تستمد الأمم قوتها وهيبتها من قوة جيوشها ورجالاتها الذين يعملون على الدوام على وحدة صفها، ويمثلون رمز عزتها، ويضحون من أجل حمايتها، ويتأهبون غير مترددين عندما تنطلق صفارات الإنذار، وتحدق بالوطن الأخطار، وعندما يهرع الجميع للملاجئ يتجهون نحو خطوط المواجهة وأماكن الفداء محققين لها الطموحات والأحلام، كما شهدنا عبر التاريخ حضارات سادت بفضل ما أنجزته الزحوف المسلحة التي قطعت آلاف الأميال غير آبهة بالوعور والجبال حتى تمددت لها الجغرافيا، وسطرت في التاريخ الأمجاد.
وفي التاريخ المعاصر كانت الجيوش المدعمة صمام الأمن والأمان للدول والبلدان.
أما في مسيرتنا الوطنية فالمؤامراة كانت شديدة القوة على هيبة الوطن ورمز عزته وكبريائه، فتم أمام الجميع تغييب الجيش عن مهمته وإحلاله بجيش لا يدين بالولاء للوطن.
ورغما عن ذلك أثبت الجيش الليبي ولاءه للوطن وعند الموعد كان اللقاء، وانتزع بمختلف صنوفه الدور الريادي باعتراف المحللين والخبراء.
وحتى لا نجتر التجربة ومع انطلاقة مسيرة البناء تتأكد يوماً بعد يوم أبعاد وتداعيات المؤامرة ما يستوجب الوقوف الجاد إن لم يكن الاستنفار التام لمصلحة الأمة، والتسارع في دعم وتأكيد دور الجيش، والمبادرة ضماناً للنجاح؛ حتى لا نندم يوماً ويضيع الوطن بيننا، ونستذكر عندها جدة بني الأحمر وهي توبخ ابنها في غرناطة؛ لأنه لم يحافظ على الوطن كالرجال. فالقتال وقف على الجيش ... والسلام عليكم