في خطوة تهدف إلى التحرر من الاعتماد الكلي على حلف الناتو في سياسته الدفاعية، وضعت 23 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي حجر الأساس لإقامة "اتحاد دفاعي" أوروبي مشترك أعلنت 23 دولة من أصل 28 دولة عضو بالاتحاد الأوروبي التزامها بتعاون أمني بعيد المدى، ما يؤسس لإقامة "اتحاد دفاعي أوروبي" ووقع
وزراء دفاع وخارجية الدول الثلاث وعشرين في (13 نوفمبر 2017) إشعاراً بعزمهم إقامة "التعاون الهيكلي الدائم" في الأمن والدفاع (بيسكو Pesco)، والذي يتيح للدول التعاون بشكل أوثق لبناء القدرات العسكرية. وأشادت منسقة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني بالخطوة، ووصفتها "باللحظة التاريخية للدفاع الأوروبي".
وقالت "هذه بداية عمل مشترك، 23 دولة تتشارك في القدرات والخطوات التشغيلية، هذا أمر عظيم". كما أشاد بها وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل ووصفها بـ "نقلة نوعية في التطور الأوروبي". وقال غابرييل "هذه خطوة كبيرة في اتجاه الاستقلالية وتدعيم السياسة الأمنية والدفاعية للاتحاد الأوروبي". من جانبها قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين إنه من المهم أن تبدأ أوروبا في الوقوف على قدميها عندما يتعلق الأمر بالأمن والدفاع، "خاصة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي( دونالد ترامب)".
وأضافت أنه "إذا وقعت أزمة في منطقتنا، يتعين أن يكون لدينا القدرة على التحرك". وكانت ترامب قد انتقد دول الناتو الأخرى التي أخفقت في الإيفاء بنسبة الإنفاق على مجال الدفاع، والتي تمثل 2 % من إجمالي الناتج المحلي. وأدى هذا إلى إثارة قلق الحلفاء الأوروبيين إزاء مدى التزام أمريكا بمعاهدة الحلف للدفاع المشترك. وسوف تتمكن الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي من تطوير قدراتها العسكرية والاستثمار في المشاريع المشتركة وتعزيز جاهزية القوات. وبعد توقيع الإشعار اليوم، من المتوقع أن يصدر القرار النهائي بإطلاق الاتحاد الدفاعي في ديسمبر القادم.
ويشير القرار إلى تحرك أوروبا باتجاه اكتفاء ذاتي في مجال الدفاع وليس الاعتماد على حلف شمال الأطلسي (ناتو). ويشار إلى أن المشاركة في الكيان جديد طواعية للدول الأعضاء بالاتحاد. ولا تزال إيرلندا والبرتغال ومالطا في مرحلة اتخاذ القرار بالانضمام من عدمه. وليس من المتوقع أن تشارك فيه الدنمارك وبريطانيا.