شاع استخدام الهاونات في معظم الحروب التي شهدها العالم وخاصة بعد الحربين العالميتين حيث قدرت الخسائر الناتجة عن نيران الهاونات في تلك الحروب بما يوازي 58%إلى75% من جملة الخسائر في وحدات المشاة التي يتكبدها الطرف الآخر وهذه النسبة جعلت الهاون يتصدر الأسلحة الرئيسية الساندة للمشاة في العمليات القتالية.
عرف الهاون بشكله المميز والذي لم يتغير كثيراً منذ بدايات تصنيعه على يد الإنجليزي ستوكس في العام 1917م ثم طور بالتعاون مع الفرنسي إدغار براندت وكنتيجة لتلك التعديلات أصبح الهاون ستوكس براندت هو النسخة الأصل لجميع الهاونات الحديثة والتي طورت فيما بعد لتحسين فعاليته وأدائه.
تستخدم الهاونات بكثافة في مختلف جيوش العالم خاصة وأن وحدات المشاة تحبذها لأنه لا يحملها أعباء الوزن الثقيل والتعقيدات الفنية الموجودة فى مدافع الميدان التقليدية خلال المسير وأثناء تنفيذ واجباتها القتالية ولنفس السبب تفضله أيضاً وحدات القوات الخاصة في تنفيذ عملياتها خاصة تلك التي تكون خلف خطوط العدو ويتطلب تنفيذها السرعة والمرونة والمفاجأة.
والهاون مدفع بسيط في فكرته الأساسية فهو يتكون من أنبوب معدني من الفولاذ يوجد في قاعدته إبرة أو مسمار إطلاق ويعتمد على التلقيم من الأمام وذلك بإلقاء قنبلة الهاون " القنبرة" من فوهة المدفع لتنزل بفعل ثقلها وعوامل الجاذبية ويرتطم الصمام الموجود في وحدة الذيل للقنبلة بمسمار الإطلاق أو الإبرة والتي بدورها تشعل حشوة الإشعال المبدئية الموجودة في وحدة الذيل والتي بدورها تشعل حشوة الدفع منتجة ضغط غازات تؤمن القوة اللازمة لخروج القذيفة من السبطانة بعد أن تؤمن لها الحلقات الموجودة في أنبوب السبطانة السرعة الإبتدائية الكافية للإنطلاق نحو هدفها في مسار قوسي تنفرد به الهاونات في رماياتها.
الإستخدام التعبوي :
تنقسم الهاونات حسب استخدامها التعبوي إلى ثقيلة وخفيفة ومتوسطة فالقوات الثقيلة تستخدم الهاون المحمول على عربات ليلبي التطور الحاصل في الحرب الحديثة ويسمح بالحركة السريعة والمناورة لوحدات الهاون وبنفس سرعة تحرك باقي القوات بينما تستخدم القوات الخفيفة والقوات المحمولة جواً الهاونات ذات العجلات أو المحمولة باليد ويكون استخدام الهاونات الخفيفة للقوات المحمولة جواً وفي مجموعة العمليات الخاصة ومجموعات المشاة للإنتفاع من التأثير الناري والكفاءة والمرونة.
تستخدم الهاونات للرمي المباشر وغير المباشر على تجمعات العدو لتغطية تقدم القوات المهاجمة واستهداف منشآته لإسكات مصادر نيرانه ويعتمد ذلك على مهارة الرماية في تحديد مواقع الأسلحة المعادية ويتوفر لمدافع الهاون عدة أنواع من الذخيرة حسب الإستخدام فهناك القنابل شديدة الانفجار ويرمز لها بالرمز (HE) والقنابل الدخانية «فوسفور أبيض» ويرمز لها بالرمز .(SMK WP)
مميزات الهاونات :
تتميز رمايات الهاون بالدقة وهو فعال جداً في ضرب الأهداف الميتة وهي التي تكون عادة خلف السواتر كما تتميز الهاونات بخفة وزنها وخاصة تلك النماذج ذات الأعيرة المتوسطة نسبياً وتتميز كذلك بقدرتها على تنفيذ الضرب الغير مباشر من مسافات قريبة مقارنة بالمدفعية التقليدية وقد برزت الحاجة الى تطوير الهاونات لتواكب التطور فى قدرات المناورة لدى المشاة وقد أستدعى ذلك تحميل الهاونات على عربات متحركة على غرار الدبابات بما يحقق لها القدرة العالية على المناورة والمشاركة بفعالية في ميادين الحروب .
