتوبرشعر" مونتجمري" بأن قوته الدافعة للهجوم، تكاد تتوقف تماماً، فقد تكبدت خسائر فادحة مـن دون أن تحـرز تقدمـاً كبيـراً عــلى الرغم من القتال العنيف الذي دار هناك منذ يوم 24 أكتوبر إضافة إلى أن قواته المدرعة عجزت تماماً عن اختراق المواقع الدفاعية لقوات المحور...وعلى الرغم من أن "مونتجمري" كان يمتلك حتى يوم 27 / أكتوبر حوالي 800 دبابة، علاوة على أن موقف إمداد وتموين قواته بالذخيرة، كان على أكمل وجه، إلاّ أن فقد قواته الدافعة للهجوم، جعله يقرر أهمية القيام بعمل حاسم وسريع، لإنقاذ الموقف، ولهذا قرر ترك خطته الأولى للهجوم جانباً، وأن يحشد ، قوة ضاربة، للقيام بعملية الاختراق النهائي لدفاعات المحور، مستغلاً نجاح الأستراليين في أقصى الشمال. وكانت العقبة الوحيدة التي تعترض هذه الخطة الجديدة، هي أن مواقع المحور، تزداد قوة نحو الشمال، علاوة على أنها محتلة بأكملها، بجنود ألمان فقط بدأت عملية إعادة تنظيم القوات البريطانية، حيث تم سحب الفيلق 10 المدرع بأكمله والفرقة 2 المشاة النيوزيلندية واللواء 9 المدرع إلى الخلف في الاحتياط، استعداداً لعملية الاختراق النهائي. كما تحركت الفرقة 7 المدرعة، ولواءات المشاة المعينة من القطاع الجنوبي، للانضمام إلى القوة الضاربة، وقد وصلت جميع هذه القوات إلى مناطق التجمع المحددة لها، خلف القطاع الشمالي، يوم 28 أكتوبر. كما عدلت مواجهات الفرق الباقية في خط بدء الهجوم، طبقاً للخطة الموضوعة ، ونفذ سلاح الطيران البريطاني، في تلك الليلة، هجمات شديدة، ضد سفن المحور، ونجح في إغراق سفينتين محملتين بالدبابات، وسفينة بترول ، استمرت عملية إعادة تجميع القوات البريطانية، المخصصة لتطوير الهجوم المنتظر.
بعد أن اكتشف "روميل"، استعدادات البريطانيين في القطاع الشمالي، وتمكن طائراته الإستطلاعية أن تحدد طرق تحرك القوات المدرعة، والقوة الضاربة التي يجهزها "مونتجمري"، للقيام بالاختراق النهائي.
شن سلاح الطيران البريطاني يوم 28 أكتوبر، هجمات عنيفة، ضد مناطق حشد قوات المحور الاحتياطية، فكبدها بعض الخسائر ، كما استمرت الهجمات الجوية، ضد القوافل البحرية، التي ازداد نشاطها لإمداد "روميل"، بما يحتاج إليه من احتياجات عاجلة ، وقد أُصيبت هذه القوافل بخسائر جسيمة، إلاّ أن القيادة الإيطالية، أستخدمت عدداً من المدمرات والطرادات، لنقل البترول والذخيرة، وقد تمكنت هذه السفن، من الوصول سالمة لموانئ شمال أفريقيا، بفضل تسليحها القوي بالمدافع المضادة للطائرات، وعلى الرغم من ذلك، فإن الموقف الإداري لم يتحسن لدى قوات "روميل"، إذ أن قوافل المحور البحرية، اقتصرت على تفريغ جزء بسيط من حمولتها، في ميناء طبرق، والجزء الأكبر من تلك الحمولات، في ميناء بنغازي، لتكون خارج مدى الطائرات البريطانية، التي تعمل من الإسكندرية. وكان من الضروري الانتظار عدة أيام أخرى، ريثما يتم نقل هذه الاحتياجات، بالطرق البرية .
