بدأت مجموعة راينميتال الألمانية رسميًا في بناء منشأة جديدة لإنتاج ذخيرة المدفعية في ليتوانيا. تم افتتاح هذا المشروع، الذي يمثل علامة فارقة في تعزيز صناعة الدفاع الأوروبية، خلال حفل حضره رئيسة الوزراء الليتوانية إنغريدا شيمونيت
ووزيرة الاقتصاد والابتكار أوشرين أرمونايت، ووزيرة الدفاع الوطني لوريناس كاستشيوناس. ومن المتوقع أن تبدأ المنشأة، الواقعة في بلدية بايسوغالا، عملياتها بحلول منتصف عام 2026.
سيغطي الموقع مساحة 340 هكتارًا وسيركز على تصنيع وتجميع ذخيرة عيار 155 ملم لتلبية احتياجات الدفاع المتزايدة. تشمل أهداف الإنتاج الأولية عشرات الآلاف من القذائف سنويًا، مما يعزز بشكل كبير قدرات التوريد للقوات المسلحة الليتوانية. سيولد هذا الاستثمار البالغ 180 مليون يورو ما يقرب من 150 وظيفة محلية ويدمج الصناعات المحلية في سلسلة القيمة.
يعكس هذا المشروع الاستراتيجي التزام ليتوانيا بتقليل اعتمادها على الأسلحة المستوردة وضمان سيطرة أكبر على إنتاج الذخيرة وتوريدها. ووفقًا لوزارة الدفاع الليتوانية، فإن المبادرة ستختصر أوقات التسليم، وتجنب الاضطرابات في سلاسل التوريد الدولية، وتعزيز الأمن الوطني.
منذ توقيع مذكرة التفاهم في أبريل 2024 بين راينميتال والحكومة الليتوانية، تم تحقيق معالم رئيسية، بما في ذلك منح المصنع وضع "الأهمية الوطنية". وقد سهّل هذا التصنيف التنفيذ السريع من خلال ظروف استثمارية مواتية. في يونيو 2024، تم توقيع اتفاقية إضافية بين راينميتال والوزيرة أوشرين أرمونايت، لوضع شروط مفصلة للتعاون.
سينتج المصنع قذائف لأنظمة المدفعية المتقدمة مثل PzH-2000 الألمانية وCAESAR الفرنسية، والتي تعمل بالفعل مع الجيش الليتواني. هذا الإنتاج هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الشراكات الصناعية بين ليتوانيا وحلفائها الأوروبيين، وخاصة ألمانيا. وأكدت رئيسة الوزراء إنغريدا شيمونيت أن المشروع يؤكد على الحاجة الملحة لتأمين سلاسل التوريد وتعزيز القدرات الدفاعية لليتوانيا وسط التحديات الأمنية المتزايدة في أوروبا.
أعرب أرمين بابرجر، الرئيس التنفيذي لشركة Rheinmetall AG، عن رضاه عن التعاون، مشيرًا إلى أن المشروع يسلط الضوء على دور Rheinmetall كحجر أساس للأمن الوطني والدولي. وأكدت الوزيرة أوشرين أرمونايت على أهمية تطوير البنية التحتية الوطنية لإنتاج الأسلحة لتلبية الاحتياجات الأمنية مع تحفيز الاقتصاد المحلي.
وأخيرًا، وصف وزير الدفاع لوريناس كاستشيوناس هذا المشروع بأنه تاريخي للأمن الوطني في ليتوانيا، وأشاد بالجهود المشتركة التي جعلت ذلك ممكنًا. من خلال دمج الشركات المحلية وخلق فرص عمل جديدة، سيعزز المصنع النظام البيئي الصناعي في ليتوانيا مع تلبية المطالب المتزايدة لقواتها المسلحة.
وفي الختام، تمثل مبادرة Rheinmetall في ليتوانيا خطوة مهمة نحو الاستقلال في إنتاج المعدات الدفاعية مع تعزيز العلاقات الاستراتيجية داخل الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تبدأ العمليات في عام 2026، يمكن أن يصبح هذا المشروع نموذجًا للتعاون بين الصناعة والحكومة لمعالجة تحديات الأمن المستقبلية.