تتعدد أنواع المحروقات وتختلف من حيث المواصفات الفنية والاستعمالات بتعدد واختلاف أنواع المعدات والآليات والأجهزة المستخدمة في جميع القطاعات العسكرية، والمحروقات اصطلاح يطلق عادة على جميع أنواع الوقود والزيوت والشحوم، وتتطور المحروقات وتتعقد بتطور وتقدم المعدات والأسلحة المستخدمة في الجيوش الحديثة وحجمها الهائل واختلاف أنواع واستخدامات هذه المعدات في جميع الأسلحة البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي،
ومما يزيد الأمر تعقيداً أن هذه الأعداد الضخمة من الأسلحة والمعدات أكثرها تستخدم أنواعاً خاصة من المحروقات تعرف بـ(السوائل الخاصة)، وهي أنواع من المحروقات ذات استخدام خاص تخضع لشروط نقل وتخزين خاصة تختلف عن المحروقات العامة مثل وقود البنزين ووقود الديزل اللذين يستخدمان لجميع أنواع السيارات والجرارات المعروفة للجميع، وللسوائل الخاصة أصناف كثيرة، كل صنف منها مخصص للاستخدام لنوع محدد من الطائرات أو السفن أو المدرعات أو الصواريخ ... إلــخ
إن الضخامة في أعداد المعدات والأسلحة والآليات العسكرية وتعدد أنواعها ترتب عليه ضخامة في كمية المحروقات التي يجب تأمينها، بل أصبحت من أكثر الوسائل المادية أهمية وأكثرها تعقيداً، وتصل نسبة المحروقات أثناء العمليات الفعلية (60 % إلـــى 80%) من باقي الوسائل المادية الأخرى خاصة في عمليات الهجوم أو المسير، وتصنف أهم أنواع الوقود حسب خواصها ومواصفاتها الفنية وأنواع المحركات المستخدمة لها على النحو التالي:
وقود المحركات التربينية:
تنقسم هذه المحركات إلى نوعين أساسيين هما: المحركات التربينية البخارية، والمحركات التربينية الغازية، ولكل منها وقود خاص واستعمال خاص، وتعتبر التربينية البخارية من أقدم المحركات المستخدمة، وهي ذات سرعة بطيئة، وتستخدم في السفن العملاقة ومحطـات توليد الكهرباء والتدفئة المركزية في بعض المدن، وأغلبها يعمل بالوقود الثقيل.أما المحركات التربينية الغازية فهي تستخدم في الطائرات النفاثة التجارية الكبيرة والطائرات العسكرية المقاتلة وطائرات النقل وبعض الطائرات العمودية، وجميع هذه المحركات تعمل بوقود الكيروسين، وهو وقود نفطي تجرى له عمليات معالجة دقيقة ومراقبة مستمرة مـن مرحلة الإنتاج مروراً بالتخزين وحتى تزويد الطائرات به، وحديثاً أصبحت المحركات التربينية الغازية تستخدم في بعض الزوارق السريعة وبعض الأنواع من الدبابات.
وقود محركات الديزل:
تستخدم هذه المحركات وقود الديزل، وهو وقود نفطي قابل للاشتعال الذاتي فور حقنه في غرفة الاحتراق وملامسته للهواء الساخن، وتستعمل هذه المحركات للدبابات وسيارات النقل والحافلات والسفن، وتستخدم فى المحركات الثابتة مثل محركات توليد الكهرباء ومعدات الرواصد والإنذار التابعة للدفاع الجوي.
وقود محركات البنزين :-
البنزين وقود نفطي متطاير قابل للتبخر وهو أكثر تطايراً من وقود الديزل والكيروسيـــــن وله عدة أنواع ويستخدم فى محركات الاحتراق الداخلي ومنها محركات بعض أنواع المدرعات والسيارات كما يستخدم وقود للطائرات الخفيفة ولكن بمواصفات خاصة وهـو أقل كثافة من وقود السيارات .
الوقود الكيميائي :-
يستخدم الوقود الكيميائي بصفة عامة فى محركات الصواريخ ويتكون أساساً من الوقــود والمادة المؤكسدة وقد يشغل الوقود الجزء الأكبر من حجم الصاروخ ويصل فى بعــض الأحيان إلى (90% ) من وزن الصاروخ بالكامل قبل الانطلاق ويخزن كل منهما داخـل هيكل الصاروخ بشكل منفصل فى حالة الوقود السائل بينما يخزن الوقود الصلب مختلط فى خزان واحد .
