ولا نزال نستذكر معارك العزة والكرامة معارك الجهاد الليبي التي قدم فيها المجاهدين أرواحهم رخيصة لأجل الدين والوطن تلك الملاحم البطولية التي خاض فيها المقاتلون أعتى المعارك مع قوة الإحتلال الإيطالية التي تعد خامس أكبر قوة في العالم آنذاك تلك الملاحم الوطنية البطولية التي أمتزجت فيها الدماء بأديم الأرض الليبية
في مشارق البلاد ومغاربها وجنوبها برغم قلة العدد والعتاد إلا أنها ومع الهزائم التي تكبدها العدو قدمت درساً في النضال والكفاح المسلح لأجل الحرية.
جرت أحداث معركة الكويفية في 27 نوفمبر 1911م خلال بدايات مرحلة الجهاد والكفاح المسلح رفضاً لوجود المستعمر الإيطالي على الأرض الليبية ومنطقة الكويفية من المواقع الهامة التي أقام فيها المجاهدين خطوطهم الدفاعية للوقوف في وجه التوسع الإيطالي وذلك لضرب قواعده في بنغازي وقد كانت الكويفية وبنينا من المواقع الأمامية الهامة التي ظلت طوال فترة التي أعقبت إحتلال الإيطاليين كقواعد تنطلق منها هجمات المجاهدين نحو الخطوط الإيطالية وشغلها بإستمرار .
حاول الإيطاليون عقب نزولهم ببنغازي وإحتلالهم لها السيطرة على تلك المناطق الخلفية ولكن دون جدوى فقد كانت محاولاتهم الهجومية أو الإستطلاعية تفشل وترد على أعقابها .
وبناءاً على ما تقدم خرجت دورية إستطلاعية إيطالية مشكلة من الفرسان يوم 27 نوفمبر فتصدى لها المجاهدون وكبدوها خسائر فادحة ما أضطر القيادة الإيطالية إلى تحريك قوة كبيرة بقيادة الجنرال السندرو وهو من كبار قادة الغزو الإيطالي للقيام بعملية إنتقامية وإسكات مجموعة المجاهدين المتمركزة بالكويفية وتعترف المصادر الرسمية الإيطالية بأن قواتها أستقبلت بنيران غزيرة ودفاع شرس ولم تتمكن قوتها من الصمود ومواصلة القتال إلا بعد أن أستخدمت المدفعية في القصف على مواقع المجاهدين كما أستعانت بالقطع البحرية المرابطة على الساحل في عملية القصف ورغم ذلك عاود المجاهدين هجومهم بعد تنظيم صفوفهم وأستطاعوا تطويق قوة العدو وضرب جانبيه ومؤخرته في مناورة حربية فاعلة أنهكت الإيطاليين وأضطرتهم إلى الإنسحاب والعودة مرة ثانية نحو قواعدهم في بنغازي وبقت الكويفية شوكة في خاصرة القوات الإيطالية ومصدراً دائماً للإزعاج المستمر وفي كل مرة تقوم وحدات المدفعية المدفعية والسفن البحرية بقصفها إنتقاماً لهزائمها المتكررة وإخفاقها في السيطرة على هذا الموقع الهام ولكن دون جدوى .
لم تتمكن القوات الغازية من السيطرة على الكويفية إلا في نهاية أبريل 1913 أثناء زحفها على توكرة متجهة نحو مناطق الجبل الأخضر وكان لذلك الحدث وقع كبير عليها حيث أنها نجحت في السيطرة على معقل مهم للمجاهدين كان سبباً في الكثير من خسائرهم .