كان الجيش البريطاني وحلفاؤه قد ساعدوا على تحرير ليبيا والتخلص من 32 سنة من الاحتلال بواسطة قوات المحور وذلك خلال الحرب الثانية متجهة بذلك إلى استقلال ليبيا سنة 1951 ،
وهي بالتالي كانت أول دولة تحصل على استقلالها عبر الأمم المتحدة ، وخلال النصف الثاني من القرن 21 كانت بريطانيا أيضا في الموعد مرة أخرى للوقف إلى جانب الشعب الليبي ومساعدته في الإطاحة بنظام الجور والظلم والاستبداد (oppressive) المتمثل في شخص القذافي وزمرته وذك بعد مضي 40 عام من الاستبداد المطلق .
المملكة المتحدة وثورة 2011 :
كانت المملكة المتحدة في ربيع 2011 في مقدمة دول الناتو لحماية الشعب الليبي كجزء من عمليات UNIFYING PROTECTOR، حيث نشرت المملكة المتحدة خلال تلك السنة (2011) 4000 فرد من العسكريين ، و37 طائرة ، و4 سفن حربية في إقليم البحر المتوسط وذلك في خطوة منها لدعم تلك الجهود ولدى المملكة المتحدة الآن فريق استشاري في مجال الدفاع وهو يتكون من عدد من الأفراد العسكريين والمدنيين وهم يعملون الآن على تقديم خبراتهم والمساعدة على تأسيس وزارة دفاع جديدة وقوات مسلحة عصرية لليبيا الجديدة ، ونرى اليوم أن ليبيا تواجه تحديات من أجل بناء قوات مسلحة ذات قدرات فاعلة وقوية وذلك لتأمين حدودها وتحقيق الأمن والاستقرار لجميع أفراد الشعب الليبي.
العلاقــــــــات :
إن هذا الفريق هو جزء من المساهمة الواسعة والكبيرة للمملكة المتحدة من أجل البناء والتطوير في ليبيا ، ويعمل هذا الفريق كجزء من السفارة البريطانية في طرابلس ، ويكمن دوره في المساعدة على بناء القدرات من خلال القوات المسلحة الليبية والسعي من أجل بناء وتطوير قدرات عسكرية معاصرة ن وكما أنن نساعد نساهم في تأسيس وتطوير نظام ديمقراطي جديد مع التركيز على الإنشاءات والفاعلية لوزارة الدفاع وإضافة إلى ذلك فإن ما نقوم به من جهود هو في الأـساس يعد دعما وامتدادا لما تقوم به الأمم المتحدة من خلال مهمتها في ليبيا (UNSMIL) ومساندة السلطات الليبية على القضاء الأسلحة والذخائر المنتشرة وتجميعها بشكل أكثر أمنا كما أننا نملك علاقات جيدة وحميمة مع الشركاء الدوليين الآخرين بما في ذلك الإتحاد الأوروبي وجول أخرى هي الآن تعمل المقدمة لدعم ليبيا والليبيين ، كما يوجد لدينا مستشارون يعملون مع وزارة الدفاع الليبية والجيش الليبي والبحرية والقوات الجوية وكذلك مع المراكز الليبية التي تعمل من أجل نزع الألغام ن وأنا بصفتي ممثلا للجيش البريطاني فإني نقوم بتوجيه أفراد الفريق وفق الدعم المطلوب والمساندة من قبل حكومة المملكة المتحدة حسب ما تقتضيه الحاجة وقد انخرطت في العمل مع عدد كبير من أفراد القوات المسلحة الليبية حيث يمكنني ذلك من فهم متطلباتهم وبالتالي تقديم المساعدة أيضا عند الحاجة ، والتخطيط من أجل بناء قدراتهم ، وفي هذا الصدد هناك العديد من الطرق والأساليب التي تمكن المملكة المتحدة من تقديم الدعم والمساعدة لإنجاح تلك الخطط والبرامج في حين أن هناك الكثير من الدعم كان قد أدير من قبل شركاء آخرين كالأمم المتحدة .
كان المستشارون عبر وزارة الدفاع الليبية والذين رحبوا بنا كثيرا كانوا قد حققوا تقدما واضحا في تقديم المشورة والنصيحة فيما يخص الإنشاءات والدوائر والتي ستكون وزارة الدفاع في ليبيا في حاجة ماسة لها من أجل تنفيذ دورها المنوط بها في المستقبل، وكانت الأعمال الكبيرة والجبارة قد انتهت بالمساهمة وتحقيق التقدم فيما يخص إعداد وثيقة الورقة البيضاء للدفاع من أجل الانخراط في ال (UNSMIL) ، وهذا من شانه إعطاء الدفع لليبيين لتحديد المهام المستقبلية لقواتهم المسلحة الجديدة وكيفية وصولهم لأهدافهم على أكمل وجه .
قام مدير البرنامج الخاص بنزع السلاح بتقديم الدعم والمساندة لأفراد الجيش والشرطة للعمل وإزالة المخاطر التي أعقبت ثورة التحرير في ليبيا وكذلك النزاعات السابقة وكيفية السيطرة بشكل فاعل واحتواء الكافة الأسلحة والذخائر والمعدات الحربية في المستقبل .
