بعد ان توصلت الابحاث في مجال العلوم العسكرية الى العديد من الاكتشافات الرائعة كالانترنت (والتي لا يمكن لنا اليوم ان نتخيل العالم بدونها) ثم اعقبتها بعد فترة وجيزة بنظام تحديد المواقع الجغرافية (جي بي اس - GPS) والذي يستخدمه العسكريين و المدنيين على السواء و على نطاق واسع. الان نتسأل ما التقنيات الجديدة القادمة التي يعمل عليها البُحاث فى المجالات العسكرية؟
نيكسي NEXI
هو الروبوت الاكثر شبها للبشر، اكثر مما يتوقع الكثيرين!!!. القوات البحرية الامريكية تخطط لاستخدام هذا الروبوت كفرد إخلاء (او منقذ) واُطلقت عليه اسم اوكتافيا.
مهمته القيام بانقاذ المشاة او العسكر او غيرهم فى حال تعرضهم لمواقف او حالات خطرة دون تعريض حياة مزيدا من الافراد للخطر. نيكسي يشبه روبوت اخر يعرف بالدب (روبوت يتحرك بعجلات مجنزرة يستطيع حمل 225 كيلوجرام يستخدم فى ميادين العمليات) إلا ان نيكسي يتميز بالقدرة على الكلام و الحركات الإيمائية (الاشارات) التي تشتمل على العديد من التفاعلات والانفعالات البشرية. وتأمل البحرية ان هذه القدرات ستجعل الناس اقل قلقا و يشعرون بأرتياح اكبر اثناء عملية الانقاذ الامر الذي يعزز من نجاحها. بالنظر الى نيكسي ولأول وهلة يذكرك بالشريط السينمائي (انا روبوت) و الذي لا يختلف كثيرا عن امكانيات نيكسي.
نيكسي يحاول حل لغز كيف تُولّد الثقة لدي الانسان
ما الذي يولد الثقة بيننا نحن البشر؟
الابحاث من جامعة كورنيل تؤكد ان لغة الجسد و تعابير الوجه هي الاساس او المفتاح لتوليد الثقة. البُحاث فى جامعة نورث ايسترين استخدموا الروبوت المبتكر لتحديد الاشارات غير اللفظية و التي تساعد على توليد هذه التفاعلات البشرية المعقدة.
تم تطويرالروبوت نيكسي فى (MIT) معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، طوله 1.25 متر أزرق العينين، قادرا على تقليد سلوك البشر (الايمائات والتعابير السلوكية). العلماء بجامعة نورث استرين استخدموا نيكسي، لدراسة الي اي حد يمكن ان تؤثر هذه الايمائات و التعابير السلوكية، كمعيار فى الدراسة، على بناء الثقة للمتعاملين مع هذه الألة الغريبة.
تجارب عن تأثير سلوك نيكسي على المتعاملين معه.
بناء على الدراسات الاولية فى جامعة كورنيل عام 1993، انطلق الفريق البحثي الجديد فى جامعة نورث ايسترين برئاسة اليروفيسور دايفد ديستيانو، قدم البروفيسور المشاركين فى الدراسة واحد تلو الاخر ومن ثم طلب منهم ان يلعبوا القمار (بقليل من المخاطرة) مع الرويوت. تم تصميم الدراسة لقياس، هل سيلعب المشاركين بطريقة تعاونية – كأن يكونوا كرماء و محبين – او ان يحاولوا التحايل على خصمهم الرويوت بمحاصرته بكل انانية للحصول على اكير قدر من المال.
تأثرت النتائج بالحوارات، والتي احتوت على الجمل المعتادة مثل، "من اين انت؟" ولكن مع بعض المشتركين جلس نكيسي بشكل سلبي ولم بحرك سكنا ولم يظهر لغة الجسد او اي ايمائات. ومع الاخرين كان الروبوت نيكسي (بتحكم من عامل متخفي) اكثر حركة وتعبيرا بلغة الجسد والايمائات المعبرة عن الخداع و النوايا السيئة.
افادت انجيلا هيرنغ الكاتبة باخبار جامعة نورث استرين اثناء اعطائها ملخص عن نتائج الدراسة "عندما يلمس نيكسي راسه بيده خلال المقابلة او ينحني بظهره او تتقاطع يداه مُظهرا بعض خبث النوايا، فأن الناس لا يثقون فيه ولا يتعاونون فى اللعب ويحتفظوا باموالهم" وسيتم نشر هذه النتائج في مجلة علم النفس العلوم .
انطباعات عن التجارب
اتش فرانكلن قائلا لـ كارولين جونسون الصحفية فى بوسطن قلوب "ابحاث كهذه من الممكن ان تساعد فى الاجابة عن السؤال الأتي - كيف يتمكن الناس اللطفاء من العيش فى هذا العالم؟ هذه المواضيع المهمة فى مشروعنا تندرج تحت المحاولات لفهم الاشارات التي يعتمد عليها الناس في اتخاذ القرار الذي يجعلهم يثقون فى شحص ما.... ما هو المثير للاهتمام بالنسبة لي هو كيف يمكن ان يتم ميكنة عملية التفاعل بالايمائات للألة لكي تتعامل مع كائن حي."
اليكس ديكزلر طالبة فى جامعة نورث استرين شاركت فى الدراسة، اجرت معها صحيفة بوسطن قلوب مقابلة وصفت فيه شعورها عن تجربة تفاعل البشر مع الروبوت. "في البداية كان الامر يبدو غريبا، لانك تتكلم لقطعة من المعدن" ثم اضافت ولكن لاحقا بدأت الامور تبدو بشكل طبيعي اكثر، وكان الروبوت يبدو كالذي يظهر فى اقلام الخيال العلمي.
المصدر