تسعى البحرية المصرية في خضم فترة مهمة من نمو القدرات، إلى استبدال غواصاتها القديمة من طراز روميو، وهو ما يمثل لحظة محورية في استراتيجية المشتريات البحرية. تاريخيًا، كانت فرنسا وألمانيا وإيطاليا المستفيدين الرئيسيين من
طلبات البحرية المصرية. ومع ذلك، فإن دخول مقدمي العروض من كوريا الجنوبية قد يعطل الشراكة الطويلة الأمد في المشتريات البحرية بين مصر وفرنسا.
تعود جذور قوة الغواصات الحديثة في البحرية المصرية إلى أواخر الستينيات، عندما كان الاتحاد السوفييتي هو المورد الرئيسي لمعدات الدفاع خلال تلك الفترة، سلم الاتحاد السوفييتي غواصتين تقليديتين من فئة ويسكي من مشروع 613 وست غواصات من فئة روميو من مشروع 633 إلى مصر. وقد شكل قطع العلاقات مع الاتحاد السوفييتي في السبعينيات تحديات كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بدعم غواصات روميو التقليدية بسبب نقص قطع الغيار وخدمات الدعم المضمونة.
ولمعالجة هذه التحديات، لجأت مصر إلى الصين في أوائل الثمانينيات، فاستحوذت على أربع غواصات من طراز 033 ES5A، وهي النسخة الصينية من روميو إس إس كيه. ومع ذلك، لم تكن هذه الغواصات خالية من المشاكل، مما دفع مصر إلى إجراء برنامج تجديد وتحديث . وبحلول عام 1988، أصبحت الولايات المتحدة موردًا رئيسيًا لاحتياجات الدفاع المصرية، وتم توقيع عقد بقيمة 116 مليون دولار أمريكي مع شركة تاكوما بوت لتجديد غواصات روميو. وشمل هذا التحديث القدرة على إطلاق صواريخ UGM-84 Harpoon المضادة للسفن وطوربيدات Mk 37، بالإضافة إلى أنظمة سونار جديدة ومراقبة النيران.
على الرغم من توقع الحصول على فئة جديدة من الغواصات في التسعينيات، إلا أنه لم يتم شراء غواصات جديدة إلا في عام 2011. وقعت مصر عقدًا مع شركة ThyssenKrupp Marine Systems (TKMS) لشراء غواصتين من طراز 209/1400mod. تم توسيع نطاق هذا العقد في عام 2015 ليشمل غواصتين إضافيتين. تم تسليم الوحدة الأولى، S41، إلى البحرية المصرية في ديسمبر 2016، تليها S42 في أغسطس 2017، و S43 في أبريل 2020 ، والوحدة الأخيرة، S44، في يوليو 2021. عزز إدخال الغواصات من طراز 209/1400mod بشكل كبير من القدرات البحرية المصرية. ومع ذلك، استمرت قوارب روميو في العمل، مما يسلط الضوء على ضرورة الاستبدال.
وتواجه البحرية المصرية تحديًا مزدوجًا يتمثل في توليد متطلبات تشغيلية واقعية وتطوير استراتيجية لنقل التكنولوجيا، وهو ما من شأنه تمكين الإنتاج المحلي والدعم الطويل الأجل للغواصات المستقبلية. ومن بين المنافسين المحتملين لهذه الفئة الجديدة من الغواصات فرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية.
كانت فرنسا موردًا رئيسيًا للمعدات الدفاعية لمصر، بما في ذلك سفينتان حربيتان من طراز ميسترال وفرقاطة من طراز فريم، تحيا مصر. كما وقعت مصر عقدًا مع Naval Group لشراء أربع طرادات من طراز Gowind 2500، حيث يتم بناء ثلاث منها في حوض بناء السفن بالإسكندرية في مصر بعد برنامج ناجح لنقل التكنولوجيا. تعد الغواصة من فئة Barracuda، التي خرجت منتصرة في متطلبات الغواصة من فئة Attack في أستراليا في عام 2016 قبل إلغاء البرنامج في عام 2021، منافسًا قويًا. مؤخرًا، تم اختيار Barracuda لبرنامج الغواصات من فئة Orka التابع للبحرية الملكية الهولندية، مع توقيع العقد في سبتمبر 2024.
وتتصور مجموعة نافال أن فئة باراكودا عبارة عن مجموعة قابلة للتطوير من الحلول المصممة لتلبية متطلبات العملاء المتنوعة. ويشير وصفها بأنها "غواصة استكشافية" إلى إزاحة أكبر ونطاق تشغيلي ممتد، مما قد يغطي مساحة أكبر بكثير من الغواصات المصرية الحالية.
وباعتبارها المورد الحالي للغواصات، تظل شركة TKMS منافسًا هائلاً. فبالإضافة إلى الغواصات من طراز 209/1400mod، وقعت شركة TKMS عقدًا في عام 2018 لتزويد مصر بأربع فرقاطات من طراز MEKO A-200EN، ثلاث منها بنيت في ألمانيا وواحدة في ترسانة الإسكندرية. وتم تشغيل الوحدة الرئيسية، العزيز، في نوفمبر 2022، تلتها القهار في مايو 2023. وتم تسليم الوحدة الثالثة، القدير، في ديسمبر 2023، ومن المقرر تسليم الوحدة الأخيرة، الجبار، في أكتوبر 2025.
وقد أثبتت كل من Naval Group وTKMS قدرتهما على تقديم برامج نقل التكنولوجيا إلى مصر بنجاح، وهو عامل حاسم في تلبية متطلبات برنامج الغواصات.
وقد اجتذب الطلب المصري، الذي يقدر بنحو أربع غواصات، متنافسين جدد من كوريا الجنوبية، بما في ذلك شركة هانوا أوشن وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة. ويجلب هؤلاء المتنافسون المزيد من المنافسة إلى المناقصة، حيث يقدمون حلولاً مبتكرة وشروطاً مواتية لنقل التكنولوجيا والتمويل.