تجددت المعارك الخميس بين القوات الحكومية التشادية ومتمردين غرب البلاد فيما وصلت بعثة الاتحاد الإفريقي إلى نجامينا "للتحقيق في الوضع السياسي والأمني" و"تسهيل العودة السريعة إلى النظام الدستوري والحكم الديمقراطي". وتدور معارك
منذ منتصف أبريل عقب وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو وتولي المجلس العسكري الانتقالي الحكم، بين الجيش وجبهة التناوب والوفاق في مناطق غرب البلاد وشمالها.
شهدت منطقة نوكو عاصمة منطقة شمال كانيم الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمال العاصمة نجامينا غرب تشاد، الخميس معارك بين القوات الحكومية ومتمردين أكد في أعقابها الجيش أنه دمر رتلا للمتمردين في حين خسرت قواته مروحية بعدما تحطمت بسبب "عطل فني"، من دون تحديد الخسائر البشرية.
من جهتهم، أكد متمردو جبهة التناوب والوفاق في تشاد الذين يشنون هجوما ضد النظام منذ 11 أبريل في وقت سابق الخميس أنهم "دمروا" المروحية.
وتأتي هذه المعارك التي تشهدها البلاد منذ منتصف نيسان/أبريل في يوم وصول "بعثة لتقصي الحقائق" تابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي للبحث في "الوضع السياسي والأمني" في البلاد.
وتدور معارك منذ منتصف إبريل عقب وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو وتولي المجلس العسكري الانتقالي الحكم، بين الجيش وجبهة التناوب والوفاق في منطقة كانيم الصحراوية في غرب تشاد، على طول الحدود مع النيجر وفي منتصف الطريق بين بحيرة تشاد وتيبستي شمال البلاد.
وقال الاتحاد الإفريقي في بيان إن هذه المهمة التي تستغرق سبعة أيام هدفها "دراسة الاستراتيجيات التي تهدف إلى تسهيل العودة السريعة إلى النظام الدستوري والحكم الديمقراطي".
ومنذ وفاة إدريس ديبي، تولى المجلس العسكري السلطة في تشاد برئاسة محمد إدريس ديبي نجل الرئيس الراحل، الذي يعد الرجل القوي الجديد للبلاد مع احتكاره كل السلطات تقريبا، وإلى جانبه 14 جنرالا جميعهم كانوا موالين لوالده.
ألغى الجنرال محمد إدريس ديبي قائد الحرس الرئاسي الدستور وحل الحكومة ومجلس الأمة ووعد بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية خلال 18 شهرا.
وسترفع البعثة نتائج مهمتها بعد ذلك إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي "للنظر فيها واتخاذ قرار بشأنها".
وتقول مصادر أمنية تشادية إن جبهة التناوب والوفاق في تشاد التي تمركزت منذ قيامها في جنوب ليبيا، توجهت برفقة أرتال من عربات البيك آب إلى الجنوب أولا وعبرت الحدود بين تشاد وليبيا، ثم مرت عبر النيجر وعادت بعد ذلك إلى تشاد لتقاتل في كانيم.
وجرى في هذه المنطقة قتال عنيف ضد القوات الحكومية الأسبوع الماضي. وقال الجيش إنه قتل في 19 أبريل 300 مقاتل وأسر 246 آخرين وأحالهم إلى مكتب المدعي العام في نجامينا ولم يذكر الجيش أي أرقام عن خسائره. وقالت مصادر أمنية إنه تم إرسال تعزيزات إلى خط الجبهة وأعلن المجلس العسكري أنه لن يكون هناك "وساطة أو مفاوضات" مع متمردي الجبهة وطلب من حليفته النيجر المساعدة لأسر زعيمها محمد مهدي علي.
في منطقة كانيم نفسها قُتل إدريس ديبي الذي حكم تشاد لثلاثين عاما بينما كان في الجبهة دعت المعارضة والمجتمع المدني الثلاثاء التشاديين إلى الخروج والتظاهر ضد ما وصفته بأنه "انقلاب على المؤسسات". واحتجت كذلك ضد السياسة الفرنسية في هذا البلد الواقع في وسط أفريقيا ويعد من أفقر دول العالم.
اعتُقل أكثر من 650 شخصا خلال هذه الاحتجاجات التي حظرت وتعرضت للقمع. وقالت السلطات إن ستة أشخاص قتلوا في نجامينا وجنوب البلاد بينما تحدثت منظمة غير حكومية محلية عن مقتل تسعة أشخاص.