وفي المقابل انهالت الإمدادات، عـلى الجيش الثامن البريطاني، وتدفقت المعدات الأمريكية إليه، بشكل لم يسبق له مثيل، ولم تتمكن القيادة الألمانية، مجاراة هذا التدفق، حيث كان الميدان الروسي في ذلك الوقت، يستنزف معظـم مجهـــود ألمانيـا الحربـي ، عــلاوة عـلى الخسائر الفادحة، التي أُصيبت بها سفن المحور في البحر الأبيض المتوسط، أثناء محاولتها نقل الإمدادات إلى قوات شمال أفريقيا، وكان من البديهي أن ينتقل التفوق الساحق نتيجة لذلك، إلى جانب البريطانيين، بينما لم يتمكن "روميل"، من دعم قواته بأي قوات أخرى، إضافة إلى أن الفرق الإيطالية، التي كانت تحارب معه، لم تكن في المستوى الذي يسمح لـ"روميل" بالاعتماد عليها اعتماداً كلياً. وشعر "روميل"، بأن التفوق أصبح إلى جانب القوات البريطانية، ولذلك عمد إلى تقوية مواقعه الدفاعية، وتكثيف حقول الألغام ، أماَّ "مونتجمري"، فقد فكر ملياً في الاستفادة من ذلك التفوق الساحق، الذي تحقق لقواته، كما فكر في طبيعة الأرض، بمنطقة العلمين، حيث تقف قـوات خـصمه بيـن مانعين طبيعيين قويين البحر المتوسط شمالاً، ومنخفض القطارة جنوباً ، وقد وجد أن فرصته نادرة ولا يمكن أن تتوافر له مرة أخرى، فهو يعلم جيداً أن قوات المحور، تتفوق على قواته في المعارك المتحركة خفيفة الحركة، كما أن مستوى تدريب قيادات قوات المحور، على هذا النوع من المعارك أفضل بكثير، من مستوى تدريب قياداته، وعلاوة على كل هذا، فإن "روميل" بالذات، لا يجاريه أي قائد آخر، في خبرته بالعمليات الصحراوية المتحركة، التي تعتمد أساساً على المناورة وخفة الحركة، ولذلك قرر "مونتجمري" أنه من الضروري استغلال تفوقه الكبير، في ضرب قوات المحور ضربة واحدة كبرى، للقضاء عليها بأكملها، وهي محصورة في منطقة العلمين، مع عدم إتاحة أي فرصة لها للانسحاب.
وكان قرار "مونتجمري" هذا، متمشياً مع الخطة الإستراتيجية للحلفاء، حيث أن القضاء على قوات "روميل" نهائياً، يُمكّن القوات الأمريكية ـ البريطانية من النزول على ساحل أفريقيا الشمالي، في الموعد المخصص لذلك، وهو يوم 8 نوفمبر، وبهذا يتسنى للحلفاء السيطرة على شمال أفريقيا بأكمله، ويتم بذلك تطويق قلعة "هتلر" الأوروبية من الجنوب. أماَّ بالنسبة للمحور، فكانت الخطة تستوجب الدفاع عن منطقة العلمين، ضد أي هجوم بريطاني مهما كلف الأمر ، إلاَّ أن وجهة نظر "روميل"،تختلف مع وجهة نظر القيادتين العليا الألمانية والإيطالية في الاستمرار في الدفاع. فقد كان من رأيه أن ينسحب في الوقت المناسب، حتى لا تتعرض قواته للفناء، ، أما القيادة العليا الألمانية والإيطالية فقد صممتا على أن تصمد قوات المحور وتدافع في العلمين إلى النهاية، وقد أصدرتا أوامرهما بذلك. على الرغم من التفوق البريطاني الساحق، في الأفراد والمعدات، وعلى الرغم من أن الخطة التي وضعها "مونتجمري"، كانت تهدف إلى تدمير كامل لقوات المحور، وهي في منطقة العلمين، فقد اعترض تنفيذ هذه الخطة عدة عقبات خطيرة، بسبب براعة "روميل" في القيادة، وارتفاع مستوى تدريب قواته، وكفاءة قواته القتالية في العمليات. وكانت العقبة الأولى التي واجهت "مونتجمري"، هي فشله في اختراق مواقع المحور الدفاعية في هجومه الأول ، مـما أدى إلـى تـوريـط قواتـه المدرعة فيما بين حقول الألغام التي عبرتها، ومواقع المحور الدفاعية التي صمدت تجاه الهجوم البريطاني، وقد تكبدت القوات البريطانية المدرعة خسائر فادحة، بسبب هذا الموقف واضطرت القيادة البريطانية، إلى سحبها ثانية، شرق حقول الألغام، كما اضطرت إلى مواصلة القتال المتلاحم، فـي منطـقة الاختــراق عدة أيام ، من دون أي نتيـجة تذكـر، وفي النهاية، اضطر "مونتجمري" إلى تعديل خطته بعد أن أوشكت القوة الدافعة لهجومه أن تتوقف. وبالرغم من النجاح، الذي أحرزه "مونتجمري"، في هجومه النهائي، إلاّ أن "روميل" كان بارعاً، في مواجهة تطورات الموقف، على الرغم من قرارات القيادة العليا الألمانية، والإيطالية، المعاكسة، ولذلك نجح في سحب جزء كبير من قواته المدرعة، والآلية ، علاوة على أنها كانت تنسحب في أرض صحراوية مكشوفة، لا تتوافر فيها أي وسائل للإخفاء، أو الوقاية، من الهجمات الجوية. ولا شك أن هذا الانسحاب، يعتبر نموذجاً رائعاً، قلما يحدث مثله في تاريخ الحروب، ويرجع الفضل الأكبر في نجاحه، إلى عدة عوامل أهمها ما يلي: ـ
أ ـ براعة "روميل" التكتيكية، وسرعته في اتخاذ القرارات.
