أستغرب خبراء دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقوية القدرات النووية لبلاده، ووصفوا القوة النووية الأمريكية بأنها منقطعة النظير وستظل كذلك مع تنفيذ برنامج تحديث ذات كلفة عالية وكان ترامب قد أعلن في مقابلة مع وكالة رويترز يوم الخميس 23 فبراير أن الولايات المتحدة
تراجعت من حيث قدرات الأسلحة النووية وتعهد بضمان أن تكون بلاده "الأكثر تفوقا" مع تنفيذ برنامج تحديث تصل تكلفته إلى أكثر من تريليون دولار.
ومع أن روسيا تنشر حاليا عددا من الرؤوس النووية الاستراتيجية يزيد بواقع 200 رأس عما تنشره الولايات المتحدة، إلا أن البلدين ملتزمان بالمعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية تمّ إبرامها عام 2010م وتعروف باسم (نيو ستارت) تقضي بتقليص ترسانتيهما النوويتين لمستويات متساوية بحلول الخامس من فبراير 2018م.
وتلزم المعاهدة البلدين بخفض الرؤوس النووية الاستراتيجية المنشورة إلى ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا لكل منهما بحلول فبراير عام 2018م، وهو أدنى مستوى منذ عقود، كما تحد من نشر الصواريخ على البر وتلك التي يمكن إطلاقها من غواصات ومن القاذفات الثقيلة المجهزة لحمل أسلحة نووية.
وقال ستيفن شوارتز خبير الأسلحة النووية المستقل، إن ترامب "يقول إننا لا يمكن أن نتخلف في مجال القوة النووية نتخلف عمّن وكيف؟" وأضاف "ليس واضحا لي ولا لكثير من زملائي ما يتحدث عنه الرئيس عندما يتعهد بتوسيع قدرة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأسلحة النووية".
وأضاف: كما أن الميزة التي تتمتع بها الولايات المتحدة لا تعتمد على عدد الرؤوس النووية التي يمكن نشرها مقارنة بما يمكن أن تنشره روسيا، وإنما على أنظمة الإطلاق الأكثر تقدما.
وأوضح شوارتز إن معظم قوة موسكو النووية - التي يجري تحديثها الآن أيضا - تتضمن صواريخ باليستية عابرة للقارات موضوعة على البر، وموسكو تبلغ واشنطن بأماكنها تماشيا مع اتفاقات الحد من الأسلحة. وأضاف أن الولايات المتحدة تحتفظ بأسطول "منيع" من الغواصات المجهزة لحمل أسلحة نووية تحت المحيطين الأطلسي والهادي، ولا سبيل لرصدها.
واستخف هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، بقلة خبرة الرئيس ترامب، وقال إن الرئيس"يحتاج بوضوح إلى إطلاعه على قدرات القوة النووية الأمريكية".