قتل عدد من الجنود الصوماليين في هجوم شنته عناصر حركة الشباب الإرهابية على معسكر للجيش، شمال العاصمة مقديشو، غداة استعادة القوات الحكومية السيطرة على مدينة استراتيجية، بعد تطورات دراماتيكية على صعيد القتال بين الجانبين
وتضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى العسكريين , ونقلت وكالة "فرانس برس" عن محمد عثمان، وهو قائد ميليشيا محلية متحالفة مع الحكومة أن الإرهابيين "فجّروا في البداية مركبة محملة بالمتفجرات ثم هاجموا معسكرا للجيش في هوادلي".
ويقع المعسكر على بعد 60 كيلومترا شمال العاصمة مقديشو وأضاف عثمان أن 11 عنصرا من الجيش، بينهم قائد وحدة عسكرية قُتلوا، مشيرا في المقابل إلى "مقتل عشرات الإرهابيين".
لكن ضابطا في الجيش برتبة نقيب قال لوكالة "رويترز" إن عدد القتلى العسكريين سبعة وقال النقيب أدن نور: "طردنا حركة الشباب. وفقدنا سبعة جنود، من بينهم قائدنا" وكان الجيش الصومالي استعاد السيطرة على مدينة هرارديري الساحلية الاستراتيجية، التي كانت تحتلها منذ أكثر من عقد حركة الشباب الإرهابية.
ومنذ العام 2010، كانت هرارديري، وهي مدينة تقع على مسافة 500 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو، تحت سيطرة الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وقال رئيس الوزراء، حمزة عبدي بري، في بيان الاثنين: "إنه انتصار تاريخي، لقد حرّر الأعضاء الشجعان في القوات المسلحة الوطنية مدينة هرارديري الساحلية الاستراتيجية" وأضاف: "2023 سيكون عام الحرية والقضاء على (حركة) الشباب وستتحرر بلادنا بكاملها".
وكانت بداية عام 2023 دامية في الصومال، إذ شنت حركة الشباب في الـ4 من يناير هجومين متزامنين بسيارتين مفخختين في بلدة وسط الصومال، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
لكن ما بدا لافتا، أنه بعد أيام من هذا الهجوم أعلنت الحكومة الصومالية أن حركة الشباب طلبت للمرة الأولى فتح باب المفاوضات.
وكانت الحكومة الفيدرالية الصومالية قد صرحت في الماضي بأنها منفتحة على المفاوضات مع حركة الشباب، لكن هذه هي المرة الأولى التي تقول فيها الحكومة إن الحركة طلبت إجراء محادثات.
وأتى هذا التطور في ظل شن الحكومة حربا مفتوحة على الحركة الإرهابية، نجحت خلالها في تحقيق نجاحات مشهودة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2022 واعتمدت الحكومة التي تشكلت في صيف العام ذاته على استراتيجية شاملة من عدة محاور، عسكرية وفكرية واقتصادية واجتماعية، حتى نجحت في تحرير أقاليم بأكملها من قبضة حركة الشباب.