بدأت مدارس تدريب خاصة يديرها مدنيون بتزويد الجيش الأوكراني بآلاف الأشخاص المدربين على توجيه الطائرات بدون طيار الانتحارية، وذلك مع اعتماد أوكرانيا بشكل مكثف على استخدامها في الحرب، بحسب تقرير نشره موقع ديفينس ون
وأشار التقرير إلى أنه "من الصعب للغاية التحكم في الطائرات بدون طيار، ما يتطلب أسابيع من التدريب قبل أن يصبح الشخص جاهزاً للقتال على خط المواجهة"، لكنه استدرك أن الطلاب ذوي الدوافع العالية "يمكنهم أن يصبحوا جيدين خلال 30 يوماً"، موضحاً أن "الأشخاص الأكثر موهبة هم المعتادون على ممارسة ألعاب الكمبيوتر".
ومع ذلك، قال إيهور دفوريتسكي، مدير مشروعات بوزارة الدفاع الأوكرانية، والذي يتطوع في شركة "فيكتوري درونز"، أحد أكبر مراكز تعليم قيادة الطائرات بدون طيار في البلاد، إن "احتمال الأخطاء البسيطة والشائعة كبيرة جداً خلال تعليم قيادة المسيرات".
وظهرت الطائرات الانتحارية بدون طيار، المعروفة بمسمى الذخائر المتسكعة (الحائمة)، كسلاح رئيسي في الحرب، حيث يستخدمها الجانبان بأعداد كبيرة وجرى تعديل بعض الطائرات بدون طيار المستخدمة في حرب أوكرانيا بغرض تحويلها إلى أجهزة متفجرة، بعد أن كانت عبارة عن طائرات يستخدمها الهواة.
وقال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني يهور تشيرنييف، إنه "في كل منطقة، يتم استخدام طائرات بدون طيار انتحارية، كونها أسلحة رخيصة، يمكن استخدامها بشكل جماعي".
وتحلق الطائرات الانتحارية بدون طيار عادةً في فرق محمولة جواً مع طائرات بدون طيار للتصوير الفوتوغرافي تتميز بنطاق رؤية أوسع وعدسات تكبير متطورة. ويعمل مشغلو طائرات التصوير على تحديد إحداثيات مركبات وجنود العدو لتوجيه الذخائر المتسكعة.
وذكر المدرب الرئيسي في مدرسة كروك لمشغلي الطائرات بدون طيار في كييف، أنطون فرولوف، إنه لا يمكن للذخائر المتسكعة العمل دون تواجد طائرات بدون طيار للتصوير الفوتوغرافي.
بدورها، أوضحت مؤسسة فيكتوري درونز - Victory Drones ماريا بيرلينسكا، أنه "يمكن للطلاب ذوي الدوافع العالية أن يصبحوا قادرين على توجيه الطائرات بدون طيار بشكل جيد خلال 30 يوماً، حيث يتعلمون الجانب النظري والطيران وحتى كيفية إصلاح الطائرات بدون طيار في تلك الفترة الزمنية".
وتدير شركة "فيكتوري درونز" شبكة واسعة من الموارد الأخرى، بما في ذلك ندوات حول الطائرات بدون طيار، وتعليم كيفية تجميع طائرات بدون طيار انتحارية، ودورات في استخدام "برامج استخبارات ساحة المعركة" مثل برنامج كروبيفا - Kropiva المحلي في أوكرانيا.
وأطلقت مؤسِسة "فيكتوري درونز"، وهي مناصرة منذ فترة طويلة لدور المرأة الأوكرانية في الجيش، مبادرة لتدريب طيارات من النساء على الطائرات بدون طيار. وقالت "إنها حرب تكنولوجية"، حيث لا تهم القوة البدنية، ولكن يتم استخدام العقل وحسب.
كما أكد المدرب فرولوف أيضاً أن التدريب تم اختزاله ليتناسب مع احتياجات الحرب، لافتاً إلى أن الدورة تستغرق عدة ساعات حول كيفية تجميع طائرات بدون طيار انتحارية.
وقال فرولوف إن الطلاب يبدأون باستخدام أجهزة محاكاة الطيران المشابهة لما هو متاح على منصة ألعاب الفيديو ستيم (Steam)، ومن ثم ينتقلون إلى التدريبات الميدانية، حيث يمارس الطلاب الضربات على روبوت يتحرك بسرعة حوالي 10 أميال (16 كلم) في الساعة.
وأضاف أن الطيارين الأكثر موهبة هم المعتادون على ممارسة ألعاب الكمبيوتر.
وخلال الأشهر العشرة الماضية، عملت شركة "فيكتوري درونز" على إعداد ألف شخص لقيادة طائرات انتحارية، ما يجعل إجمالي متلقي تلك التدريبات نحو 38 ألف خريج في برامج المدرسة المختلفة.
وتقدر برلينسكا أن البلاد تحتاج إلى 10 آلاف شخص لقيادة طائرات انتحارية في الجيش الأوكراني الذي يبلغ قوامه مليون جندي.
ولا يزال من غير الواضح عدد طياري الطائرات بدون طيار الذين يتم تدريبهم حالياً، نظراً لأن التدريب يتم في مراكز يديرها مدنيون، مثل كروك، وفيكتوري درونز.
وقد تتلقى مثل هذه المراكز التمويل من الحكومة الأوكرانية. وقال فرولوف إن مدرسة "كروك" تلقت تمويلاً حكومياً لكنه انتهى، ويتم دعم العمليات من خلال جمع التبرعات.
وقالت برلينسكا إن مركز تدريب "فيكتوري درونز" يمكن أن يوسع نطاق التدريب، ويضيف المزيد من التدريبات للتركيز على الحرب الإلكترونية.
وأضافت أن تكلفة تدريب الجندي على المروحيات الرباعية تبلغ حوالي 35 دولاراً، في حين أن تكلفة تدريب شخص على الطائرات الانتحارية تبلغ 6 إلى7 أضعاف هذا المبلغ.
وتأمل المدرسة في توسيع نطاق التدريب ليشمل فرق الإنقاذ، وقالت برلينسكا: "نعلم أنه ستكون هناك الكثير من الهجمات الصاروخية هذا الشتاء على البنية التحتية المدنية، ونود تدريب فرق الإنقاذ على كيفية العثور على الأشخاص تحت الأنقاض".