أكّد مسؤولون ومراقبون صوماليون، أن القاعدة العسكرية التركية في مقديشو هي معسكر تدريب أنشئ بمبادرة أخوية من الحكومة التركية، وأن على الجيش الصومالي استغلال هذه الفرصة نظرا لكفاءة الجيش التركي في المجال العسكري وجدّية ورغبة تركيا في دعم الصومال ومؤسساتها وتعتبر القاعدة التركية بالصومال
الأكبر خارج تركيا وهي تقع على بعد 13 كم تقريبا جنوب مقديشو، وأقيمت على مساحة أربعة كيلومترات مربعة، واستغرق بناؤها عامين بتكلفة قدرت بنحو 50 مليون دولار.
ويتمركز في القاعدة 200 ضابط من الجيش التركي، يشاركون في تدريب نحو 10 آلاف جندي وضابط من الجيش الصومالي.
ويقول المتحدث بالجيش الصومالي النقيب "عبد الله إيمان" إن القاعدة التركية تهدف للمساهمة في إعادة بناء الجيش الصومالي ورفع قدرات جنوده وضباطه ليستعيد قدرته على الدفاع عن البلاد من العدو الداخلي والخارجي، وتسلم مهام الأمن من القوات الأفريقية التي تبدأ انسحابا تدريجيا العام المقبل.
ويرى النقيب عبد الله إيمان في حديثه لشبكة الجزيرة القطرية، أن القاعدة التركية فرصة حقيقية وأمل كبير لعودة شوكة الجيش الصومالي من خلال برنامج تدريبي يشمل الجنود والضباط على حد سواء.
ويشير إلى أن القاعدة مجهزة بإمكانيات ضخمة لا تتوفر في معسكرات التدريب الأخرى، وكفيلة بمد الجنود والضباط بالخبرات والمهارات والفنون القتالية والقيادية التي تنقصهم.
ويوضح عبد الله إيمان أن الأعباء والتكاليف التي تتحملها الحكومة التركية غير قاصرة على التدريب والسكن والطعام فحسب، بل تكفلت أيضا بعد تخريج الجنود والضباط بدفع رواتبهم وتجهيزهم بالسلاح والمستلزمات العسكرية الأخرى، المسموحة للمساعدة في خدمة بلدهم وأداء المهمة الملقاة على عاتقهم. وهو أمر لا يفعله غيرها الذي يكتفى بالجانب التدريبي فقط.
من جهته، يقول الخبير العسكري شريف حسين روبو إن تدريب الجنود من أطراف مختلفة لا تصب في مصلحة الجيش الصومالي، ويعكس سلبا على الانسجام بين الجنود إضافة إلى تسببه خدشا في ولائهم للوطن.
ويضيف شريف أن توحيد البرنامج التدريبي للجيش الصومالي ضرورة ملحة إذا ما أريد تشكيل جيش صومالي يضم جنودا على أعلى مستوى من الحرفية والانضباط قادرين على تولي مسؤولية أمن البلاد.
ويؤكد شريف أن القاعدة العسكرية التركية هي الأجدر لتولي تلك المهام، وتخريج هذه النوعية من الجنود لتبنيها برنامجا شاملا يلبي متطلبات الجيش الصومالي.
ويقول إن على الجيش الصومالي استغلال هذه الفرصة نظرا لكفاءة الجيش التركي في المجال العسكري، وعضويته الفاعلة في حلف الناتو، بالإضافة إلى جدية ورغبة الحكومة التركية في دعم الصومال ومؤسساتها.