التطور الحاصل فى الهاونات :
تعتبر الهاونات عيار 120 مم من أفضل أنواع الهاونات نظرا لمداها البعيد وفعاليتها العالية وقد اهتمت دول عديدة بتطوير هذه النوعية من الهاونات من خلال زيادة طول السبطانة لزيادة المدى واستخدام كتلة الترباس وأجهزة الرجوع والإعادة بحيث أصبح لهذه النوعية من الهاونات خاصية التعمير الخلفى كما تم عمل نظام تلقيم نصف آلي لسهولة الاستخدام وسرعة الرمي وجرى تحميله على العديد من العربات المدرعة المجنزة والمدولبة لتحقيق السرعة والمناورة إلى جانب الدقة في التصويب كما تم تزويد الهاونات الحديثة بمنظومة إدارة نيران متطورة وتحكم آلى في التلقيم للبرج بحيث أصبحت هزة الهاونات ذاتية الحركة.
ميزات الهاون التعبوية:
1.يرمي الهاون بنظام الرماية القوسية من زاوية 45 درجة إلى زاوية 90 درجة (زاوية عمودية) وهذه الخاصية تنفرد بها الهاونات حيث يمكنه الرماية على جميع الأهداف التي تقع ضمن مداه.
2.يتم تلقيم المدفع من فوهة السبطانة وهذا بالنسبة للهاونات الصغيرة والمتوسطة أما الهاونات الكبيرة ذات الأعيرة 120ملم 160ملم و240 ملم وبعض الهاونات تلقم من الأسفل وذلك لثقل وزن القذيفة .
3.يرمي الهاون عدة أنواع من القذائف وأهمها القذائف المتفجرة والمتشظية والمضيئة ويمكن التحكم في توقيت انفجار قذائف الهاون بواسطة التحكم في صماماتها حيث يمكن أن تنفجر قبل وصولها للهدف وتسمى القذائف الإنشطارية ويمكن أن تنفجر بعد اصطدامها بالهدف بعدة ثواني وهذه تستخدم ضد المباني والمنشآت وذلك لضمان اختراقها للأسطح والحواجز.
4.سهل الاستخدام ولا يحتاج لمستوى تعليم عالي وهو سهل الحمل والفك والتركيب
5.له قوة تأثير عالية حيث تنتشر شظايا قذائفه في دائرة قطرها 50 م.
أنواع الهاونات :
1.هاون القوات الخاصة وعياره ما بين 50 ملم إلى 60 ملم قابل للنقل والحمل دفعة واحدة دون تفكيكه . وهو عبارة عن سبطانة وقاعدة ملتحمتان وخفيفة الوزن تتراوح الأوزان بين 3.5 – 20 كجم ويصل مداه إلى 1800م.
2.الهاونات المتوسطة وتتراوح أعيرتها بين 81 – 82 ملم ونجد أن دول حلف الناتو تستخدم هاون عيار 81 ملم بينما دول وارسو سابقاً والدول ذات طابع التسليح الشرقي تستخدم عيار 82 ملم وبصفة عامة فيه تشابه في أوزانها حيث تكون في المتوسط 40 كغم وأما مداها فمحصور بين 3000 – 6000م
3.الهاونات الثقيلة وتتراوح عياراتها بين 107 – 120 ملم هذا في الدول الغربية أما في الدول الشرقية فتصل عياراتها حتى 240 ملم .
وتسعى الشركات العالمية المتخصصة في الصناعات الدفاعية والتسليح إلى صنع ذخائر جديدة للهاونات تلبية لإحتياجات القادة الميدانيين وظروف المعركة وهي التي تحدد أنواع الذخائر الواجب استخدامها.
تصنع الهاونات في الكثير من دول العالم ومن بينها الصين والسويد وبريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا ولاتزال تخضع للكثير من أعمال التطويروالتحديث ويعتقد بأننا سنرى الجديد في عالم أسلحة الهاون قريباً.