أنواع وقود الصواريخ :-
جميع أنواع الوقود المستخدم فى محركات الاحتراق الداخلي تحتاج إلى الأكسجين لإتمـام عملية الاحتراق ومنها محركات السيارات والطائرات والسفن وغيرها وكذالك وقـود الصواريخ إلا أن الصورايخ التي تعمل غالباً خارج الغلاف الجوي وحيث لا يتوفـر الأكسجين تخزن احتياجات المحرك من المؤكسد فى خزانات داخل جسم الصاروخ . وهذا أكثر ما يميز عمل محركات الصواريخ عن عمل محركات الطائرات رغم التشابه بينهما حيث تعتمد محركات الطائرات على الأكسجين الموجود فى الهواء الجوي المحيط بالأرض وتقوم المحركات بسحب الهواء والأكسجين من الأمام ودفعه إلى الخلف بفعل الغازات المحترقة المندفعة من المحرك النفاث وتكون كثافة الهواء الجوي على مستـوي سطح البحر فى أقصي حالاتها وتنخفض الكثافة كلما ارتفعت الطائرة وبهذا تقل قوة الدفــع للمحرك وتقل نسبة الأكسجين اللازمة لاحتراق الوقود ولهذا ليس بوسع الطائرة أن تحلــق على ارتفاعات أكثر من (32) كيلو متر أي لا يمكنها الخروج من الغلاف الجوي . وأما الصواريخ فبإمكانها الانطلاق والتحليق خارج الغلاف الجوي بل هو المجال المثالي لهــا حيث تقل كثافة الهواء وتقل بالتالي مقاومته وعندما يتخلص الصاروخ من تأثيــــر الجاذبية الأرضية يستمر منطلقاً فــــى الفضاء الخارجي بأقل استهلاك للوقود ويتم ذلك من خلال تخزين الأكسجين اللازم لاحتراق الوقود فى خزانات داخل هيكل الصاروخ ولوقــــود الصواريخ نوعان أساسيان همــا الوقود السائل والوقود الصلب ولكل منهما مواصفات خاصة وظروف استخدام معينة .
وقود الصواريخ السائل :-
معظم الصواريخ الكبيرة تستعمل الوقود السائل من النوع الثنائي الوقود أي الوقود والمؤكسد وكل منهما مخزن فى خزان منفصل والمؤكسد هو الذي يمد الوقود بالأكسجيــن اللازم لعملية الاحتراق الذي يولد طاقة فى شكل غازات حارة تنطلق بسرعة هائلة مـن غرفة الاحتراق إلى الخلف مما يجعل الصاروخ يندفع إلى الأمام بأقصى سرعة .
والوقـــود السائل المستخدم هو من نوع الكيروسين أو الهيدروجين السائل ويكون المؤكسد عادة أكسجين سائل ويستخدم أيضاً وقود الهيدرازين أو مشتقاته ويستخدم رابع أكسيـد النيتروجين كمؤكسد وبعض أنواع الوقود السائل تعمل فى محركات بالاشتعال الذاتي فـــور ملامسة الوقود بالمادة المؤكسدة والبعض الآخر من الوقود وهى الأكثر استعمالا حاليـاً يشتعل فى غرفة الاحتراق بواسطة شرارة كهربائي أو بوضع مادة متفجرة فى غرفة الاحتراق تعمل على اشتعال الوقود عند تفجيرها ويستمر اشتعال الوقود فى المحرك باستمرار سريان خليط الوقود والمؤكسد إلى غرفة الاحتراق كما يستغل قود الصواريـــخ السائل فى عملية تبريد محرك الصاروخ وذلك بدوران الوقود حول الغلاف المحيط بالمحرك قبل دخوله إلى غرفة الاحتراق وهذه العملية تساعد فى تبريد المحرك وترفع درجة حرارة الوقود مما يسهل سرعة اشتعاله عند الاستخدام . ومما يميز الوقود السائـــل عن الصلب أنه يعطي قوة دفع أكبر من احتراق نفس الكمية من الوقود الصلب .
وقود الصواريخ الصلب :-
يتكون وقود الصواريخ الصلب من خليط متجانس من الوقود والمؤكسد وتعتبر محركــات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب من أقدم الصواريخ التي عرفتها البشرية واستخدمهـا الصينيون منذ مئات السنين فى الحروب لنقل القنابل والعبوات الحارقة وفى الألعاب النارية .
ولازال هذا النوع من الوقود يستخدم حتى يومنا هذا ويستخدم بشكل واسـع فى عدة مجالات وبشكل أساسي فى المجال العسكري وخاصة فى الصواريخ الصغيــرة والقصيرة المدي مثل صواريخ الدفاع الجوي وصواريخ (جو - جو) و ( جـو - أرض) والصواريخ المضادة للدروع وغيرها وتستخدم أيضاً فى الصواريخ الفضائية متعــددة المراحل حيث يقوم الصاروخ المزود بالوقود الصلب بدفع مركبة الفضاء فى المرحلة الأولي ثم ينفصل عن المركبة ويبدأ بعد ذالك محرك الوقود السائل بالعمل . ويتميز الوقــود الصلب بأنه يحترق بشكل أسرع من الوقود السائل ولكنه ينتج قوة دفع أقل كما يمكـن تخزين صواريخ الوقود الصلب لمدة طويلة وتبقي فعالة ودون خوف من التسرب . ويعتبـر وقود الصواريخ الذي على أساس كيماوي والمؤكسدات كلاهما يشكل خطورة على صحـــة الإنسان سواء فى حالة تسرب الوقود السائل قبل الاستعمال أو من تأثير الغازات والأبخـرة الناتجة من عوادم المحركات بعد الاستعمال لهذا تخصص ملابس واقية خاصة وعلـب إسعافات أولية للأفراد العاملين فى سلاح الصواريخ .