منذ بدء الحرب في أوكرانيا ، وبحسب معلومات مفتوحة المصدر خسرت القوات المسلحة الروسية بعد أكثر من سنة من بدء الحرب الروسية الأوكرانية أعداد كبيرة من دبابات القتال الرئيسية التي تعرضت إما للتدمير أو الإتلاف أو الاستيلاء عليها أو التخلي عنها
و نقلاً عن تلك المصادر خسرت روسيا بالفعل عدد كبير من مختلف أنواع الدبابات مثل ( T-64BV و T-72A و T-72AV و T-72B و T-72B و 4 T-72BA و T-72B3 و T-72B3M و T-80BV و T-82UK و T-80UE و T-80UM2 و T-80BVM و T-90A و T-90M ) ومن أجل تعويض هذه الخسائر ، اضطرت روسيا إلى فتح مخازنها ونشر احتياطياتها من دبابات القتال الرئيسية , التي يعود تاريخ إنتاجها إلى ستينيات القرن الماضي ، مثل T-55 و T-62 ودفعت بأنواع معدلة من دبابات القتال الرئيسية مثل دبابة T-62MV
T-62MV هي نسخة حديثة من دبابة T-62 ، وهي دبابة قتال رئيسية تم إنتاجها في الأصل في الاتحاد السوفيتي. أنتجت دبابة T-62 لأول مرة في 1961 كترقية للدبابة T-55 ، والتي تتميز بمدفع أملس قادر على إطلاق قذائف APFSDS ، والذي كان شيئًا جديدًا في ذلك الوقت , واستخدمت الدبابة من قبل الاتحاد السوفيتي وعدة دول أخرى خلال الحرب الباردة.
خضعت دبابة T-62MV لتحسينات كبيرة خلال أعمال ترقيتها على درعها وقوتها النارية , وكان التغيير الأكثر وضوحًا هو إضافة الدرع التفاعلي "Kontakt-1"ERA (درع رد الفعل المتفجر) ويتكون من الفولاذ مع طبقة إضافية من الفينو بولي يوريثين بالداخل وهو نوع من الدروع التي تتفاعل مع تأثير الأسلحة المضادة للدبابات عن طريق الانفجار بطريقة تعطل قدرات السلاح على الاختراق وهذا يجعل الدبابة أكثر مقاومة للأسلحة الحديثة المضادة للدبابات , كما تم تثبيت درع إضافي أسفل الجزء الأمامي من الهيكل وتم توفير إطار فولاذي بين الأرضية وسقف مقصورة السائق للمساعدة في امتصاص صدمة انفجار ألغام أرضية أسفل الدبابة.
تلقت الدبابة T-62MV أيضًا ترقية لمدفعها الرئيسي ، مع إضافة مثبت لتحسين دقة إطلاق النار أثناء تحرك الدبابة وتحتفظ T-62MV بمدفع أملس 115 ملم من نفس طراز مدفع الـ T-62 الأصلي ، مع إضافة إمكانية إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات بالإضافة إلى ذخائر الدبابات القياسية الحديثة , ويشتمل التسلح الثاني للدبابة على مدفع رشاش PKT عيار 7.62 ملم مثبت بشكل متحد المحور على يمين التسلح الرئيسي , ويمكن تركيب مدفع رشاش دوشكا DShKM MG عيار 12.7 مم لأحدث نسخة من متغيرات T-62.
الدبابة T-62MV زودت بمحرك جديد V-55-5 V-12 ديزل يبرد بالماء مع نظام مضخة حقن الوقود المطورة وينتج المحرك قوة دفع بمقدار 580 حصان عند 2000 دورة في الدقيقة ما يؤمن قدرة الوصول إلى سرعة طريق قصوى تبلغ 50 كم / ساعة بسرعة أمامية و 7 كم / ساعة في الاتجاه المعاكس "الخلفي" ويبلغ أقصى مدى عملياتي لها 450 كم.
نظراً لأن دبابة T-62MV طورت عن دبابة مضى كثيراً على عمرها وفات عصرها وتغيرت التصاميم العامة لمثل هذه الأسلحة، فإن دبابة T-62MV لها قيود من حيث التنقل والحماية والقوة النارية عند مقارنتها بدبابات القتال الرئيسية الحديثة , ومع ذلك فإن إضافة الدرع التفاعلي ERA ومدفعها الرئيسي وفر لها زيادة كبيرة في القدرة والقوة على تصميم T-62 الأصلي وعلى المقدرة على الصمود في وجه قذائف الدبابات الغربية.
من المؤكد أن الحاجة لمزيد من الدبابات لضرورات المعركة المرتقبة ولتغطية جملة الخسائر التي تعرضت لها وحداتها المدرعة هو ما جعل القوات الروسية تدفع بالمزيد من إحتياطياتها المحدثة مثل دبابة T-62MV لجبهات القتال , وقد رصدت فعلياً عمليات نقل مكثفة لها على الحدود الروسية الأوكرانية.
سلاح المدرعات سلاح مهم للحروب البرية وهو سلاح لا يموت وبالإمكان تكييفه مع تطورات الزمن والدبابة المحدثة T-62MV لن تكون بقوة الدبابات الغربية الحديثة وخاصة تلك التي ترسلها دول الناتو لأوكرانيا مثل ليوبارد ولوكليرك وابرامز وغيرها لتعزيز قوتها المدرعة ولكنها على أية حال ستوفر تفوقاً كمياً يعزز من وضع المدرعات الروسية التي تحشدها روسيا للجولات القادمة وقد لا يكون لها حظوظ جيدة في منازلات الدروع المرتقبة مع أحدث ما أنتجته آلة الحرب الغربية أو حتى خلال سير معارك الدائرة في نقاط التماس وقد تصمد وتحقق نتائج غير متوقعة وهذه تترك لوقائع الحرب وما ستحمله من أخبار.
فهل سيكون للدبابة T-62MV المطورة حظوظاً كبيرة في العمليات القتالية خلال الأحداث اللاحقة لمجريات العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا أم أنها مجرد إضافة كمية لن تقدم تقدماً نوعياً حقيقياً للقوات الروسية في حربها المعقدة ضد أسلحة دول الناتو في أوكرانيا.