عرفت طوابير حرس الشرف منذ القدم وتنوعت في مهامها ولباسها وتسليحها وطقوسها ففي عصر الفراعنة والأشوريين كان هناك حرس فرعوني خاص يرافق الملك في جولاته وزياراته للأقاليم المصرية القديمة وكان ذلك لغرض حماية الفرعون الملك وإضفاء نوع من العظمة على شخصه وكذلك لإظهار الرهبة في نفوس أعدائه وللقيام بإخماد اى تدمر قد يواجه الفرعون الملك من قبل الرعية إثناء تجواله.
وفي العصور الوسطى عصور الإقطاع كان للملوك في أوروبا أنواع عديدة من الحرس الشرفي فكان هناك الحرس الخاص الذي يرافق الملك وهو من طبقة الاقطاعين وأبناء الحاشية المقربة من الملك لا نهم كانوا أكبر المستفيدين من سلامة الملك وبسط نفوذه على إرجاء الدولة كما كان للملك حرس مميز في كل إقليم من أقاليم الدولة يتميز عن غيره من الأقاليم في اللباس والسلاح والخيول وتجهيزها يقوم بحراسته عند قدومه للإقليم أما في الصين واليابان فكان للإمبراطور حرس إمبراطوري خاص يدين بالولاء المطلق للإمبراطور ويتمتع بامتيازات كبيرة عن باقي جيوش الإمبراطورية وكان أفراد الحرس من مجهولي النسب العائلي حتى لا يكون لهم ولاء لغير الإمبراطور فهو الأب الروحي والعائلي لحرسه .وفي كل ما تقدم كان أفراد الحرس سواء فرعوني أو اشوري أو إمبراطوري أو إقطاعي كانوا يتميزون عن غيرهم في كل شئ في المأكل والملبس والرواتب والمسكن والتسليح فكانوا يحضون بالرعاية الخاصة ليضلوا أقوياء بدنياً وأشداء تدريباً وتسليحاً ومعنوياً حتى يكونوا على درجة كبيرة من الولاء والطاعة العمياء للملك أو الإمبراطور .
أما في عصر النهضة والعصر الحديث فقد تغير إلى حد كبير مفهوم حرس الشرف وأصبح يستخدم كنوع من الحفاوة وحسن الاستقبال سواء للملك أو الرئيس أو مسئولي الدولة الوطنين وكذلك الضيوف الأجانب من هم في مرتبة الملك والرئيس أو من كبار المسئولين وليس لغرض الحماية والحراسة كما كان في السابق وقد أنقسم حرس الشرف في العصر الراهن إلى ثلاث مدارس مختلفة
المدرسة الألمانية - الروسية - والمدرسة الفرنسية - الاسبانية . والمدرسة الانجلو ساكسونية .
المدرسة الألمانية - الروسية :
وهي المتبعة في دول أوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي السابق والصين وربما اليابان ولها نظامها الخاص بها من حيث العرض والتسليح والقيافة وتتفق مع المدارس الأخرى في كثير من النظم سنأتي على ذكرها لاحقاً .
المدرسة الفرنسية - الاسبانية :
وهي المتبعة في فرنسا واسبانيا ومستعمراتهما السابقة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وهي كذلك تتوافق مع المدارس الأخرى في الأمور التي سيأتي ذكرها .
المدرسة الانجليزية :
وهي المتبعة في بريطانيا ومستعمراتها السابقة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ودول الخليج العربي وهي النظام المتبع في ليبيا والذي سوف يتناوله شرحنا اللاحق.
حرس الشرف وفقاً للنظام الانجليزي والمتبع في ليبيا مع بعض التحوير الطفيف هو كما يلي : -
درجات حرس الشرف
حرس الشرف على ثلاث درجات : الأولى والثانية والثالثة وذلك حسب الحجم الذي يعد وفقاً لرتبة الضيف المحتفي به.
1- حرس شرف من الدرجة الأولى :
يتكون من عدد 100 ضابط صف وجندي وعدد ثلاثة ضباط واحد منهم حامل الراية -الضابط الأقدم ويدعى آمر حرس الشرف والثاني ويدعى ضابط الحرس والثالث وهو حامل الراية .
ويسلح الضباط بسيوف العرض أما المراتب بالبنادق وتكون رتبة آمر حرس الشرف بين الرائد والعقيد وضابط الحرس بين النقيب والمقدم وحامل الراية بين النقيب والرائد .
ويعين عدد 2 ضابط صف برتبة عريف أو رئيس عرفاء لحراسة الراية .
وقد يشكل حرس الشرف الدرجة الأولى من صنف واحد من القوات برية أو بحرية أو جوية أو حتى الشرطة .
