جوانب من فعاليات التواصل الإيجابي مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية شاركت ليبيا خلال الفترة من 11 إلى 15 أكتوبر/ 2010 ف في التمرين الدولي المعنون ( تمرين المساعدة الثالث ASSISTEX 3)
الذي استضافته تونس تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.بالإضافة إلى ليبيا، هناك العديد من الدول اشتركت في هذه التظاهرة التدريبية وهي جنوب أفريقيا والدانمارك وإسبانيا وفرنسا والهند وإيطاليا وبريطانيا وسويسرا وتركيا بالإضافة إلى تونس كبلد مستضيف، علاوة على الأمانة الفنية للمنظمة ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ولقد اختير كل من اللواء/ محمد رجب القاضي، أمين الهيئة الوطنية والعميد ركن/ محمد محمد عثمان، مدير التدريب بالهيئة، أختيرا من قبل المنظمة ضمن لجنة الملاحظين الدوليين لمراقبة التمرين.
اشتركت ليبيا بمفارز متخصصة في الوقاية الكيماوية، مزودة بوسائط الحماية ومعدات الإستطلاع والكشف ومنظومة التطهيرالمتعددة الأغراض بالإضافة إلىعربة إسعاف مجهزة. وتم إجراء التمرين في المجمع الرياضي بضاحية رادس القريبة من العاصمة التونسية. وتقوم الفرضية على وقوع اعتداء بالأسلحة الكيميائية أثناء تظاهرة رياضية على إثر انفجار سيارتين مفخختين في موقف للسيارات تابع للمجمع، تلاه انفجار آخر داخل الملعب .
وقد كان من أثر هذه الإنفجارات الإفتراضية انبعاث مواد كيميائية سامة خطيرة بحسب سيناريو التمرين.
على إثر هذا الموقف اتخذت إجراءات التدخل الإستجابي من قبل الفرق المشاركة، في حين أسندت إلى المفارز الليبية مهمة تقديم المساعدة للفريق الفرنسي الذي افترض أنه تعرض للتلوث.. بناء على ذلك انطلقت مجموعة التطهير لأداء المهمة، بعد أن انتخبت المكان المناسب لنشرمحطة التطهير وباشرت على الفور في أداء عملها وقد أنجزته بنجاح.. بعد ذلك انتقلت مفارز التطهير الليبية بكامل معداتها لتنفيذ مهمة أخرى كلفت بها تمثلت في إجراء التطهير والمعالجة الصحية لمجموعة الإستطلاع الكيميائي التابعة للفريق الإيطالي والفريق الهندي وفريق شمال أفريقيا.
في سياق التمرين كان من تداعيات الموقف المترتب عن فرضية الإعتداء بالأسلحة الكيميائية انبعاث مواد سامة حربية، كونت سحابة ملوثة تصاعدت في سماء المدينة المجاورة للملعب الرياضي، مما أدى إلى تعرض سكانها المحليين للتلوث الكيميائي. في هذه الأثناء أسندت مهمة جديدة لأطقم التطهير الليبية، التي هرعت على الفور لتنفيذ إجراءات التدخل الإستجابي طبقا لمعطيات الموقف. وقامت بفتح ونشر محطة التطهير وباشرت في عمليات تطهير الأفراد الملوثين الذين تم إخضاعهم بعد ذلك للكشف الطبي وتقديم
الإسعاف اللازم لهم.. وفي هذه الغضون أجريت عملية تطهير ومعالجة صحية لمفارز الإستطلاع الكيميائي التي قامت بأعمال الكشف والمراقبة وتحديد التلوث.
إلى ذلك فقد شارك الفريق الطبي الليبي في عمليات إخلاء المصابين المفترضين وتقديم الإسعافات والعلاجات اللازمة
لهم.. هذا وكانت مفرزة وقاية كيميائية ليبية قد شاركت بدورها في ذات التمرين ضمن فريق الحماية والتدخل المتألف من دول شمال أفريقيا ( ليبيا/ تونس / الجزائر / المغرب ).
أدت المفازر الليبية دورها خلال مراحل التمرين كأحسن ما يكون الأداء تخصصي
أثناء تنفيذ التدخل الإستجابي لمواجهة إعتداء بالأسلحة الكيميائية أو أي حالة عارضة من شأنها أن تسبب كارثة كيميائية.. وقد نفذت المهام بمستوى رفيع من الإقتدار الحرفي، ما يعكس الكفاءة القتالية والفنية التي يتمتع بها منتسبو الوقاية الكيماوية في الشعب ليبيى.. ولقد نال هذا الأداء إعجاب الأخصايين من ممثلي الدول المشاركة والمراقبين، مما جعل مسؤولي المنظمة يشيدون بهذا الأداء الرائع معربين عن امتنانهم وتقديرهم لفريق الجماهرية المشارك في هذا الملتقى التدريبي.
من جهة أخرى وفي إطار الدور المناط بالهيئة الوطنية لمتابعة تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والمتمثل في التواصل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما يختص بالتزامات ليبيا كدولة طرف في الإتفاقية، فإن اليبيا في ذات الوقت تحرص على أن يكون لها دور
فاعل، كونها تحظى بمقعد في المجلس التنفيذي للمنظمة وتعد إحدى الدول التي تتوفر لديها أهم صناعة كيميائية وطنية على مستوى القارة الأفريقية. كما تحرص على أن يكون لها حضور في ورش العمل والندوات التي تقيمها المنظمة في إطار الأهداف التنموية ومقاصد الإتفاقية وسبل تنفيذها وقد شارك بالفعل العديد من أعضاء الهيئة الوطنية في تلك المحافل. .
وعلاوة على الأشواط الإيجابية التي قطعتها على صعيد تنفيذ التزاماتها إزاء الإتفاقية، فإن ليبيا تتوخى دوما تحوير وتسخير المعطيات المندرجة على هامش تلك الإلتزامات بهدف تطويعها لفائدة أهداف تنموية وطنية تخدم المصلحة العامة. ومن ذلك على سبيل المثال المشروع الحيوي الذي تم استكماله مؤخرا والمتمثل في إعادة تجهيز وتهيئة مصنع الرابطة لإنتاج الأدوية ، ومن ناحية أخرى وبالنظر لما تتيحه المنظمة من برامج تدريبية، سواء منها تلك التي تتعلق بتطوير وتحسين القدرات الوطنية في الوقاية من الأسلحة الكيماوية أو التي تختص بمجال تطوير المعرفة العلمية والتقنية في ميدان الكيمياء للأغراض البحثية والتنموية.. فقد تم إيفاد العديد من الضباط والأخصايين والمحللين الكيميائيين لحضور دورات تدريبية من هذا القبيل، كما تم مشاركة مهندسين كيميائيين، من منتسبي المعمل الرئيسي للوقاية الكيماوية، في برامج التدريب المشترك الذي تشرف عليه المنظمة ويجرى تنفيذه في مراكز بحثية ومؤسسات علمية بالدول الأوروبية، ويتم خلاله التدرب على أحدث الوسائل التقنية في الإستخدامات الكيميائية. ووفقا لتقارير قسم التعاون الدولي والمساعدة بالمنظمة، التي تشيد بالمستوى الجيد للمتدربين الليبيين فإن حصولهم على تلك النتائج الجيدة تعكس الخلفية التأهيلية لهم وقد رتهم على مواكبة مستجدات العلم في مجال التطبيقات الكيميائية