من ركائز بناء الجيش التخطيط والتنظيم الإداري لتفادي العشوائية والارتجالية التي تؤثر سلباً على تطور الجيش. ولعل من أبرز السلبيات التي أثرت على الجيش الليبي خلال الحقبة السابقة تغييب وحدات التنظيم والادارة وحصر دورها على الأرشيف الإداري وحفظ الملفات وتسيير الإجراءات الإدارية للأفراد.
حتى تهيأ للبعض أن دور التنظيم والادارة لايتعدى ذلك، وأصبحت مكاتب مساعدي آمري الوحدات هي التنظيم وهي الإدارة الفعلية مع صورة للحفظ في ملفات وحدة التنظيم والإدارة أو نقطة عبور المعاملات فقط.
إن دور التنظيم والادارة في الجيوش الحديثة وفق التخطيط والتنظيم الإداري المتبع يكمن في متابعة المهام والواجبات اليومية إلى تحرك الجيوش وإدارة المعركة مع تحديد كافة المهام والواجبات ومتابعة تنفيذها ومحاسبة المقصرين أو المتجاوزين لصلاحياتهم . ويأتي دور التنظيم والادارة مباشرة بعد التخطيط في العمل على تحقيق الأهداف المحددة من خلال التنظيم الفعال لإدارة الموارد البشرية والمادية، وتنظيم علاقات العمل داخل المؤسسة العسكرية، ووضع المسارات التنظيمية لكافة أفرادها بما يحقق الاستخدام الأمثل لتلك الموارد، ويضمن تلافي أي إرباك أو قصور فى سير العمل داخل المؤسسة العسكرية والاهتمام بمبدأ المسؤولية وتقييم الأداء.
الآن.. بعد شعارات بناء الجيش.. هل تغير المفهوم السابق لوحدات التنظيم والادارة ؟ وهل تم إعادة هيكلتها وتحديد مهامها وواجباتها بما يلبي متطلبات البناء وتنفيذ التخطيط وتحديد المهام ومتابعة تنفيذها وفقاً لمعايير وأسس علمية ؟ أم مازالت أسيرة أفكار الماضي و تعاني نهجه