دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الثامن وتباينت وجهات النظر حول ما ستؤول إليه حالة الحرب وفق مجريات الأحداث, فتارة تتعقد الأمور بين السياسة والإقتصاد والحرب لتنهال الصواريخ على كييف في تغيير لوتيرتها وحدتها , وتارة أخرى ينسحب الروس
بعد مشاكل لوجستية لقواتهم ليتقدم الأوكران سريعا لإستعادة مدن ومناطق كانت محتلة منذ أشهر وفي خضم تلك الأحداث السريعة والمحيرة أصبح التنبوء بنهاية الحرب لا يخرج عن ثلاثة سيناريوهات رئيسية محتملة ، وهي لا تعني اقتصار مسارات الحرب على هذه السيناريوهات الثلاثة فقط ، بقدر ما تتضمن جمع ودمج للعديد من الفرضيات التي تم تناولها من قبل الباحثين والمهتمين بشؤون الحرب وتحليل النزاعات حول العالم.
وكل تلك الفرضيات والسيناريوهات المتوقعة هي محصلة دراسة وتخمين نظري مبني على معطيات متغيرة، قدمتها مراكز تفكير دولية، بينها مجلة فورن أفيرز، ومعهد كينغز كولدج، ومركز كارنيغي للسلام الدولي وغيرها، وفي هذا السياق تتباين الآراء وتتزايد التنبؤات حول نهاية هذه الحرب المفصلية والتي تتأثر بها معظم دول العالم، غير أنه ولحتمية النهايات؛ فإنها لن تخرج عن الاحتمالات البديهية لنهاية أي صراع، فإما انتصار طرف وهزيمة آخر، أو ربما وصول الأطراف إلى نقطة تعادل قد تسفر عن تسوية ما، وفيما يلي إيجاز لثلاثة سيناريوهات متوقعة لهذه الحرب:
- حرب منهكة وطويلة الأمد ينتج عنها مفاوضات صعبة ومعقدة لوقف إطلاق النار، تتوسط فيها دول محايدة، قد تؤدي إلى تنازل أوكرانيا ومن ورائها الغرب عن بعض الأراضي التي استطاعت روسيا التمسك بها بشدة بالغة، كجزيرة القرم على سبيل المثال، ورغم ما يمثله ذلك من تراجع عسكري وخسارة لبعض المكاسب التي حققها الجيش الروسي على الأرض في بداية الحرب؛ إلا أنه سوف يُعد نصرًا سياسيًا لروسيا، وسيكون بداية لإرساء نظام عالمي جديد تعاد فيه صياغة العلاقات الدولية بشكل مختلف عما سبق هذه الحرب !
- حرب متصاعدة الحدة مع ضربات مؤلمة لروسيا على غرار تفجير جسر القرم، مع عدم قدرة الجيش الروسي على إحداث أي تقدم ميداني هام في مقابل الهجمات الأوكرانية المؤثرة، والمدعومة بشكل مباشر بالقدرات العسكرية الغربية سواء على مستوى التسليح، أو على المستوى المعلوماتي والتقني، والتي استطاعت من خلالها استعادة السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في الشهور الأخيرة، وهو ما قد يدفع بالقيادة الروسية إلى استخدام قدراتها النووية التكتيكية لإحداث الشلل والصدمة في جانب الخصم، الأمر الذي سينقل الصراع إلى مستوى آخر يصعب التكهن بمداه، خصوصًا إذا ما أخذ في الاعتبار التصريحات الغربية الصارمة في هذا الشأن، والتي تؤكد بأن الرد على استخدام روسيا للسلاح النووي سيكون سريعًا ومدمرًا !
- حرب مستمرة مع زيادة وتيرة التعبئة العسكرية بين المواطنين الروس، بالتزامن مع تصاعد العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب وشركاؤه، ما قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات وقلاقل في الداخل الروسي بسبب تردي الأوضاع المعيشية التي ستزداد سوءًا بمرور الوقت، مع توقع حدوث صدمة انشطار مصالح في قلب كتلة الرئيس بوتين الصلبة تسفر عن الإطاحة به، بالنظر إلى وجود تقارير متطابقة عن مقتل العديد من الشخصيات المقربة من سلطة الكرملن في ظروف غامضة، وذلك بعد فترة وجيزة من بدء هجوم الجيش الروسي على أوكرانيا، وقد كان آخر تلك الشخصيات السيد ( رافائيل ماغاتوف ) رئيس شركة النفط والغاز الروسية ( لوك أويل )، والذي قيل بأنه رمى نفسه من الشباك بينما كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات موسكو، وهو ما يوحي بوجود صراع بين أجنحة الحكم قد يظهر للعلن في أي لحظة، في شكل يشبه ما حدث عام 1993م عندما قصفت الدبابات الروسية مبنى البرلمان بسبب خلاف حاد داخل القيادة الروسية، وهذا ما سيترتب عليه هزيمة روسيا ودخولها في أزمات مرهقة لسنوات طويلة قادمة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
موقع الجزيرة نت: https://www.aljazeera.net/politics
موقع بي بي سي عربي:https://www.bbc.com
موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط:https://carnegie-mec.org/diwan
موقع دويتشه فيله : DW: https://www.dw.com
موقع بوابة الوسط: https://alwasat.ly/news/international
موقع مجلة اندبندنت عربية: https://www.independentarabia.com/nod