كانت التسمية قد اطلقت علي عملية العدوان الصهيوني على غزة في نهاية سنة 2008 و بداية 2009 و لكن أن نرى الرصاص ينهمر علينا و متى و نحن في نشوة النصر او ربما في ذروة الغضب او حتى الحزن و قد تنزل مئات الطلقات على رؤوس البشر لاننا نواري شهيداً أو نزف عريساً فذلك قد يحتاج الى تحليل نفسي او اجتماعي يحلل فيه ثقافة و عقلية الشعوب التي تنتشر فيها هذه الظاهرة .
و ببحث سريع يتبين ان هذه الظاهرة منتشرة في الشرق الأوسط و بعض دول البلقان و شمال الهند و طبعاً باكستان و افغانستان لكن لماذا نحتفل أو نعبر عن مشاعرنا بقتل الآخرين ؟ ..
حتى بعد التيقن من ان إطلاق النار الإحتفالي محرم شرعاً لأنه ببساطة يسبب في القتل, و طبعاً لم يصدر أي قانون يجرم هذا الفعل ! .. على عكس جمهورية مقدونيا التي تصل عقوبة اطلاق النار في الهواء بها الى 10 سنوات سجن و في ولاية وسيكنسون الامريكية تصل العقوبة إلى 25 سنة.من الناحية العلمية تكفي سرعة 50 متر في الثانية للرصاصة لاختراق جسم الانسان بينما تصل سرعة اطلاقة الكلاشن كوف عند رجوعها الى الارض الى حوالي 200 متر في الثانية و كلما زاد الارتفاع الذي تصل إليه الرصاصة عموديا كلما زادت سرعة ارتطامها بالارض بفضل اكتسابها طاقة حركة أكبر و يحدث ذلك بأن تتحول طاقة الحركة التي اكتسبها المقذوف عند انطلاقه و صعوده لأعلى الى طاقة وضع و عند توقف المقذوف عن الارتفاع بسبب جاذبية الارض و احتكاك الهواء يبدأ بالسقوط لأسفل و تتحول كل طاقة الوضع التي اكتسبها بالارتفاع الى طاقة حركة مجدداً تتحول الى سرعة تزيد بشكل مضطرد و هي اقل من سرعة خروج المقذوف من السبطانة التي قد تصل الى 1000 متر في الثانية و لكنها بدون شك تكفي للقتل حيث ان بعض الاحصائيات العالمية تشير الى ان حوالي ثلث الذين يصابون من الرصاص الساقط من الاعلي تكون اصاباتهم قاتلة , كما ان 80 % من تلك الاصابات تكون في الرأس و الاكتاف.
حيث تكفي سرعة من 46 الى 52 متر/الثانية في اختراق جلد جسم الانسان و عندما تصل السرعة الى 60 متر/ الثانية يمكنها بسهولة اختراق الجمجمة البشرية. و بما إنه لا تتوفر احصائيات في ليبيا عن عدد الموتي و المصابين من هذا النوع من طرق الاحتفال الهمجية الا انه يمكن استخدام الكويت كمثال ففي احتفالات التحرير سنة 1991 توفي هناك عدد 20 شخص من اصل 38 سقطت عليهم الرصاصات الاحتفالية !! و نترك مقارنة ما حدث هناك بما حدث في ليبيا مع الاخذ في الاعتبار الكمية الهائلة من قطع السلاح المنتشر و لاعداد الكبيرة من المسلحين و طبعا الفرص التي سنحت للاحتفال بسبب و بدونه , حتى ان مراسلي محطات الاخبار الاجنبية اجبروا من قبل محطاتهم على ارتداء الخوذة و السترة الواقية من الرصاص حتى بعد انتهاء المعارك بسبب تضاعف احتمال اصابتهم برصاصة ساقطة من الاعلي او طائشة من الاعلي او طائشة من هنا او هناك.
العديد منا يحتفظ بذكري من تلك الاحتفالات وفيات و اصابات و ثقوب في زجاج او سقف السيارة او المنزل و لا شك ان الفتوى التي اصدرها مفتي البلاد بحرمة اطلاق الرصاص في الهواء قد اثرت بشكل كبير و وعى فيها المجتمع ان هذه ظاهرة سلبية يجب الاقلاع عنها و ستختفي باختفاء المظاهر المسلحة من الشارع. حرمة إطلاق الرصاص في الهواء)
إطلاق النار في الهواء لا يجوز , ومن فعله فهو آثم وعليه إن تسبب في قتل أحد ,الصوم والعقوبة
{facebookpopup}