وفي ظل التطوّر التكنولوجي المتلاحق في وسائل الدّفاع ومختلف الوسائط الحربية، تزداد الحاجة إلى رفع القدرات البشرية وتنمية المدارك لمواكبة هذا الزخم التقني الرفيع الذي تشهده آلة الحرب. وقد بات من اللازم تحديث المناهج والنّهوض بالتدريب والتأهيل، بما يؤسّس
لموجبات الكفاءة والإقتدار في صفوف منتسبي الجيش، وبما يتماشى مع واقع الحال.
وبالموازاة مع ذلك، فلا بد من النظر بعين الحرص للمعارف العسكرية وأن يكون لها حضور في حصيلة ما يستقيه ضباط الجيش من معلومات، وذلك بدءاً بالإلمام بالقانون الدولي الإنساني، ومروراً بالإطّلاع على قدر وافٍ من الفكر العسكري والإستراتيجية وقضايا الدفاع.. ناهيك عنمتابعة آخر التطورات في مجال التكنولوجيا الحربية.
هذا وقد لا يكون من المُتاح الحصول على البعض من المعارف ذات الصلة من خلال الدراسة المنهجية أو الدورات التدريبية، وهنا يأتي دور الكتب والموسوعات المتخصّصة، والدوريّات التي تُعنى بالمجال العسكري.
ومجلة المسلّح، باعتبارها أحد روافد المعرفة والثقافة المتخصّصة، فلعلّ ظهورها مجدّداً إلى حيّز الوجود سيُسهم في الدّفع باتجاه المقاصد المنشودة، وسيُعطي قيمة مضافة للجهود التي تُبذل من أجل الإرتقاء بكوادر الجيش إلى مُستويات متقدّمة.
ومن ناحية أخرى فإن الصحافة العسكرية هي أداة من أدوات الإرتقاء الفكري؛ في ثناياها تُثمر الأقلام وتتفاعل الأفكار لترسيخ الثقافة العسكرية وإتاحة نتاجها كجزء لا يتجزّأ من الثقافة العامّة،وانطلاقا من ذلك فمن المأمول أن تُسهم هذه المجلة الدورية في الدفع باتجاه إثراء النشاط الثقافي في أوساط المجتمع الليبي، بحيث يجد فيها القرّاء ما هو مفيد، وكل ما هو كفيل بتنمية مداركهم وزيادة رصيدهم المعرفي.
والله الموفق.