ب ـ التدريب الجيد لقوات "روميل" المدرعة والآلية .
ج ـ الروح المعنوية العالية لدى جنود المحور على الرغم من انسحابهم ، وذلك لثقتهم المطلقة في قائدهم. د. بطء القيادة البريطانية وحذرها الفائق . ونتيجة لما سبق، نجح "روميل" في سحب الجزء الأكبر من قواته من منطقة العلمين، وبالتالي لم يتحقق هدف "مونتجمري" في تحطيم جميع قوات المحور في هذه المنطقة، وبهذا وجد "مونتجمري"نفسـه في صراع جديد، من أجل تعقب بقايا قوات المحور والقضاء عليها، وظل في قتال مستمر وطويل طوال الأشهر التالية، وامتد ميدان القتال أمامه، في مسرح عمليات شمال أفريقيا، تدريجياً من الأراضي المصرية حتى وصل في نهاية الأمر إلى الأراضي التونسية، وضاعت على الجيش البريطاني فرصة الانتهاء من قوات المحور، والتفرغ لعمليات أخرى.
أنتهت معركة العلمين بإنتصار ، الحلفاء وتمكن الجيش الثامن البريطاني، من تدمير جزء كبير من قوات الجيش الألماني .
غزو الحلفاء لإيطاليا
ان نجاح الحلفاء في حملات شمال أفريقيا جعلهم يسيطرون على جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط ليستخدموه كممر لقوات الحلفاء إلى إيطاليا .
اول ما قام به الحلفاء في ذلك الوقت بالسيطرة على جزيرة صقيلة 10/ يوليو عام 1943 و في 25 /يوليو 1943 تم وضع موسيليني تحت الإقامة الإجبارية من قبل القيادات الإيطالية المؤيدة للإستسلام وتم إستبدال موسوليني بالجنرال بييترو بادوليو ، و الذي قام بمفاوضات إستسلام مع الحلفاء في 8 من شهر مايو 1943 قامت فرقة كوماندوز ألمانية بعملية تم بها انقاذ موسوليني ، و تم تنصيبه من قبل النازيين كوزير للعلاقات الخارجية في شمال إيطاليا التي سميت بجمهورية ايطاليا،أستطاع الحلفاء الدخول إلى روما في 4 يونيو عام 1944 قبل يومين فقط من الإنزال في النورماندي قامت قوات الحلفاء بمهاجمة فلول الجيش الألماني والمتبقي من الجيــــش الإيطالي في أكبر المعارك شراسة خــلال الحرب و أستطاعوا إختراق خـط الدفاع الالماني و لكن لم يستطيعوا التوغل كثيراً نظراً للمقاومة الشرسة عاود الحلفاء الهجوم في شهر أبريل عام 1945 حتى إستسلام الجيش الألماني في إيطاليا في 29 أبريل 1945
الحلفاء على سواحل نورماندى
سقوط روما السريع ، أدى إلى تحرير فرنسا الذي طال إنتظاره ، بعملية نورماندي المشهورة ، التي تم بها إنزال جنود الحلفاء في 6 يونيو عام 1944 ، و التي أستمرت أكثر من شهرين ، أشتركت في العملية كل من:
أمريكا ، بريطانيا ، أستراليا بالإضافة إلى القوات الكندية ، تم الهجوم بحركة بطيئة حيث كانت الحصون الألمانية قوية جداً وتم الغزو من قبل القوات الأمريكية و التي تسابقت ألويته في التوغل بأنحاء فرنسا مجبرة القوات الألمانية في نورماندي على الوقوع في فخ الحصار .
