يصادف اليوم الأربعاء 11 سبتمبر الذكرى الأولى لفاجعة درنة، حين اجتاحت العاصفة دانيال عددا من مدن الجبل الأخضر، محملة بأمطار غزيرة ورياح عنيفة أدت العاصفة إلى انهيار سدي درنة مما تسبب في إطلاق موجة مدمرة من الفيضان اجتاحت
وسط المدينة، مسفرة عن مقتل آلاف الأشخاص وتدمير واسع النطاق لشوارعها ومرافقها.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فقد تجاوز عدد القتلى الذين تم توثيقهم 5,923 شخصا، في حين يقدر سكان المدينة أن العدد أكبر من ذلك بكثير بحيث يصل الى 10% من إجمالي سكان المدينة بحسب بعض التقديرات وهناك آلاف المفقودين الذين ابتلعهم البحر منهم تم إنتشاله ومنهم قضى تحت الطمي والطين الذي خلفته السيول والفيضانات ، وبحسب الأمم المتحدة فإن 4,862 شخصا على الأقل باتوا بلا مأوى بعد انهيار منازلهم بشكل كامل.
وهناك مناطق اخرى شملتها تأثيرات العاصفة دانيال مثل المخيلي والقبة والبيضاء والوسيطه غيرها من القرى والمناطق المجاورة.
وحدت الكارثة الليبيين وجمعت صفوفهم بعفوية وصدق وأظهرت معدنهم الطيب الأصيل حيث تقاطر على المدينة جموع المواطنين من مختلف أنحاء ليبيا محملين بكل ما يفيد المواطنين في محنتهم تلك وأطقم وفرق الإنقاذ ووحدات الأمن العامي ووحدات القوات المسلحة التي وقفت وقفة واحدة جادة كانت الوطنية شعارا لها حيث شاركت قوات من اللواء 444 قتال وغيرها من الوحدات العسكرية التابعة لرئاسة الأركان العامة مع الوحدات والألوية والكتائب التابعة للقوات المسلحة التي كان لها دور بارز في تأمين المنطقة وتقديم العون والمساعدة للمواطنين.
اليوم تستعيد درنة عافيتها بعد مشاريع الإعمار الكبيرة التي بدأت في المدينة في ورشة عمل ضخمة شملت مختلف مناطق المدينة المتضررة يعد عام على الكارثة بدأت الزاهرة تزهر من جديد بنية تحتية وشوارع معبدة وصيانة منازل وإكمال مجمعات سكتية وتجهيز للمدراس والمستشفيات ومنتزهات وحدائق عامة في حلة جديدة والأهم من ذلك الإهتمام بالمواطنين وحاجاتهم وسبل عيشهم , ومن بين المشاريع البارزة التي يجري عليها العمل مشروع إعادة بناء كوبري مسجد الصحابة، الذي يعد أحد أكبر الجسور في المدينة، حيث يبلغ طوله 325 مترا، وعرضه 22 مترا، ويصل ارتفاعه إلى 16 مترا ويتم تنفيذ هذا المشروع بواسطة الشركة المصرية الغرابلي للأعمال الهندسية المتكاملة، والتي تقوم بدور رئيسي في جهود إعادة إعمار درنة وترميم مسجد الصحابة وافتتاحه ليعود علامة بارزة وفارقة للمدينة.
ومع مرور عام على هذه الكارثة، تبقى ذكرياتها حية في ذاكرة الليبيين وسكان درنة الذين لا يزالون يواجهون تحديات كبيرة في سبيل إعادة بناء حياتهم، وإعادة الإعمار مدينتهم لتعود زاهرة كما كانت وافضل..
وفي هذا المقام نحيي كل الجهود الوطنية الصادقة لإعمار المدنية وإعادة تأهيلها لتكون كما كانت درة في جبين الساحل الليبي وإذ نستذكر هذا الحدث والمصاب الجلل الذي وحد الليبيين نستمطر شآبيب الرحمة على شهداؤنا في درنة و نسأل الله عز وجل ان يغفر لهم ويرحمهم رحمة واسعة ويجبر خواطر أهلهم وذويهم وان يجمع شمل الليبيين على كلمة سواء .