الانفتاح على الشعوب والثقافات واجب ديني ومدني للتطور والتقدم شريطة أن نكون محصنين بقيمنا ومثلنا وأن لا نكون مقلدين وحسب، حتى نتمكن من تبليغ رسالتنا وتحقيق مبتغانا.
أما التقوقع والانطواء فقد ولى زمنه، والتداخل والتلاقح إثراء للأفكار التي تدفع للبناء والتقدم، فقد شهدت الحضاره الإسلامية نمواً مزدهراً بفضل انفتاحها على الحضارات وترجمتها لمختلف أنواع العلوم والمعرفة؛ ما جعل أجدادنا يمشون في شوارع الأندلس المتوهجة نوراً ويودعون الظلام الذي يسكن أرجاء أوروبا.
كما نشهد تسابق الأمم لابتلاع الثقافات، فقد دكت جحافل الرومان قرطاجنه وأحرقتها بعد أن استولت على أبجدياتها وموروثها الثقافي.
وفي المقابل اندثرت حضارات مثيلة ومجتمعات شتى نتيجة انغلاقها.
أما ما ينقصنا فهو الاستماع لبعضنا باحترام، فالمعرفة لا مكان لها ولا زمان، كما أنها ليست حكراً على أحد.
(رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) قال الشافعي.
والتمسك بالرأي يشبه إلى حد ما عبادة صنم، عندها سنبني بلدنا ونكون قادرين على حمايته ودفعه للتقدم والازدهار، ونكون فعلاً قد ثرنا على التخلف والجهل والأفكار المنغلقة التي تحكمت فينا لعقود.
رئيس التحرير