أخر تحدي للحلفاء كان عند نهر الريـهان والذي تم تجاوزه في شهر مارس عام 1945 ، و بذلك فتحت الطريق إلى قلب ألمانيا ، كانت أخر القوات الألمانية قد حوصرت في روهر .
في 27 أبريل 27 عام 1945 ، أقترب الحلفاء من مدينة ميلانو الإيطالية ، و تم القبض على موسوليني من قبل المحاربين الإيطاليين ، و الذي كان يحاول الهرب من إيطاليا إلى سويسرا ثم السفر إلى ألمانيا وفي 28 أبريل ، تم أعتقال موسوليني و بعض الفاشيين الآخرين معه و تم نقله إلى دنجو ليتم إعدامه هناك ، وتم تعليق جثثهم أمام محطة للوقود بوسط المدينة.
علم هتلر بموت موسوليني ، وتيقن بأنها نهاية هذه الحرب ، مع ذلك لم يغادر برلين بالرغم من حصار القوات السوفياتيه للمدينة ، وأخيراً قام أدولف هتلر مع زوجته إيفا براون بالإنتحار داخل ملجئه وقبل إنتحاره كلف الأدميرال كارل دونتز مـن خـلال وصيـته ، كمستـشار لألمانــيا و لكن بعد سبعة أيام فقط حتى قام الأدميرال كارل دونتز بإعلان إستسلام غير مشروط في 8 مايو 1945 .
نرجع قليلاً لما يجري في البلقان
أستخدم هتلر التهديدات ليجبر بلغاريا والمجر ورومانيا كي تنضم إلى المحور وكانت هذه الأقطار تمد ألمانيا بالطعام والنفط والمواد الأخرى.
ووقعـت حكومـة يوغوسلافــيا إتفاقـــاً مـــع المحـور فـي شهــر مــــارس 1941 ، ولكــن القوات المسلحة اليوغوسلافية تمردت وقلبت الحكومـة فأمر هتلــر وهو غاضــب، أن تكتــسح يوغوسلافيا.
وخلال ذلك الوقت كان هتلر ينقذ قوات موسوليني في أماكن أخرى من شبه جزيرة البلقان. تعب موسوليني من لعبة الشريك الأصغر لهتلر وأراد إشباع غروره. وفي شهر أكتوبر 1940 غزت القوات الإيطالية المتمركزة في ألبانيا اليونان، وتوقعت أن تهزم الجيش اليوناني الفقير في عدته بسهولة، وقاتل اليونانيون ببسالة رغم التفوق العددي الكبير الذي كان يواجههم.
أرسلت بريطانيا قوة صغيرة لمساعدة اليونان، ولكن في شهر أبريل 1941 وصلت قوة ألمانية لمساعدة الإيطاليين.
بذلك أنسحبت القوات البريطانية من اليونان إلى جزيرة كريت في البحر المتوسط. وفي 20 مايو سنة 1941 هبط آلاف من جنود المظلات الألمان على جزيرة كريت وأستولوا على أحد المطارات، ثم هبط مزيد من الجنود الألمان. وكان هذا أول غزو محمول جوًا في التاريخ وقد منح ألمانيا قاعدة مهمة في البحرالمتوسط بنهاية مايو.
كانت هزائم البلقان ضربات موجعة لبريطانيا، ويعتقد بعض المؤرخين أن دوران الجيش الألماني تجاه يوغوسلافيا واليونان كان قد كلف هتلر خسائر باهضة.
غزو الإتحاد السوفييتي
لم يثق ستالين بهتلر، وبحث عن قواعد بحرية أكثر لتقوية الحدود السوفييتية. وفي نوفمبر 1939م غزا الاتحاد السوفييتي فنلندا واستسلم الفنلنديون في 1940م، بعد حرب وحشية. وفي الصيف استولى الاتحاد السوفييتي على إستونيا ولاتفيا ولتوانيا على طول بحر البلطيق.
كان هتلر يتوقع وكله ثقة بنصره على الإتحاد السوفييتي خلال فترة وجيزة لاتتعدى الشهران ولكن الشتاء كان له بالمرصاد .
