أعلنت القوات الجوية الملكية الهولندية منذ مطلع يونيو الجاري توّلي مقاتلاتها من الجيل الخامس طراز F-35 مهمة شن الهجمات النووية بالكامل، ما يجعلها البلد الأولى أوروبياً، وربما الأولى خارج الولايات المتحدة، التي تنشر وحدة مقاتلة شبحية قادرة
على شن هذا النوع من الهجمات.
حلت طائرات F-35 مكان مقاتلات الجيل الرابع من طراز F-16، التي تم الحصول عليها خلال الثمانينيات والمتمركزة في قاعدة "فولكل" الجوية.
وقالت القوات الجوية الملكية الهولندية إن الطائرة F-35 خضعت، في العامين الماضيين، "لاختبار شامل، ما سهل الاعتماد على تلك المقاتلة في الدور النووي".
وأكدت أنه "تم بالفعل استخدام طائرات F-35 في المهام التقليدية، لكن الردع النووي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ضروري لأمن الحلف، وبالتالي لأمن هولندا أيضاً".
ولا تمتلك هولندا أسلحة نووية، لكن الولايات المتحدة تحتفظ باتفاقية تقاسم نووية معها إلى جانب أعضاء "الناتو" الآخرين مثل بلجيكا وألمانيا وإيطاليا، ما يسمح لقواتها باستخدام الرؤوس الحربية النووية الأميركية المتمركزة في البلاد في حالة نشوب صراع.
وسلط محللون غربيون الضوء على نطاق واسع على أن اتفاقية تقاسم الرؤوس النووية تنتهك المادتين الأولى والثانية من معاهدة "عدم انتشار الأسلحة النووية".
ومنحت الولايات المتحدة طائرات F-35، التابعة للقوات الجوية الأميركية، في مارس، ترخيص توجيه ضربة نووية، لكن تقارير بوسائل إعلام أميركية، نُشرت في نوفمبر، سلطت الضوء على أن طائرة واحدة من طراز F-35 مسلحة نووياً يمكن أن تقتل أكثر من 310 آلاف نسمة في روسيا بهجوم واحد.
ومع ذلك، لا تزال طائرة F-35 نفسها تعاني حوالي 800 خطأ في الأداء، كما أنها تعتبر بعيدة عن الاستعداد للقتال عالي الكثافة.
ورفض البنتاجون قبول مقاتلات جديدة منذ منتصف أواخر عام 2023، وإجراء تخفيضات كبيرة على الطلبات المستقبلية، في حين يتوقع أن يحد هذا من قدرات المقاتلة في مهام الضربة النووية الأكثر تعقيداً في المستقبل المنظور.
وكانت قدرات الضربة النووية لطائرات F-35 المسلحة برؤوس حربية من طراز B61 مصدر قلق رئيسي لروسيا على وجه الخصوص.