كان هذا للفريق حقيقة قد أتى لزيارة ليبيا من أجل تقديم المساعدة كما ذكرت آنفا في إجراء الإصلاح والصيانة الجوهرية لأجهزة كشف ونزع الألغام التي كانت قد زرعت بشكل عشوائي ن وهناك هدف آخر أيضا من زيارة هذا الفريق لليبيا وهو تحليل وتقييم المتطلبات لمعالجة المتفجرات وتقديم الدعم للمجهودات التي تبذل لتاسيس مدرسة أو مركز متخصص في هذا الشأن .
على غرار ما تقدم فقد وصل مستشارون وخبراء للقوات الجوية الليبية والسلاح البحري ، وقد بدا هؤلاء بشكل فعلي في المساهمة في بناء القدرات في هذين المجالين وأن خبرة هؤلاء القادمين في القوات الجوية الملكية والبحرية الملكية سوف تسمح لهم بإعطاء النصيحة والمشورة في الإنشاءات والدور والمعدات والتدريب المطلوب لتأسيس ليبيا من خلال القدرات لقواتها الجوية والبحرية .
الشروع في العمل:
تم العمل على إرسال عدد 6 من الليبيين التابعين لوزارة الدفاع إلى بريطانيا لتعلم اللغة الإنجليزية ولفترة تستمر لمدة سنة كاملة بجامعة Montford في Leicester وهم سيتلقون أيضا تدريبات عملية من قبل القوات البريطانية ، وفي هذا الشأن فقد أقيمت أيضا دورات في اللغة الإنجليزية وذلك بأكاديمية العلوم البحرية بجنزور في بداية سنة 2012وتملك بواسطة ضباط متخصصون من الجيش البريطاني كما تم التنسيق لتنظيم دورات تدريبية أرقى مع هيئة التدريب وشرعنا في تدريب ضباط من البحرية الليبية في الأكاديمية االشهيرة التابعة للبحرية الملكية والواقعة في Dartmouth حيث سيتم تدريبهم جنبا إلى جنب مع نظرائهم البريطانيين وأيضا نظرائهم من دول أخرى ، وقامت المملكة المتحدة أيضا بتنظيم زيارات لضباط ليبيين حيث قاموا بمناقشات وحوارات مع قادة عسكريين وسياسيين من وزارة الدفاع البريطانية والقوات المسلحة .
في يونيو من عام 2012 قامت قطعة بحرية تابعة للبحرية الملكية البريطانية ومتخصصة في دراسة علوم المياه وهي (HMS SMIL )قامت بالرسو في حوض بطرابلس كجزء من أعمالها الروتينية في البحر المتوسط وقناة السويس وكانت هذه بمثابة الفرصة الكبيرة لأفراد البحرية الليبية وطلبتها من جامعة طرابلس أن يتفاعلوا مع البحرية الملكية ويقومون بتدريبات مشتركة د\اخل البحر، وكان من بين ما قانت به المجموعتان الليبية والبريطانية هو إجراء مباراة لكرة القدم فاز فيها الفريق الليبي 6 -1 وقد سر الفريق البريطاني HMS ECHO عندما علم بأن الفريق الليبي كان قد تغلب في السابق أيضا على نظيره الفرنسي 9-0، وكان عدد 2 من الضباط الليبيين برتب عالية قد حضرا دورة تدريبية في مجال الأمن والتي عقدت بأكاديمية الدفاع بالمملكة المتحدة وقد استهدفت هذه الدورة تحسين المعرفة والفهم في كيفية إدارة القوات المسلحة في ظل النظام الديمقراطي .
الأعمال المستقبلية :
قرر وزير الدفاع البريطاني بأن المملكة المتحدة سوف تستمر في تقديم الدعم والمساندة إلى ليبيا وذلك بتزويدها بما تحتاج إليه خلال السنوات القادمة ، ونحن نخطط الآن لدعم مشروع يهدف لتأسيس مركز لتعليم اللغة الإنجليزية وذلك من أجل نشر تعلم هذه هذه اللغة بين أفراد القوات المسلحة في ليبيا ، كما أننا نناقش الآن مع مسئولين في الجيش الليبي مشروع للقيام بعمليات أركان مشترك والذي سيسمح للضباط الليبيين من الرتب العالية بالتخطيط والإدارة لعملياتهم المشتركة في الدفاعات الأرضية ، جو- جو والقطاعات البحرية مندمجة في ذلك مع بقية الوزارات الليبية كما توجد هناك خطط أخرى تهدف لتدريب عدد أكثر من الضباط القياديين إضافة إلى عدد من موظفي الدولة في القطاع المدني وكذلك إقامة دورات في مالطا والتي ستكون حاضرة بعدد من الضباط ومدنيين من الدول المجاورة .
ملخــــــص :
تعتبر بريطانيا شريك لليبيا في عدد من المسائل في تاريخها ، ولا يوجد هناك ما هو أهم من الدعم الذي قدم لثورة 2011 علاوة على السنة التالية لهذه الثورة والتي تقوم فيها بريطانيا بتقديم الدعم للحكومة الديمقراطية الجديدة في ليبيا وذلك في مجالات تطوير قدراتها الدفاعية والتي يتطلبها المستقبل حتى يمكن الاستفادة والإفادة من ولكل الليبيين في دعم الاستقرار الدولي والإقليمي ، وأخيرا فإننا فخورون بالعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا الليبيين ونحن نأمل أن تستمر هذه العلاقات لتعم الفائدة على البلدين في السنوات القادمة .