وبدأ غزو ألمانيا للاتحاد السوفييتي الذي رمز له بعملية بارباروسا في 22 يونيو 1941. وأخذ الاتحاد السوفييتي على غرة، واندفعت الدبابات الألمانية عبر خطوط الاتحاد السوفييتي. وفي أثناء الأسابيع القليلة الأولى من المعركة أحاطت الجيوش الألمانية بالقوات السوفييتية وقتلت وأسرت مئات الآلاف.
ومع تقدم الألمان، ضرب الشعب السوفييتي المصانع والسدود وخطوط السكك الحديدية ومخازن الطعام وكل شيء آخر قد يكون مفيدًا للعدو. وبدا وكأن الألمان يمضون نحو النصر لكنهم بدأوا في إرتكاب الأخطاء . أرادت طلائع جيش هتلر أن تندفع نحو موسكو، لكن هتلر خطأهم، وبدلاً من ذلك فقد دعم الجيوش الألمانية المتجهة شمالاً نحو لينينغراد، وجنوبًا نحو شبه جزيرة القرم على البحر الأسود. وبينما كان الألمان يفقدون الوقت في نقل القوات، أحضر ستالين قوات جديدة. وتباطأ التقدم الألماني في سبتمبر رغم أن الألمان أخذوا مدينة كييف في الجنوب وفي شهر نوفمبر 1941 أخضع الألمان لينينغراد وبدأوا يحاصرون موسكو، ووصلت القوات ضواحي موسكو في أوائل ديسمبر، وكانت درجة الحرارة قد هبطت إلى 40ْ م تحت الصفر وبدأ شتاء قارس غير عادي مبكرًا. وكانت القوات الألمانية تعوزها الملابس الدافئة وتعاني من الصقيع. وتحطمت دباباتهم وأسلحتهم في ذلك البرد القارس، وأنقذ الشتاء الاتحاد السوفييتي.
الغزو الألماني للاتحاد السوفييتي ، برهن أن ألمانيا والاتحاد السوفييتي شريكان لا يطمئن أحدهما للآخر، ونظر هتلر إلى الاتحاد السوفييتي كعدو رئيسي لألمانيا، وخاف من الأطماع السوفييتية أن تمتد إلى شرقي أوروبا. وأراد هتلر أيضًا السيطرة على حقول قمح الاتحاد السوفييتي وحقول النفط وكان ميثاق عدم الاعتداء مع ستالين في سنة 1939م مستخدمًا فقط لإبعاد الاتحاد السوفييتي عن الحرب، بينما تكتسح ألمانيا شرقي أوروبا.
تعاون كل من فصل الشتاء وعزيمة الجيش السوفييتي والشعب على إيقاف تقدم الجيش الألماني. وتحطمت المعدات الألمانية ، وقبلها تحطمت المعنويات .
معركة المحيط الأطلسي
كانت الغواصات الألمانية تغرق السفن المبحرة إلى بريطانيا. وكانت حياة بريطانيا تعتمد على ما يشحن إليها عبر المحيط الأطلسي من أمريكا الشمالية.
بدآت معركة الأطلسي وكأن ألمانيا ستحقق إنتصاراً كاسحاً فخلال عامي 1940 ـ 1942 أغرقت الغواصات الألمانية آلاف الأطنان من بضائع الحلفاء البحرية في كل شهر. ولكن الحلفاء تغلبوا تدريجيًا على خطر الغواصات واستخدمــوا السونـــار ( الرادار الصوتي ) للكشف عن غواصات الألمان. كما ضربت الطائرات البعيدة المدى الغواصات الألمانية عندما كانت تظهر على السطح. وفي منتصف عام 1943 كان الحلفاء يغرقون تلك الغواصات بأسرع مما يستطيع الألمان أن يعوضوا ما يفقدون، وبهذا تم تجاوز أزمة الأطلسي.
نقوم في هذا السرد بالتقديم والتأخير حتى يلم القارئ الكريم بمجمل الأحداث المتشاعبة التي أحتوتها هذه الحرب التي أكتوى بنارها أغلب سكان الكرة الأرضية
التطور المذهل للحرب
أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين روزفلت حياد الولايات المتحدة الأمريكية ،لقد اعتقد الأمريكيين أن بلدهم بعيداً بعيدًا عن كل مظاهر الحرب العالمية الثانية.
قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى بالولايات المتحدة وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان
وفي 7 ديسمبر 1941 وبدون سابق إنذار، ضربت الطائرات اليابانية أسطول الولايات المتحدة الراسي في بيرل هاربر في هاواي. لقد كان الهجوم على بيرل هاربر نجاحًا كبيرًا في بادئ الأمر لليابان؛ فلقد أحدث عجزًا كبيرًا في الأسطول الأمريكي، ففي غضون ساعات أغرقت أربع من البوارج الحربية الأمريكية التي كانت راسية في بيرل هاربر، كما حطمت نحو 200 طائرة ودمرت الكثير من المعدات ، وقد شلت الغارة الجوية اليابانية الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ.
ولكنه على المدى البعيد ثبت أنه كارثة على اليابانيين فقد أدى الهجوم الجوي الياباني على بيرل هاربر إلى تحفيز الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في الحرب العالمية الثانية .
كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد ماليزيا ، و إندونيسيا ، و الفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه "من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق".بعد ذلك تنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط بأحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان ، وإستلاء الحلفاء على جزيرتي إيوجيما وأ وكيناوا مما جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة.
وجاء أعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومهاجمة "منشوريا" زيادة للضغوط الدولية على اليابان.
في اليوم السادس من أغسطس من عام 1945 ظهرت سحابة في سماء مدينة هيروشيما تشبه نبتة المشروم بإرتفـاع ( 18 كم ) ناتـجة عن أول إنفجار النووي في التاريخ وفي اليوم التاسع من نفس الشهر ألقيت القنبلة الثانية على مدينة ناجازاكي .
نهاية الحرب الفعلية
قبل أن تنتهي الحرب العالمية الثانية قرر الحلفاء أحتلالاً عسكريًا لألمانيا بعد هزيمتها، وقسموا ألمانيا إلى أربع مناطق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا، فيحتل كل منها منطقة، وأرادت القوى الأربع مجتمعة تقسيم برلين فيما بينها. وفي مؤتمر بوتسدام في يوليو 1945م حدد الحلفاء سياسة الأحتلال التي سيتبعوها ، وتم الإتفاق على إلغاء القوات المسلحة الألمانية وتجريم الحزب النازي، وبذلك فقدت ألمانيا أراضي شرقي نهري الأودر ونيس، وذهبت معظم المنطقة لبولندا. واستحوذ الاتحاد السوفييتي على الركن الشمالي الشرقي من المنطقة.
كما قدم الحلفاء القادة النازيين المتهمين بارتكاب جرائم حرب للمحاكمة وفضحت المحاكمات كل الفظائع التي ارتكبتها ألمانيا النازية، وأجريت أهم محاكمات الحرب في المدينة الألمانية نورمبرج من 1945 إلى 1949 .
إستسلام اليابان
بدأ الاحتلال العسكري لليابان في أغسطس 1945، وكان عدد الأمريكيين يفوق القوات الأخرى في مناطق احتلال الحلفاء، بسبب الدور المهم الذي قامت به بلادهم في هزيمة اليابان. أدخل الجنرال ماك آرثر كقائد أعلى لأمم التحالف، إصلاحات استهدفت تخليص اليابان من نمو سياستها العسكرية، ووضع لها دستورًا في سنة 1947 نقل بموجبه كل الحقوق السياسية من إمبراطور اليابان إلى البرلمان ك ومنع اليابان من أعلان الحرب قدمت قوات الاحتلال 25 يابانيًا ممن كانوا قادة عسكريين أو مسؤولين حكوميين ممن أتهموا بإرتكاب جرائم حرب للمحاكمة ، ونفذ الحكم بالإعدام في سبعة منهم، وأرسل الباقون إلى السجن خلال شهر سبتمبر 1951م وقعت الولايات المتحدة ومعظم أمم التحالف معاهدة سلام مع اليابان، وأقتطعت المعاهدة أراضي الإمبراطورية الواقعة خارج اليابان، لكنها سمحت لليابان بأن تعيد تسليح نفسها، وأنتهى أحتلال الحلفاء لليابان بعد أن وقعت الدول معاهدة الصلح. ورغم ذلك فإن معاهدة جديدة قد سمحت للولايات المتحدة أن تتمركز قواتها في اليابان، ووقعت حكومة الصين الشعبية معاهدة صلح مع اليابان سنة 1952 ووقع الاتحاد السوفييتي واليابان معاهدة منفصلة في سنة 1956، وبهذا أسدل الستار عن أكبر وأعنف حرب عرفها التاريخ البشري .
{facebookpopup}