وقد يتشكل من فروع القوات المسلحة الرئيسية بالدولة أي يتكون من القوات البرية والبحرية والجوية وغيرها على أن لا يزيد عدده فـي هـذه الحالة عن 120 فـرداً عدا الضباط وحرس الراية عندما يكون مركـباً وعدد 100 فرداً عدا الضباط وحامل الراية عندما يكون من صنف واحد من القوات .
يصاحب حرس الشرف الدرجة الأولى جوق موسيقي كامل (أكثر من 40 عازفاً ) وطاقم مدفع للرماية عندما يؤمر بذلك ( علماً بأن الذخيرة التي تستخدم في الرماية هي ذخيرة صوتية فقط ) وتصطحب الوحدة المكلفة بإعداد حرس الشرف رايتها الخاصة وعندما يكون الحرس مركبا تستعمل راية القوات المسلحة .
مع ملاحظة أن الراية يجب أن لا تستخدم أو ترفع بعد غروب الشمس وحتى شروق اليوم التالي .
لمن يعد حرس الشرف الدرجة الأولى :
قائد الثورة ورؤساء وملوك الدول أو ممثليهم ضيوف ليبيا عند الزيارات الرسمية فقط أما الزيارات العائلية والسياحية والعلاجية وغيرها فلا يعد لها حرس شرف .
ويكون حرس الشرف أما مفرداً أو مركبا مع الجوق الموسيقي الكامل وقد يؤمر بالرمي المدفعي أولاوذلك حسب أهمية ومكانة الضيف ودرجة حرارة الاستقبال وقد يرمي المدفع 7 طلقات أو 14 طلقة أو 21 طلقة وسنأتي على توضيح ذلك لاحقاً .
2- حرس الشرف الدرجة الثانية :
ويتكون من عدد 50 جندياً وضابط صف وعدد ( 2 ضابط آمر الحرس وضابط الحرس ) ونصف جوق موسيقي 20 عازفاً وبدون راية وبدون مدفع ويسلح المراتب بالبنادق أما الضباط فبسيوف العرض ويكون الحرس غير مركب آي من صنف واحد من القوات ويتم إعداده لرؤساء الوزراء ورؤساء مجالس النواب ووزراء الدفاع ورؤساء الأركان أو من في مستواهم الوطنين والضيوف الأجانب في الزيارات الرسمية فقط .
3-حرس شرف الدرجة الثالثة :
ويتكون من عدد 30 من ضباط الصف والجنود وعدد ( 1 ) ضابط هو آمر الحرس ويسلح بسيف عرض أما المراتب فالبنادق مع مبوق الوحدة وعدد ( 3 )
طبالين وبدون راية أو مدفعية ويعد للوزراء وقادة الفرق والألوية ومديري الهيئات والإدارات بالقوات المسلحـة ( الشعب المسلح ) الوطنيين والضيوف الأجانب في الزيارات الرسمية فقط .
** معلومات إضافية هامة :
1- لا يتم أنزال الراية إلا في حضور رئيس الدولة شخصياً حتى ولو كان الضيف رئيساً أوملكاً .
2-لا يمد البساط الأحمر إلا لمن في مستوى الرئيس أو الملك أو من يمثله .
3- يعزف سلام دولة الضيف عند الاستقبال أولاً تم سلام الدولة المضيفة ويكون العكس عند التوديع .
ويكون عزف السلام عند تعدد الضيوف وفقاً لأسبقية الحروف الأبجدية لأسماء دول الضيوف وحسب الحروف اللاتينية .
4- قد يتم إعداد منصة شرفية لوقوف الضيف المستقبل له وقد لا يتم وذلك وفقاً للإمكانيات المتاحة .
5- يتم التفتيش على حرس الشرف أولاً ثم مصافحة المستقبلين من كبار رجال الدولة والسفراء الأجانب عند الاستقبال . أما عند التوديع فيكون التفتيش على حرس الشرف هو آخر مراسم التوديع أي بعد مصافحة المودعين .
6- يجب أن تكون واجهة حرس الشرف في اتجاه قدوم الضيف وليس العكس .
7- يجب أن يصطف كبار المستقبلين على يمين طابور حرس الشرف حسب درجة مناصبهم عند الاستقبال ويساره وبعكس درجة المناصب عند التوديع .
8- يجب توقيت رمي المدفعية بحيث يتزامن مع لحظة وصول الضيف وحتى الانتهاء من مصافحة كبار المستقبلين ولا يتم الرماية عند التوديع مطلقاً .
9- عند الزيارات التي تتم في جبهات القتال يتم إعداد حرس الشرف بسرية من وحدة واحدة أو فصيل حسب رتبة الضيف وبالسلاح الشخصي الميداني للضباط والمراتب وبدون موسيقى إذا لم يتيسر ذلك وبدون راية أيضاً .