قد يكون من نافلة القول ان الأزمة تدار قبل واثناء وبعد وقوعها من خلال مجموعة من المراحل والتي يجب علي المسؤولين ومتخذي القرار معرفتها حيث يعتبر هذا نوعاً من التشخيص الازمة
،وبناء عليه يتحدد التصرف والعلاج ، والخطأ في التشخيص يعني خطأ في العلاج مما يؤدي إلي انفجار الأزمة واستفحالها ، فكلما كان التشخيص سليماً في بداية مرحلة الأزمة وقبل وقوعها كان العلاج سهلاً وبسيطاً،وتمر كل الازمة بعدد من المراحل الاساسية هي علي النحو التالي:
1) مرحلة الاستعداد والوقاية : وهي المرحلة التي يجب فيها الاستعداد لمواجهة ما يمكن ان يحدث في المستقبل من خلال رصد مكامن الاخطار والتنبؤ واعداد العدة للمواجهة والاستجابة وذلك بحصر الامكانيات واعداد القيادات التي لها القدرة على التنبؤ واعداد السيناريوهات لتكون جاهزة لقيادة مراحلة انفجار الازمة لا سمح الله.
يجب أن يتوفر لدى المنظمة استعدادات وأساليب كافية للوقاية من الأزمات، وذلك بجمع المعلومات وتحليلها واستنتاج الحقائق والربط بين إشارات الإنذار، والعمل على تدريب العاملين على مواجهة الأزمات والأساليب المستخدمة في ذلك ،وتوفير الموارد المادية والبشرية ،وتكوين فريق لإدارة الأزمات
،وتصميم السيناريوهات وتحديد المهام والواجبات حتى يصبح دور كل فرد مألوف لديه تماماً(حقائب الأزمات) ووضع الخطط اللازمة لإدارة الأزمات.
2) مراحلة اكتشاف اشارات الانذار :
عادة ما ترسل الأزمة قبل وقوعها بفترة طويلة سلسلة من إشارات الإنذار المبكر أو الأعراض التي تتنبأ باحتمال وقوع الأزمة، وتمثل إشارات الإنذار المبكر مشكلة، حيث يستقبل المديرون العديد من أنواع الإشارات في نفس الوقت ،ويكون من الصعب عليهم عندئذ التقاط الإشارات الحقيقة الهامة، وبالإضافة إلي ذلك فإن كل أزمة ترسل إشارات خاصة بها، وقد يصعب التفرقة بين الإشارات الخاصة بكل أزمة على حدة. وعلى سبيل المثال فقد تكون الكتابة على الجدران أو في بعض الأماكن الخاصة مثلا تعبيراً عن غضب في صدور بعض الافراد أو ربما لا تحمل هذا المعنى إطلاقاً
وربما تعني زيادة عدد أعطال الآلات بمصنع ما فجأة إشارة إنذار مبكر لعمليات تخريب داخلي متعمد .
إن من أحد الوظائف الهامة لفريق إدارة الأزمات الأشراف علي عملية اكتشاف إشارات الإنذار وتعقبها وتحليلها وغالبا ما تنذر تلك الاشارات باحتمال نشوب ازمة ما ،وكثيراً ايضاَ ما يتم تجاهل تلك الاشارات بسبب ثقافة سائدة في المنظمات اتجاه جهود إدارة الأزمات ، حيث يعتقد القائمون على تلك المنظمات انهم محصنون وغير قابلون للتعرض للأزمات.
3) مرحلة انفجار الازمة (احتواء الازمة ):
عندما تفشل المنظمة في قراءة إشارات الإنذار المبكر وتحليلها ودراستها فيصبح من المستحيل منع الأزمة من الوقوع وتصبح الأزمة أمرا واقع ينبغي مواجهته، وهنا يجب تنفيذ الخطة الموضوعة مسبقاً والمحدد فيها الأدوار المختلفة والاختصاصات والتعامل الفعلي مع الأزمة ،ويتوقف النجاح في إدارة هذه المرحلة على المهارة والتدريب والخبرة وتفويض الصلاحيات لفريق إدارة الأزمة، كما تلعب أنشطة العملية الإدارية من تنسيق وقيادة واتخاذ القرار والاتصال دوراً هاماً في التعامل مع الأزمة وما تفرزه من نتائج ، كم يعد توفر المعلومات عنصراً هاماً من عناصر النجاح في التعامل مع هذه المرحلة .
4) مرحلة استعادة النشاط:
عندما تنتهي الأزمة ،وتنحسر موجة ضغطها ،فإن مرحلة جديدة تبدأ مرحلة ترتبط ارتباطاً جذرياً وقوياً بأسلوب جديد في التفكير، وتعميق الشعور بأهمية التجديد من أجل النهوض والتواصل، مرحلة يجب الاهتمام فيها بالقضاء على الآلام والمعاناة التي سببتها الأزمة ،والعمل على وحصر الأضرار والخسائر وإعادة الحال إلى ما كان عليه، واقتناص الجانب الايجابي ،والاتجاه سريعاً للإصلاح والمعالجة .
5) مرحلة الدروس المستفادة :
أن الأزمة هي وسيلة للتعلم بل هي مدرسة يمكن أن نتعلم منها الكثير، ولكن كيف يمكننا أن نتعلم منها .. ؟ يمكن ان نستفيذ من الازمات من خلال الاتي:
- توثيق الأزمة بإصدار كتيب أو نشرة عما حدث.
- مراجعة الأزمة وذلك للمعرفة وتذكر الخطوات التي مرت ،والتعرف على الصواب والخطأ التدريب المستمر والدائم للأفراد وفرق العمل عن كيفية دراسة وتحليل إشارات الإنذار، وخاصة تلك الإشارات التي هملت وسببت الأزمة.
- إطلاق شعارات جديدة وذلك لكي تثير الانتباه إلي قيم الاستعداد ،والوقاية ، وإشارات الإنذار ،والكفاءة والجودة.
- تحفيز التعلم و التدريب وذلك بتقديم الحوافز المادية والمعنوية لحضور برامج التدريب ولقاءات دراسة الأزمة
- تعميم التعلم و تعميم تجربة إدارة الأزمة ودراسة الظروف المشابهة في المستقبل.
- اجتماع فريق إدارة الأزمات: وذلك بشكل دوري الدراسة الأزمات المشابهة والخروج منها بدروس المستفادة .