أعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن افتتاح مركز تدريب لـحلف الناتو في جمهورية جورجيا يمثل خطوة استفزازية وعاملا يزعزع الاستقرار في المنطقة وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي عقدته في موسكو الخميس 27 أغسطس/آب: "إننا ننظر إلى هذه الخطوة باعتبار تأتي استمرارا لسياسة الحلف الاستفزازية التي تستهدف توسع نفوذه الجيوسياسي
وهو يستخدم عادة، لتحقيق غرضه هذا، موارد الدول التي لها صفة الشريك للحلف" وأردفت قائلة: "بالإضافة إلى ذلك، يعد نشر مثل هذه المنشأة العسكرية لحلف شمال الأطلسي في جورجيا، عاملا يزعزع الاستقرار بقدر كبير فيما يخص الوضع الأمني في المنطقة".
وحذرت الدبلوماسية الروسية من أن تصريحات وأفعال بعض السياسيين الجورجيين تدل على أن تبيليسي لم تستوعب حتى الآن عواقب العمل العسكري المتهور الذي أقدمت عليه القيادة الجورجية في عام 2008، ومازالت تتطاول على أراضي جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية المستقلتين، وتتهرب من توقيع اتفاقات حول عدم الاعتداء مع الجمهوريتين.
وكانت تبيليسي قد شنت في أغسطس/آب عام 2008 هجوما مفاجئا على جمهورية أوسيتيا الجنوبية، علما بأن الأخيرة وجمهورية أبخازيا انشقتا عن جورجيا في مطلع تسعينيات القرن الماضي، بعد أن ظلتا على مدى عشرات السنين في قوام جمهورية جورجيا السوفيتية. واضطرت روسيا للتدخل فورا لوقف العمليات القتالية، بصفتها الضامنة للاتفاقات السلمية التي وضعت حدا للنزاع المسلح في مطلع التسعينيات، وأرغم الجيش الروسي القوات الجورجية على التراجع والعودة إلى أراضي جورجيا. ودفع هذا العدوان الجورجي موسكو إلى الاعتراف باستقلال أوسيتيا وأبخازيا، باعتباره الخطوة الضرورية لضمان أمن سكان الجمهوريتين.
وأكدت زاخاروفا أن الجانب الروسي سيواصل الوفاء بالتزاماته الدولية المتعلقة بضمان أمن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وسيأخذ بعين الاعتبار التطورات الجديدة في التعاون الجورجي-الاطلسي.