الإدارة نحن سنخسر المعركة... قال رومل متيقناً و متحسراً.
ذلك أبان الحرب العالمية الثانية وتحديداً بعد أن تم أسر فصيل انجليزي اطلع على ما كان بحوزتهم من مراسلات متنوعة وبريد لجيش جرار يبعد عن قيادته الآف الأميال ...
عندها تأكد ثعلب الصحراء من الدقة المتناهية و التواصلية المثيرة و السريعة التي تدار بها العمليات البريطانية وحسن إدارتها فتنبأ بالهزيمة التي كانت.وقبل أن تضع الحرب أوزارها تطور علم الإدارة وخرجت الى النور بحوث العمليات وغيرها من الاساليب العلمية التي تساند علم الادارة بل وتدخل ضمن متنه.
و الإدارة بالعموم هي حسن تسهيل و تسيير الاجراءات وتسريعها وطرق واساليب وعلوم للتطوير و التقدم. عندها حتماً سيكون من المستحيل إختزالها في شخص.
كان البريد في العهد العثماني يرسل من الأستانة، وتبرق فرماناتها للإيالات التابعة عبر سفن البحر وكذلك من القلعة في ليبيا الى باقي أرجاء الوطن، عبر سفن الصحراء في مدة وجيزة جداً.
وأما ما نراه الآن من تباطؤ غريب للعجلة الإدارية؛ وتكرارا بل أشد للبيروقراطية و النتيجة دائماً تأخر البريد وضياع المراسلات والمكاتبات المهمة و انكفاء نتائج البحوث وعصارة المقترحات والتوصيات قابعة في ادراج المسئولين، لا دخل له البته بالادارة ولا يمس علومها وفنونها مطلقاً، ذلك بالرغم من كثرة الوسائل وتنوعها في زماننا، ومتى ما تسارعت عجلة الإدارة صار البناء والتقدم والتطور.